بشرى للنساء.. حكم قراءة القرآن بدون وضوء والتلاوة بصوت للحائض
شغل حكم قراءة القرآن بدون وضوء حيزًا كبيرًا من الجدل في الآونة الأخيرة، فكثير من المسلمين لا يعلمون حكم قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف أو من الهاتف لكون الوضوء شرط للصلاة فقط ولا يعتقد أنه شرط لقراءة القرآن.
وأيضًا بدأ الجدل يشتد حول حكم ارتفاع الصوت بالقرآن للحائض وتحريك لسانها بها خاصة لرغبة الكثيرات في ختمة القرآن الكريم خلال شهر رمضان، بما لا يعطلها عن تلاوة جزء يوميًا، وكل هذه الأحكام دار عليها خلاف بين الفقهاء.
لذلك نعرض عبر القاهرة 24 حكم قراءة القرآن من الهاتف بدون وضوء أو من المصحف وحكم قرائته للحائض والجنب وحكم مس المصحف الشريف دون وضوء.
حكم قراءة القرآن بدون وضوء
حول حكم قراءة القرآن بدون وضوء، أوضح الشيخ عصام شاكر، عضو لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن جمهور العلماء ذهبوا إلى جواز قراءة القرآن لغير المتوضئ ولكن دون مس للمصحف؛ لأن مس المصحف يحتاج إلى طهارة.
هل يجوز مس المصحف بدون وضوء؟
وردًا على سؤال هل يجوز مس المصحف بدون وضوء؟، أوضح شاكر للقاهرة 24 أن جمهور الفقهاء يتفقون على أن الوضوء شرط للمس وحمل المصحف، فيما أجاز بعض الفقهاء للمحدث حدثًا أصغر أن يمس المصحف، أي دون وضوء.
وعاد ليوضح بأنه "وبما أن الخروج من الخلاف مستحب؛ فالأولى لمن أراد أن يمس المصحف أن يتوضأ إذا أمكنه ذلك".
حكم قراءة القرآن للحائض من الهاتف على المذاهب الأربعة
بينما فيما يتعلق بـ حكم قراءة القرآن للحائض من الهاتف على المذاهب الأربعة، لفت إلى عدم جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء ومن عليه جنابة، سواء أكان من المصحف أم من غيره فعن علي قَال: "كان رسول الله ﷺ يقضي الحاجة فيأكل معنا اللحم، ويقرأ القرآن ولم يكن يحجزه، أو يحجبه إِلا الجنابة".
وأوضح أن الجمهور يرون عدم جواز قراءة الحائض والنفساء للقرآن قياسا على الجنب، ولحديث رسول الله ﷺ قَال: "لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئًا من القرآن".
حكم قراءة القرآن للحائض في المذهب المالكي
بينما أفاد عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، بأن حكم قراءة القرآن للحائض في المذهب المالكي يذهب إلى جواز قراءة الحائض للقرآن، كأن تقرأ من حفظها، أو من هاتفها مثلًا؛ لأن الجُنب جنابته بيده، وليست الحائض كذلك.
ووفقًا لشاكر، أجاز المالكية وبعض الفقهاء للحائض والنفساء مس المصحف في حال التعلم والتعليم؛ لأنها قد تتضرر من عدم القراءة كأن يفوت عليها حفظ القرآن، خاصة أن فترة الحيض تطول.
القول الراجح في قراءة الحائض للقرآن
واختتم الشيخ عصام شاكر بتوضيح القول الراجح في قراءة الحائض للقرآن بقوله: عليه فيجوز للحائض أن تقرأ القرآن وتقلد من أجاز، خاصة إن كانت هناك ضرورة من حفظ وتعلم، ويجوز لها مس المصحف على رأي المالكية في حال التعليم والتعلم.
وكان قد أوضح الإمام ابن باز رحمه الله في فتوى له، بقوله: "لا بأس ولا حرج أن تقرأ المرأة وهي حائض أو نفساء ما تيسر من القرآن عن ظهر قلب".
هل يجوز قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية بدون لمس المصحف؟
وفي رد له على سؤال حول هل يجوز قراءة القرآن أثناء الدورة الشهرية بدون لمس المصحف؛ قال إن الأدلة الشرعية دلت على جواز ذلك.
وأفاد بأن العلماء اختلفوا في هذا، فالفريق الذي يرى عدم جواز قراءة القرآن للحائض كالجُنب، يحتجون بحديث ضعيف رواه أبو داود عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: "لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن".
وقال ابن باز: "وهذا الحديث ضعيف عند أهل العلم، لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وروايته عنهم ضعيفة".
كما أوضح أن قياس الحائض والنفساء بالجنب لأن عليها حدثا أكبر يوجب الغسل "قياس غير صحيح، لأن حالة الحائض والنفساء غير حالة الجنب، فالحائض والنفساء مدتهما تطول، أما الجنب فمدته يسيرة متى فرغ من حاجته اغتسل وقرأ".
وذهب ابن باز إلى أن الصواب من قولي العلماء: أنه لا حرج على الحائض والنفساء أن تقرأ ما تحفظان من القرآن، وآية الكرسي عند النوم، وما تيسر من القرآن في جميع الأوقات عن ظهر قلب.
واستند ابن باز إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة لما حاضت في حجة الوداع قال لها: "افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري" ولم ينهها عن قراءة القرآن.