مغفرة بالجُملة.. موعد ليلة النصف من شعبان 2024 والأيام البيض وفضلها
يترقب المسلمون موعد ليلة النصف من شعبان 2024 التي لها فضل عظيم وقال عنها العلماء إنها "الليلة الفارقة"، كما أنها ليلة يأتي بعدها بأيام قليلة شهر رمضان المبارك.. فما هو موعد تلك الليلة بالميلادي وما أسباب الاهتمام بها خصيصًا، وكيف يمكننا اغتنامها؟ هذا ما نتحدث عنه عبر القاهرة 24.
موعد ليلة النصف من شعبان 2024
حددت دار الإفتاء المصرية موعد ليلة النصف من شعبان 2024، حيث تبدأ ليلة الخامس عشر من الشهر الهجري شعبان، من مغرب اليوم السابق وهو يوم الرابع عشر من شعبان، ومن ثم فإن ليلة النصف من شهر شعبان 2024م تبدأ من مغرب يوم السبت المقبل الموافق لـ 24 فبراير 2024م.
وتنتهي ليلة النصف من شعبان فجر اليوم التالي؛ يوم الأحد الموافق 25 فبراير 2024، والذي يعد يوم نصف شعبان 2024، وحثت الإفتاء على صيام الأيام البيض من شهر شعبان بما فيهم يوم النصف.
الأيام البيض لشهر شعبان 2024
ويحين موعد الأيام البيض لشهر شعبان 2024، في أيام 13 و14 و15 شعبان 1445 والموافق لـ:
- الجمعة 23 فبراير 2024 الموافق لـ 13 شعبان 1445.
- السبت 24 فبراير 2024 الموافق لـ14 شعبان 1445.
- الأحد 25 فبراير 2024 الموافق لـ 15 شعبان 1445.
والأيام البيض، هي الأيام الثلاثة من وسط كل شهر هجري، وتسمى بيض لكون القمر فيها يكتمل لأفضل ضوء له، فتبدو لياليها أكثر بياضًا من باقي ليالي الشهر، وقد جاء في حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: "صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ".
فضل ليلة النصف من شعبان
وأوضحت دار الإفتاء أن فضل ليلة النصف من شعبان تحدث عنه كثير من أهل العلم بأدلة من الكتاب والسنة، فقال الطبري في تفسير قوله تعالى "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" أنها "ليلة النصف من شعبان؛ يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد" وقال بذلك ابن أبي حاتم والكرماني والبغوي وغيرهم.
وتتفق دار الإفتاء مع الرأي القائل بأن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فى مكة المكرمة، تم في ليلة النصف من شعبان، مستندة إلى بعض المؤرخين الذين ذكروا ذلك في مؤلفاتهم، بأن التحويل كان في الخامس عشر من شعبان، في السنة الثانية للهجرة، ويوافق نوفمبر 623م، كما أن هناك قول آخر يرى أن تحويل القبلة كان في منتصف شهر رجب.
هل يوجد حديث صحيح عن ليلة النصف من شعبان؟
وأكدت الإفتاء أنه ورد في السنة المطهرة، كثير من الأدلة على فضل ليلة النصف من شعبان، منها ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ".
كما استدلت الإفتاء بما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ".
كذلك ما روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ" رواه الدارقطني.
وأشارت إلى أن الأئمة أفردوا في مصنفاتهم أبوابًا للأحاديث الخاصة بليلة النصف من شعبان، منها تبويب الترمذي وابن ماجه في "سننهما": (باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان)، وبوَّب ابن أبي عاصم في "السنة": (باب ذكر نزول ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، وَمَطْلَعِهِ إلى خلقه)، وبوَّب البيهقي في "فضائل الأوقات"، والبغوي في "شرح السنة": (بَابٌ فِي فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ).
وردًا على أن أحاديث ليلة النصف من شعبان اختلف الجمهور حول سندها وصحتها، قائلة "وأحاديث هذا الباب وإن كان في بعضها مقالٌ، إلا أنها في الجملة يقوِّي بعضُها بعضًا؛ لكثرة طرقها وتعدد رواتها؛ فيُحْتَجُّ بها".
واستندت الإفتاء في ذلك إلى ما ذكره المباركفوري في "تحفة الأحوذي" عن باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان قوله "فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء".