تقضي أم تطعم؟.. حكم قضاء أيام رمضان للحامل وفقا لدار الإفتاء والمذاهب الأربعة

أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم قضاء أيام رمضان للحامل التي تخشى على نفسها وجنينها من الصيام، ففي هذه الحالة لها رخصة الإفطار مع القضاء دون الفدية إن استطاعت، وبذلك تأخذ الحامل حكم المريض مرضا يرجى شفاؤه، لأن الحامل في حالة ضعف مؤقت وسيزول بالولاة، وبالتالي فعليها القضاء بتعويض الأيام الفائتة، مع وجوب دفع الفدية في حالة واحدة فقط كما نوضح لكم بالتفصيل في السطور التالية عبر القاهرة 24 حكم قضاء أيام رمضان للحامل.

حكم قضاء أيام رمضان للحامل 

بينت دار الإفتاء المصرية حكم قضاء أيام رمضان للحامل، من خلال سؤال ورد لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك، مفاده: زوجتي حامل في الشهر الثالث ولا تستطيع صيام شهر رمضان فماذا عليها؟ وردت الدار في فتواها بأنه إذا خافت الزوجة على نفسها، أو خافت على نفسها مع خوفها على الجنين، فعليها القضاء فقط، ولا فدية عليها.

وأما إذا كان خوفها على الجنين فقط، بحيث حذرها المختصون من ضرر الصوم على الجنين، فعليها القضاء والفدية، وهي إطعام مسكينٍ عن كل يومٍ مُدًّا مِن طعام، والمُدُّ ربع صاع، أي ربع ما يخرج في زكاة الفطر من الحبوب أو التمر أو ما شابه مما يجزئ في زكاة الفطر، وبالتالي نكون قد أوضحنا الجواب المختصر لـ حكم قضاء أيام رمضان للحامل.

وحول حكم قضاء أيام رمضان للحامل، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الحامل إذا خافت على نفسها هلاكا أو أذى شديد من الصيام فلها الإفطار مع حكم القضاء بدون فدية، فإذا أفطرت يوما تقضي يوما، وإذا أفطرت الشهر كله، تقضي الثلاثين يوما، وذلك بلا فدية، ولكن في حال خافت الحامل على نفسها وعلى جنينها، أو على جنينها فقط، فعليها في هذه الحالة القضاء والفدية.

حكم إفطار الحامل في رمضان وكفارته

وفيما يتعلق بـ حكم إفطار الحامل في رمضان وكفارته، فقد أوضح فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام أن المرأة الحامل التي أخبرها الطبيب أن الصيام يضرها ويضر جنينها، لها رخصة الإفطار، وبعد الانتهاء من الأعذار سواء الحمل والولادة والنفاس والرضاعة، وهي أيام معلومة بالعدد لدى كل امرأة، فعليها القضاء على التراخي أي كل اثنين وخميس، أو صيام الأيام البيض من كل شهر إلى أن تنتهي الأيام التي أفطرتها.

وحول حكم إفطار الحامل في رمضان وكفارته، أضاف الدكتور شوقي علام، خلال استضافته في لقاء سابق ببرنامج كل يوم فتوى، مع الإعلامي حمدي رزق، أن الحامل التي أفطرت في شهر رمضان لها القضاء فقط دون الفدية لأنها قادرة على الصيام، ولا يلزمها القضاء فورا بعد الطهر من النفاس، فإذا كانت ترضع ولدها ويشق عليها القضاء فلها أن تؤخر القضاء إلى وقت الاستطاعة.

هل الحامل تقضي أم تطعم؟

ويتساءل الكثيرون بشأن حكم قضاء أيام رمضان للحامل، هل الحامل تقضي أم تطعم؟ أي إنها تصوم ما أفطرته في رمضان في أيام آخر، أم أنها تخرج الفدية بإطعام مسكين عن كل يوم أفطرته، وفي ذلك تعددت أقوال الفقهاء في الحامل التي أفطرت خوفا على جنينها كالتالي:

عند الشافعية والحنابلة

في المذهب الشافعي والحنبلي، على الحامل القضاء والإطعام عن كل يوم، لأن الحامل تدخل في عموم قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ... {البقرة: 184}.

عند الحنفية

في مذهب الحنفية، على الحامل القضاء دون دفع الفدية، بل تستحب لها دون وجوب، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: إنّ اللّه وضع عن المسافر الصّوم وشطر الصّلاة، وعن الحامل أو المرضع الصّوم أو الصّيام.

قضاء الصيام للحامل عند المالكية

وأما المالكية، فإن الحامل تفطر ثم تقضي هذه الأيام بالصيام ولا فدية عليها، على عكس المرضع فهي تفطر وتقضي وتفدي، لأن المرضع يمكنها أن تسترضع لولدها، بخلاف الحامل، كما ذهب بعض علماء السلف ومنهم ابن عمر وابن عباس وسعيد بن جبير رضي الله عنهم إلى أن الحامل والمرضع يفطران ويطعمان ولا قضاء عليهما، ولذلك فعلى الحامل الرجوع لفتوى دار الإفتاء المصرية والاستناد برأيها.