رغم مرضها واحتياجها لعملية قلب مفتوح.. عزة تبيع طرابيش لتنفق على أبنائها الخمسة اليتامى
على أعتاب مسجد عبدالرحيم القناوي، نجد سيدة سمراء اللون وجهها شاحب تقابل الجميع بابتسامة خفيفة مع نظرات تملأها الدموع من شدة التعب والإجهاد المصاحبين لها في حياتها، جالسة على كرسي وأمامها عربة أشبه بالكارو ممتلئة بالطرابيش الزينة التي يُقبل عليها الأطفال في الموالد، تنادي على زبائنها أملًا في الشراء منها لتوفير لقمة العيش لأسرتها.
أرملة تبيع الطرابيش
هي السيدة عزة والشهيرة بأم محمد، صاحبة الـ46 عامًا، من محافظة القليوبية، بالتحديد مدينة بنها، قطعت مئات الكيلو مترات حتى وصلت إلى محافظة قنا، وعلى أكتافها أجولة الطرابيش والزمامير لتفترش بهم أمام مسجد عبدالرحيم القناوي الذي يعتبر أحد أشهر الأضرحة في مصر، لتوفير لقمة العيش لأبنائها الذين أصبحت هي كل عالمهم بعد وفاة والدهم.
وقالت السيدة عزة خلالها لقائها مع القاهرة 24، إنها تأتي سنويًا من بنها إلى محافظة قنا بحثًا عن الرزق مع بداية مولد عبدالرحيم القناوي، حيث إنها مسؤولة عن أبنائها الخمسة بعد وفاة والدهم، مضيفة أنها تزوجت مرة أخرى حتى تجد من يساعدها في مصروفاتهم لكن ما حدث العكس، وعاشت في معاناة وأسى مع زوجها الجديد وكانت في مأزق بسبب أبنائها، لذلك قررت اختيارهم وانفصلت عن زوجها.
وأضافت أنها تأتي قبل مولد عبدالرحيم القناوي بشهرين، حتى يتعرف عليها الأهالي ويقبلون على الشراء منها وتظل على أعتاب المسجد حتى ينتهي لتشد رحالها مرة أخرى وتعود إلى أبنائها في بنها بالرزق الذي كُرمت به، موضحة أنها تترك جميع أبنائها في بلدتها عدا أصغرهم الذي تصطحبه معها إلى قنا خوفًا عليه، وتقف على عربتها من الثامنة صباحًا حتى منتصف الليل لبيع الطرابيش للأطفال في المولد.
وذكرت السيدة عزة، أنها كانت تبيع الخضروات في بنها ولعدم وجود مصدر دخل تركتها ثم لجأت إلى بيع الطرابيش في مولد عبدالرحيم القناوي، موضحة أنها تستأجرهم من أحد التجار وتدفع له عقب الانتهاء من بيع المنتجات: طرابيش وزمامير وغيرها من متعلقات الأطفال، ورغم ما تعانيه من الشقاء والحاجة إلا أنها تبيع بأسعار مناسبة حتى يفرح زبائنها وتكسب ثقتهم وحبهم.
وختمت حديثها بأن ليس لها أي مصدر دخل بعد وفاة زوجها تاركًا لها الأيتام رغم مرضها، حيث إنها تحتاج إلى عملية قلب مفتوح، مشيرة إلى أن الديون تحاوطها من كل الجوانب ولا تجد سبيل للخروج من الحياة الضنك التي كُتبت عليها وما يهون عليها مساعدة فاعلين الخير من جيرانها في بنها.