السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من كنوز الجنة «لاحول ولا قوة إلا بالله»

السبت 16/مارس/2024 - 01:28 م

إن البعد عن المعاصي واجتنابها، وفعل الطاعات وسلوك طريقها إرضاء الله تعالى، وتقربا البه، ليس لقد رات شخصية يمتلكها الانسان وإنما منحة إلهية من الله لعبده، يختار لها من يصطفيه ويرضى عنه، فلا حول يحول الإنسان عن المعصية إلا حول الله، ولا قوة تعينه على الطاعة إلا قوة الله.

ومعرفة الانسان وإدراكه لهذا المعنى يبعد عنه داء العجب بالنفس وداء الكبر، وهى أمور تحبط ثواب العمل، وتضيع حسناته، ومع كل معصية أبتعد عنها بحول الله فأنال ثوابا، ومع كل طاعة أفعلها بقوة الله فأنال ثوابا يكون لي ذخرا يوم القيامة، وسبيلا موصلا إلى الجنة، على أن أكثر من ترداد هذه الكلمة "الكنز"، ووصفها بهذا الوصف ليس لنا ولا من اختراعنا، بل هذا الوصف لسيدنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الدعاة إلى الجنة.

ولنستمع إلى ما ورد عنه في هذا الشأن: عن سيدنا أبى موسى الأشعري رضى الله عنه كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكن تدعون سميعا بصيرا، ثم أتى على وأنا أقول في نفسى "لاحول ولا قوة إلا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس، قل: "لاحول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة، أوقال ألا أدلك على كلمة هى كنز من كنوز الجنة، لاحول ولا قوة إلا بالله.


يقول شراح الحديث، قوله "كنز" سمى هذه الكلمة "كنزا " لأنها كالكنز فى نفاسته وصيانته عن أعين الناس، أول أنها من ذخائر الجنة، أومن محصلات نفائس الجنة.


وقال الإمام النووي رحمه الله: "المعنى أن قولها يحصل ثوابا نفيسا يدخر لصاحبه في الجنة"، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم بالإكثار من قول هذه الكلمة "الكنز" ورغب فيها دلالة على الخير وإرشادا له، ومن هؤلاء الصحابة سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، فإن النبي الكريم لما سمعه يقولها قال له: أتدرى ما تفسيرها؟ فقال: الله ورسوله أعلم، قال: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله، وهذا من خير ما فسرت به هذه الكلمة العظيمة المباركة، فمفسرها ومبين معناها هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أيضا في بيان معناها (لا حول) أي: لا حركة في الظاهر، ولا قوة: أي لا استطاعة في الباطن، الا بالله، ولا تحويل عن شيء، ولا قوة على شيء إلا بمشيئته وقوته، وقيل: الحول: الحيلة.


ويقول إلامام النووي (وهى كلمة استسلام وتفويض، وأن العبد لايملك من أمره شيئا، وليس له حيلة فى دفع شر ولاقوة فى جلب خير إلا بإراده الله تعالى).


وممن أوصاهم النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة من الصحابة سيدنا (معاذ بن جبل) رضى الله عنه، قال له: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قال: وما هو؟ قال لاحول ولا قوة إلا بالله.
 

وأوصى بها سيدنا أبا ذر الغفاري، رضى الله عنه قال: كنت خلف النبى – صلى الله عليه وسلم – فقال لى: يا أبا ذر، الا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت: بلى، قال ( لاحول ولا قوة الا بالله )
-وهذه الكلمة ( الكنز ) ( لاحول ولاقوة إلا بالله ) من الكلام الطيب المأثور الذى يمثل غرسا من غراس الجنة، كما جاء فى حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ( أكثروا من غراس الجنة، فإنها عذب ماؤها، طيب ترابها، فأكثروا من غراسها، قالوا: وما غراسها يا رسول الله؟ قال: ماشاء الله، ولاحول ولاقوه إلا بالله).


وقد أخبر بذلك سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام – سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى رحلة الاسراء والمعراج، فعن سيدنا عبدالله بن مسعود – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله – عليه وسلم - ) لقيت إبراهيم ليلة أسرى بى فقال، يا محمد، أقرىء أمتك منى السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، إن غراسها سبحان الله، والحمد الله، ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله )، وهذه الكلمة دليل على إسلام العبد واستسلامه لله رب العالمين، فقد ورد فى بعض روايات الحديث أن العبد حين يقولها ( لاحول ولا قوة إلا بالله، يقول الله – عزوجل " أسلم عبدى واستسلم".


والعبد عندما يلتجىء إلى الله تعالى، ويلوذ به ويعتصم من كل هم وكرب وضيق، ويجعل توكله عليه، يكون فى معية مولاه، فلا يضره كيد شياطين الإنس والجن ولا أذاهم، ومع استقبال يوم جديد يخرج فيه الانسان من بيته سعيا لطلب رزقه الحلال عليه أن يتذكر هذه الوصية النبوية الدالة على الخير، يخبرنا سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أناشيد إذا خرج قال: (إذا خرج من بيته فقال:- باسم الله، توكلت على الله، لاحول ولا قوه الا بالله قال: يقال حينئذ: ( هديت وكفيت ووفيت وتنحى عنه الشيطان، فيقول له شيطان ءاخر، كيف لك برجل هدى وكفى ووقى ).
 

"لاحول ولاقوه إلا بالله"، قلها محصنا نفسك بذى العزة والجبروت والكبرياء والعظمة، وابدأ بها يومك، قلها محصنا بها أولادك وبيتك ومالك حتى يحفظ الله عليك نعمه، ولا ينزع عنك ستره، ويزيدك من فضله، ويستعملك لطاعته.


ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.. وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

تابع مواقعنا