أمين بوحافة: مزج الإنشاد الصوفي مع الآلات والأوركسترا أصعب ما واجهنا في موسيقى الحشاشين.. ومزيكا شخصية حسن الصباح مظلمة وعميقة |حوار
دائمًا موسيقاه مختلفة ومعروفة لآذان الجمهور، وذوقه في اختياره مختلف وعميق، بداية من طريقي لـ جبل الحلال لـ ونوس، وأخيرًا الحشاشين؛ العمل الذي سجل المشاهد إعجابه بموسيقاه وتيماته المختلفة والرنانة؛ بذا استطاع الموسيقار أمين بوحافة تقديم نفسه من جديد بنمط مختلف، جذاب، أشاد به متابعو مسلسل الحشاشين.
وفي حوار خاص مع القاهرة 24، تحدث الموسيقار أمين بوحافة عن تحضيرات موسيقى مسلسل الحشاشين، والسر وراء تتر بداية المسلسل، ومتطلبات المخرج بيتر ميمي في موسيقاه.. وإلى نص الحوار:
ـ في البداية.. حدثنا عن تحضيرات موسيقى مسلسل الحشاشين؟
تحضير موسيقى الحشاشين استغرق شهورا عدة، بعد تواصلي مع المخرج بيتر ميمي وسمعنا لأكثر من نمط موسيقي، وكنت أكتب التيمات وأرسلها له، وأكثر من استغرق وقتا في التحضير هو التفكير في الآلات المستخدمة ومكان الأصوات والأناشيد والأدعية، وأين يتم التسجيل، مضيفًا: واستخدمنا آلات إيرانية وتركية وعربية، وسجلنا المزيكا في أكثر من بلد؛ مع التفكير في ملائمتها للشخصيات التي تناسبها تيمات معينة، والأماكن مثل قلعة الموت.
ـ وما الصعوبات التي واجهتك في موسيقى المسلسل؟
الصعوبات تكمن في مزج كل الآلات المستخدمة مع التيمات، خاصة أننا استخدمنا إنشاد صوفي والآت شرقية وأوركسترا سيموفوني، وأيضًا كيفية مزج هذه الأنماط الموسيقية بعضها ببعض.
ـ ما مصدر استنباطك لموسيقى تلائم القرن الـ 11؟
المسلسلات التاريخية عمومًا تتطلب موسيقى ملحمية، والفكرة كانت كيف نقدم مزيكا تخرج بمقامات وأناشيد، ممزوجة بالحالات الصوفية، وكيف يكون للمزيكا صدى بتوزيع عالمي؟
ـ وماذا عن تتر بداية مسلسل الحشاشين؟
أتابع منذ فترة كبيرة صوت وائل الفشني، وهو من أحسن الأصوات العربية، ويجعلني أقشعر لما لديه من إمكانيات كبيرة، وفكرت أن هذا المشروع سيجمعنا معًا، كذا أحب بيتر ميمي الفكرة.. وفكرنا في النص الذي يغنيه، وأرسل لي بيتر ميمي اقتراحات كبيرة من الأناشيد والأشعار لـ عمر الخيام، باعتباره أحد المقربين لـ حسن الصباح، واستخدمنا من رباعيات الخيام بعض ما غنته كوكب الشرق- أم كلثوم، وكان من الصعب إعادة نص لائق على موسيقى ملحمية وفيها صدى تاريخي.
ـ كيف دارت مناقشاتك عن الفلك الموسيقي مع المخرج بيتر ميمي؟
بيتر ميمي لديه فكرة واضحة للمزيكا، وكان مُحدِّدًا ماذا يريد، وما يتناسب مع الشخصيات والتيمات الموسيقية، وكانت لديه رؤية واضحة عن الشخصيات التي تحتاج لتيمات متفرعة، وعن الأماكن التي تلائمها تيمات موسيقية ما؛ تستطيع المزج بين الأناشيد الصوفية والأدعية، وتابع: واستخدام الأصوات كانت أفكار بيتر ميمي وهو يناسب دورها في المسلسل؛ إذ إنه كاتب ملامح موسيقية لكل شخصية، ومزيكا شخصية حسن الصباح كان يجب أن تكون مظلمة، وفي نفس الوقت بها عمق لارتباطه بالأناشيد الصوفية.
ـ وماذا عن عن تنوع تيمات موسيقى المسلسل؟
التيمات لم تكن متعلقة بالشخصيات فقط، بل بالأماكن أيضًا، فقلعة الموت لديها تيمات مختلفة، وكذا حلم الجنة، والقاهرة لديها تيمة مختلفة وكذلك مدينة أصفهان.. ومسلسل الحشاشين عميق وله متطلبات كثيرة ومحددة، وموسيقى المسلسل التصويرية الخام ضخمة، وتتجاوز الساعتين.
ـ كيف ترى ردة فعل الجمهور على موسيقى الحشاشين؟
سعيد جدًا برأي الجمهور على السوشيال ميديا، وما رأيته يعطيني حماسا وفخرا بأن المزيكا تنال إعجاب الناس، ويكون لها وقع على العمل وعليهم، واهتمام الجمهور بالموسيقى التصويرية أحد مميزات المستمع المصري؛ لأن جمهور متابع وذواق ولديه رأي لكل استخدام الآلات.
ـ إلى أي مدى ترى موسيقاك مختلفة؟
أحاول دائما أن أدخل في تحدٍّ، كذا أجدد نفسي في التعامل مع الموسيقى واستخدام الآلات والتيمات، ومن المهم لي أن أكون مختلفا في بحثي عن التجديد والتطور، ومسلسل الحشاشين أعطى لي المساحة في استخدام الآلات الجديدة والأصوات البشرية والأدعية الصوفية.
ـ وما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
كل عمل لي هو قطعة من قلبي، ولكن من أكثر الأعمال القريبة لي: مسلسل الأب الروحي وجبل الحلال وجراند أوتيل وطريقي.
ـ هل لأمين بوحافة أحلام في المزيكا؟
أحلم أن تصل المزيكا للناس، وتلمس قلوبهم بصدق تام، لأن كل شيء لدي يخرج من أعماق قلبي.. وأشعر بسعادة غامرة عندما يستمع أحد الجماهير للمزيكا ويتفاعل معها بالضحك أو البكاء، أن تكون لموسيقاي وقع على الناس.. هذا أكثر ما يدفعني في حياتي ومشواري الفني.
