الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كل حزب بما لديهم فرحون

السبت 16/مارس/2024 - 11:19 م

في عالم مليء بالتناقضات والانقسامات، يجد الشباب نفسه محاصرًا في حرب لا هوادة فيها بين جماعات دينية وفئات متنافسة.

تعتقد كل جماعة وكل فئة أنها تُمثل الله وتحمل صلاحياته، ما يجعل الشباب عالقين في صراع مرهق ينتهي بهم في جبهات متعددة، وفي هذه الحرب، يتم أسر الشباب في قوالب ضيقة ومحدودة، حيث ينتصر كل فريق لشيخه وللمفاهيم الدينية التي يتبناها.

إن الواقع المأساوي لهذه الصراعات هو أنها تترك الشباب في جانب حزين من الواقع، فَهُم يشعرون بالتشتت والفقدان في بحر من الاعتقادات المتناقضة، فيفقدون هويتهم الحقيقية ويصبحون جنودًا في حروب لا يفهمون حقيقتها.

وفي هذا السياق، يصبح من المؤسف أن نرى بعض الشباب الذين لا يعرفون سوى القليل عن الدين، يحاولون تقليل شأن علماء الدين الذين أفنوا حياتهم  في العلم وفي خدمة الدين.

نريد أن نرسخ في عقولنا أنه لا يجوز بأي حال أن نتطاول على أي شخص مهما اختلف معك في العقيدة أو المذهب أو أي نوع من أنواع الاختلاف، فما نراه اليوم ممن يتطاولون على رجال الدين هو أبعد ما يكون عن الدين.

مهما كانت اختلافاتنا الدينية أو الفكرية، يجب أن نتعامل مع بعضنا البعض بروح الاحترام والتسامح، فإن الاختلاف هو جزء طبيعي من الحياة البشرية، ولكن لا ينبغي أن يؤدي إلى التطاول والاعتداء على الآخرين.

نحتاج وبشدة أن نعيد النظر في معاملاتنا، ونحتاج إلى أن نفصل بين الشخص والشخصية، وبين الشخص ومعتقداته، وبين الشخص وما يقوم به. 

عندما نتطاول على رجال الدين، فإننا نسيء للدين نفسه، فالدين يدعو إلى المحبة والسلام والتسامح، وإذا تصرفنا بطريقة تتعارض مع هذه القيم، فإننا نظهر صورة سلبية للدين ونشوه صورته في أذهان الناس.

إن الوقت قد حان لنفهم أن الدين هو بالأساس يعكس الفطرة السليمة التي تدفعنا للعيش بالمحبة والسلام والرحمة والوفاء.

إن الدين يحمل رسالة عظيمة تدعونا للتعايش بسلام مع الآخرين، إنه يدعونا لنكوّن جسورًا من التسامح بين الأديان والثقافات المختلفة، بدلًا من أن نبني حواجز من الفهم الضيق والتحزب، فكيف بأصحاب الدين الواحد!

من المهم أن ندرك أن الدين لا يجب أن يكون سببًا للتفرقة بين الناس، بل يجب أن يكون منبعًا للتسامح والتعايش السلمي. 

متى نفهم أن الدين يعني الفطرة السليمة التي تقضي بأن نعيش بالمحبة والاحترام؟
متى نفهم أن الدين هو أن يسلم الناس منا؟
متى نفهم أن الدين هو المعاملة؟

ويتطلب ذلك مراجعة وتقييم الأفكار والمفاهيم الضيقة التي تستخدم لإشعال هذه الحروب الداخلية، فلا بد من تعزيز روح الحوار والاحترام المتبادل بين الشباب، وتعزيز فهمهم للقيم الجوهرية للدين والتركيز على ما يجمعهم بدلًا من ما يفصلهم.

إن حل هذه المشكلة يكمن في تعزيز التعليم والوعي الديني بشكل شامل ومنصف، وتشجيع الشباب على استكشاف وفهم تعاليم دينهم بأبعاده الحقيقية والسمحة.

أخيرا..

يجب علينا أن نعمل معًا كمجتمع لبناء جيل من الشباب الواعي والمتسامح، يكون هذا الجيل قادرًا على التفكير بانفتاحية وتقبل الآخر، والسعي نحو بناء عالم يسوده السلام بين جميع أفراده.

تابع مواقعنا