جبرًا بخاطر أطفال غزة.. شاب فلسطيني يشتري الحلوى بضعف ثمنها لتخفيف أعباء المعيشة
بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة، تزداد أزمة الغذاء يومًا تلو الآخر بين الأهالي الفلسطينية، ليصبح الأطفال هم ضحايا ذلك الوضع السيء الذي لا يتحمله بشر، ولكن أبطال فلسطين مازالوا يتحملوا رغم القسوة والقصف الإسرائيلي المستبد التي لم تترك نيرانه أحلام الأطفال إلا مُدمرة من كل الجوانب.
جبر الخواطر
في إطار ذلك، اعتاد الشاب الفلسطيني أحمد أبو الروس، نشر بعض المقاطع المصورة له مع الأطفال في ميادين الأسواق في غزة، على حسابه الشخصي عبر مواقع تبادل الصور والفيديوهات انستجرام، لتوثق لحظات فرح الأطفال بمبلغ مالي يفوق حساب ما قام أحمد بشرائه منهم، ويصبح جبر الخواطر هو سلوك يتبعه أحمد أبو الروس مع هؤلاء الأطفال.
طاير من الفرحة..هكذا كان رد فعل الصغير عندما قام أحمد بإعطائه 200 شيكل مقابل شرائه لـ 8 قطع من الحلوى، كانت في الأصل سعر القطعة الواحدة 2.5 شيكل، وعندما طالبه أحمد بحساب السعر الإجمالي كان حسابه 20 شيكل، ولكن أحمد اختار أن يأخذهم بمبلغ أكبر إرضاءً للطفل، ولم يكتفي بذلك، إلى إنه قام بتوزيعهم على الأطفال المُنتظرين شراء الحلوى من الطفل البائع، بدون مقابل مادي.
بدأ أحمد هذا المقطع، قائلًا: يا عيني هادي اللى بدور عليها..أنا هشتريهم كلهم.. احسب لي سعرهم كلهم.. ثم أجابه الطفل: كدة حسابك 20 شيكل، ليخرج أحمد 200 شيكل.. ويرد الصغير: ما معي فكة..ولكن أحمد قال له: خلاص الـ 200 شيكل حساب الحلويات كلها، وبدي توزعهم على كل الأطفال اللى واقفة.. خلاص اشتريناهم ووزعناهم.
أبطال العالم في غزة
وأضاف أحمد في نهاية المقطع للطفل: خلاص روح هالحين والله يعينك يا حبيبي.. ماتنساش أمك وأبوك.. يلا سلام، وعلق أحمد على الفيديو كاتبًا: الطفل عنا في غزة يكون عُمره 8 سنوات، وحامل مسؤولية بيت كامل، أحنا أبطال العالم.
واعتاد أحمد فعل الخير من خلال هذه اللحظات التي توثقها الفيديوهات، ليحقق سعادة الطفل بمبلغ مالي أكبر من سعر مُنتجاته، وفي ذات الوقت يساعده على تحمل مسؤولية ليكون بطل عمره لا يتعدى الـ 10 سنوات ويتحمل أعباء المصاريف، وها هو ذلك ما فعلته هذه الحرب القاسية التي استطاع بها العدو الإسرائيلي أن يدمر معاني الطفولة وطموحاتهم وآمالهم في عيش حياة آمنة خالية للضغوط.
تعليقات المتفاعلين على السوشيال ميديا
وآثار هذا المقطع تعاطف المتابعين، وعلق أحدهم قائلًا: ما أبشع الحرب..ربي ينصركوا ويكون معكم، وعلق متابع أخر: يا الله ما احلى ها الابتسامة، ومتابع أخر يمدح ما فعله أحمد قائلًا: الله يسعدك زي ما سعادتهم.