الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تأملات في حياتنا: بين الشوق للماضي.. وعصر السوشيال ميديا

الجمعة 16/فبراير/2024 - 07:45 م

كثيرًا ما نبدأ أيامنا بشكل غير لطيف، حيث نشعر بالإحباط ونعتقد أن اليوم سيكون سيئًا منذ البداية.
يتسلل الشعور السلبي إلى أفكارنا، ويؤثر على حالتنا المزاجية والطاقة التي ننشرها في البيئة المحيطة بنا.

قد يتساءل البعض عن سبب هذا الشعور السلبي الذي يغلبنا في بداية اليوم، والإجابة تكمن في أننا نعيش حياة مليئة بالضغوط والتحديات.
لكن ما يجب أن ندركه هو أن حياتنا ليست مجرد مجموعة من الأحداث العشوائية التي تحدث لنا، إنها بالأساس حصاد لأفكارنا ومشاعرنا وتصرفاتنا.

إذا كنا نبدأ يومنا بشعور سلبي، فإننا بالفعل نزرع بذور الفشل واليأس في ذهننا.
لذلك، يجب أن نتعلم كيف نغير نظرتنا تجاه الحياة ونعمل على تحويل هذه الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية.
من المهم أن ندرك أن السعادة والنجاح ليست نتيجة للظروف الخارجية فحسب، بل هي نتيجة لطريقة تفكيرنا وتصرفاتنا.

إن العصر الحالي يشهد تغيرات جذرية في طريقة عيشنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا، كتقنيات الاتصال الحديثة، وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح لها تأثير كبير على حياتنا وتصوراتنا للسعادة والنجاح، إنها ظاهرة لا يمكن تجاهلها، وتتطلب منا تأملًا جادًا في تأثيرها على حياتنا اليومية.

كنت دائمًا أتساءل عن السبب الذي جعل جيل أجدادنا ووالدينا يعيشون حياة مستقرة، وأجمل ما في حياتهم المستقرة علاقاتهم المستدامة، ورضاهم التام حتى وإن كانوا في ضيق من العيش.
بالمقابل، نحن نعاني اليوم من تقلبات في داخلنا وفي حياتنا بشكل عام، ويبدو غريبًا أن نرى علاقاتٍ سعيدةً ومستقرة، أو أن يكون أي شخص سعيدًا بعمله، أو راضٍ بحاله وبما قسمه الله له، فهذا يحدث نادرًا، فأصبحنا نعيش بشعور الخوف والقلق تجاه المستقبل طوال الوقت.

المشكلة تكمن هنا في وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت واحدة من أهم أسباب الاكتئاب وعدم الرضا لدى الكثيرين تجاه حياتهم، فطوال الوقت نقارن أنفسنا بأشكال أخرى من الحياة التي ليست نفس ظروفنا أو وضعنا، فهي بالتأكيد حياة مزيفة يدعون فيها المثالية من خلف الكاميرات.

إننا بحاجة لأن نتوقف عن الندب والصياح والسخط المستمر على الحياة.
بل ونحن بحاجة لنتوقف عن إعطاء الفشلة والحمقى لقب "ناجحين" فقط لأنهم يمتلكون ثروة أو لأنهم مشهورون على وسائل التواصل الاجتماعي.

بالفعل، نحن بحاجة ماسة لأن نعيش في الواقع قليلًا وأن نقبل بكل تفاصيل حياتنا. يجب أن نتباعد قليلًا عن وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي الذي نبنيه لأنفسنا.
يجب أن نتوقف عن إعطاء أهمية زائدة للمظاهر الخارجية والمقارنة المستمرة مع الآخرين.
يجب أن نتذكر أن كل شخص لديه رحلته الفريدة وظروفه الخاصة. 
لا يوجد حياة مثالية، بل هناك تحديات وصعوبات في كل مرحلة.

لذا، يجب علينا أن نتعلم كيف نتحكم في استخدامنا للسوشيال ميديا ونحافظ على توازن بين الاستفادة منها وبين عدم الانغماس في التريندات والمحتوى الهابط.
في النهاية، يجب أن ندرك أن الشباب لديهم دور مهم في تحديد ماذا يصبح رائجًا وماذا يحصل على اهتمامنا.
عندما نعطي الأفضلية للمحتوى الذي يعزز القيم والمعرفة ويساهم في تنمية المجتمع، فإننا نعطي الفرصة للشباب المبدعين والموهوبين للظهور وتقديم محتوى ذو جودة عالية. 
علينا أن ندعم هؤلاء الشباب ونشجعهم على الابتكار وتقديم محتوى يلهم ويثري حياة الناس.

تابع مواقعنا