الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حرب المائة عام الصفرية.. وسرقة القبلة الربانية المصرية

الأحد 11/فبراير/2024 - 10:06 م

إن كنت مصريا.. عربيا.. مسلما أو قبطيا.. سنيا.. خليجيا.. شاميا.. يمانيا.. يمينيا.. يساريا.. شرقيا كنت أو غربيا.. تؤمن بسنن الله الكونية.. عليك أن تنتمي وتدافع عن كنانة الله مصر.. فهي مهبط الديانات وأرض أنوار الإله.. وصية خاتم الأنبياء.. وملاذ آل بيت النبي العدنان.. أرض إدريس وموسى وعيسى المسيح وذرية إبراهيم.

ولعل الظروف الراهنة والفارقة التي تمر بها الأمة الإسلامية من خطر وجود يحدق بهم لا أحد خارج المعادلة المصيرية التي تعاني منها المنطقة، بعد سلسلة من الحروب الصفرية واقتتال الأهالي بين أبناء الوطن الواحد، ونجاح الأعداء بقيادة الدجال في بث الفرقة بين أبناء القطر الواحد؛ لهدمه وتصفيته وإضعاف مؤسساته؛ ليصبح لقمة هنية لسافكي الدماء ولصوص الأرض والتاريخ والمال والماء.

ولعل من أهم الأسئلة التي كانت ولا زالت القشة التي قسمت ظهر المنطقة العربية ومزقتها، هو الوقوف عند أسباب تراجع الإيمان بالأوطان والوحدة العربية التي هي من شروط الإيمان بالله ورسوله والدفاع عنها في منطقتنا العربية، وانتشار حروب صفرية نجح العدو في بثها بين أبناء الوطن الواحد، ولعلنا نتساءل لماذا يقدس الأوربيون والأمريكيون والصهاينة الغادرون بديانتهم المختلفة وأعراقهم واختلاف ألوانهم وأطانهم؟ ولماذا خرج من أوطاننا من يهين الأوطان ويهدم قدسيتها؟ بالرغم من أننا أبناء الأرض والأصل والتاريخ والحضارة وهؤلاء لصوص سرقوا أرضا وزيفوا تاريخا ووضعوا كتبا ومعتقدات بنيت على أكاذيب باطلة؟

فالإنسان دائما ما يكون عدو لما يجهل، فلقد نجح الأعداء في خلق جماعات من أبناء القطر الواحد والمنطقة الواحدة يشوهون ويكيلون العداء للعربي أو لأبناء الوطن الواحد بطرق احترافية قامت على إشارات ودلالات من العدو نفسه، نقلت وروجت وصدقها أعداء الداخل، محاولة منهم لزرع قنابل موقوتة تنفجر عندما يبدأ الوطن في محاربة الأعداء، فيصبح التخلي عنه والطعن في ظهره من الأمة العربية وأبناء الوطن الواحد أمر يسير، له مبررات كثيرة مع فوضي الفتوى التي تملأ جنبات مواقع التواصل الاجتماعي يقودها إخوان ووهابية وناشطو بريطانيا، الذين نصبوا أنفسهم مفتين ومثقفين وباحثين ومفكري العصر الحديث ومشككي وهادمي التراث والوجود المصري والعربي والإسلامي، فهؤلاء هم نواة الحرب الصفرية التي تمزق كل بيت وقرية ومدينة عربية وإسلامية.

ولعل نجاح الأعداء في نقل الحروب المئوية في تاريخ أوروبا المظلم في القرن السابع عشر التي كانت حروبا دينية طائفية عرقية من حيث الشكل والطبع، حيث لا تجمعهم الديانة الواحدة أو اللغة أو المصير الواحد، فدراسة الحرب اليوغوسلافية منذ ما يقرب من ربع قرن من الزمان، بالإضافة إلى الحربين الأولى والثانية، وما شهدته من إبادات وجرائم إنسانية جعلتهم يبذلون ما بوسعهم من أجل عدم عودتها وانتقالها إلى مناطق لهم بها مطامع استعمارية كبيرة جدا، ومناطق يمكن أن يسرقوا منها الطاقة والماء والأموال، ويحتسوا بكؤوسهم من دماء أبنائها، فكانت جغرافيا المنطقة العربية الجائزة الكبرى التي تمتلأ بجميع أنواع الطاقة المتجددة وغير المتجددة، ومن ثروات وموقع ومضايق وتاريخ حضارة وقدسية أرض لم توجد على الأرض مثلها.

فمنذ انهيار الإمبراطورية العثمانية التي لقبها الغرب المستعمر والسارق بالرجل المريض في منتصف القرن الثامن عشر، بدأت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا في التدخل في توافق تام لمواجهة أي إمكانية لقيام أمة عربية تجمعها قوة لا تقهر، وهي وحدة اللغة والإيمان والتاريخ والثقافة والمصلحة المشتركة من مغربها إلى مشرقها، وذلك مع بزوغ شمس عربية وحركة فكرية قومية تنادي إلى فرصة وحدة الأمة العربية وحقها في تقرير مصيرها.

وخلال هذه الحقبة والتحدي المماثل لهذه الأيام نشط تيودور هرتزل المدعوم من بريطانيا وفرنسا؛ من أجل زرع قوة شر في فلسطين، بإمكانها إحداث فرقة وسرقة وسلب الأموال وتهديد مستمر لوجود الأمة.

وبالرغم من رفض الباب العالي العثماني المقترح؛ إلا أن دعوته اتفقت مع أهداف المستعمرين الأوربيين من ضرورة إقامة فاصل بين مشرق الأمة ومغربها، يمنع وحدتها ويكون قاعدة لتخريب مقاوماتها الوطنية والقومية والمصيرية التي كانت ولا زالت وستظل نقط قوة وضعف تتحكم في مصير وجودنا.

ومن هنا بدأ المخطط، حيث انعقد المؤتمر الأول للصهيونية العالمية في مدينة بازل السويسرية خلال عام 1897 ووضع ستة أهداف تحقق الحلم الصهيوني المتوافق تماما مع الحلم الاستعماري الأوربي المنضم إليه الولايات المتحدة، عقب الحرب العالمية الثانية التي تفضي إلى القضاء على الوجود العربي بطرق عدة.

نص هدفها الرابع الذي بسط السلطة الصهيونية على جميع أرض فلسطين الطبيعية، وهو ما يحاول الكيان المجرم تنفيذه هذه الأيام بدعم أمريكي أوروبي، بالرغم من عدم نسبة الصهاينة للأصول اليهودية أو صلتهم بالمنطقة العربية كما أثبته العالم الراحل جمال حمدان في كتابه «اليهود أنثروبوليجيا»، والذي يناقش فيه المقولة الكاذبة التي تري من اللصوص اليهود أبناء عم، والتي يروجها البعض وقد يستخدمها البعض في لين الحديث عن العدو اللقيط الذي يعود إلى تتر الخزر منذ العصور السحيقة، وهو ما ثبت بالكتب المقدسة وتزييف صلتهم بنبي الله إبراهيم عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام وحتي التاريخ الأكثر حداثة حيث السبي البابلي والهلليني والذهب يكذب كل روايات الصهاينة وصلتهم بأرض فلسطين أو سيناء المصرية الحبيبة، ولكنها نشأة استعمارية بحتة، أسست على أكذوبة كبرى حمتها قوى الشر بالعالم أجمع.

فعقب طوفان الأقصى برز هذا الهدف ووضح جليا خلال جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي عرض على دول عربية حوصرت اقتصاديا وشنت عليها حروب استنزاف اقتصادي دعما ماليا اقتصاديا مجزيا يصل إلى إسقاط الديون والعيش في رغد مؤقت من العيش، والذي قوبل بالرفض القاطع من قبل الدولة الكبرى مصر العظيمة، بالإضافة إلى موقف الأردن وبعض الدول العربية، وتم حشد جهود عالمية كبيرة لمحاولة إفشال المخطط.

وبالرغم من هذا بزغ الهدف الخامس مع وصية هيرتسووغ، وجاء نص الهدف أنه في حال بسط احتلال كل أرض فلسطين يتم الشروع في اشعال جميع أنواع الفتن والصراعات العربية عقب نجاح هذه الحرب بتكلفتها الصفرية في لبنان وليبيا والسودان والعراق وسوريا مع محاولة توريط مصر في هذه الفتنة، لأن مصر هي من يتوسط العقد العربي وهذا وضح جليا للقاصي والداني من محاولة العدو منذ السابع من أكتوبر حتى الآن من محاولة ترويج زورا وبهتانا أن مصر -التي لم ولن تتخلى عن أشقائها- تغلق المعابر وتضيق الحصار!

وتوافق هذا مع تجمع كارهي الأمة الإسلامية ومصر وأبناء بريطانيا وناشطيها من المحسوبين على الأوطان العربية، محاولة منهم التمهيد للجولة القادمة من الحرب المصرية مع أمريكا والصهيونية القادمة.

إن التمهيد للحرب مع مصر القادمة جاء مستندا علي وصية هيرتسوغ رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في بداية سبعينات العقد الماضي، حينما علق على معاهدة كامب ديفيد قائلا: «إن حلم إسرائيل لا يتحقق بفك الارتباط مع الجيوش العربية ولا بمعاهدات السلام مع محيطها، ولكن أمن إسرائيل يتحقق عندما تصبح كراهية العربي للعربي أقوى من كراهية العربي للإسرائيلي، فإذا استطاعت إسرائيل تحقيق مشروع التفتيت في المنطقة العربية لن يصبح أمامها عائق لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، وتحقيق أهداف القوى الاستعمارية الكبرى، أمريكا والغرب من السيطرة على الطاقة والأرض العربية بعد سفك الدماء العربية قربانا للدجال».

إن من يدقق النظر في أهداف الصهيونية وشراسة تنفيذ الأهداف التي رسمت على علمهم وبين وصية هيرتسوغ مؤسس الصهيونية العالمية الذي يهدف إلى كره العربي للعربي، الذي أصبح أشد كرها من العدو الصهيونى ذاته، وهذا وضح جليا في الهجوم الضاري علي مصر العروبة آخر حصن للدفاع عن الأمة منذ السابع من أكتوبر، مستندين على أكاذيب الأعداء ونشرها وروجها وتناقلها عملاء الداخل وصدقها الجهلاء جعلت أمام خطر أكبر من الحرب النووية، وهي حروب العداء العربي المبنية على أكذوبة العدو.

إن بلورة العداء من العدو الحقيقي الإسرائيلي أو الداعم له من أمريكا والغرب إلى عداءنا إلى أوطاننا وقياداتنا وجيوشنا ومحاولة هدم مؤسساتنا أصبح أشد خطرا من القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا على هيروشيما، لأنها ستحرق المنطقة أجمع دون إطلاق رصاصة واحدة أو قتل جندي من جنود الأعداء.

ولعلنا نذكر القارئ العزيز بأهمية الوطن العربي، ومنها كنانة الله التي هي من أهم وأقدس بقاع الأرض، فأين الوعي وفقدان مبدأ الوحدة والخوف من مصير الأمم التي اندثرت التي أصبحت تعاني منه الأمة التي شوهت معالمها، وأصبحت أمة قد تفرقها مباراة كرة قدم ويتقاتلون عليها، ولا يجمعهم مصير أمة ربما تلفظ أنفاسها الأخيرة في أي لحظة رغم امتلاك البعض للأموال الطائلة التي وظفت للترفيه تارة، أو لخلق صراعات جديدة أو لتحدي دولة شقيقية كبرى والتخلي عنها، متجاهلين المصير الواحد، الدم الواحد، اللغة الواحدة، ليصبح التخلي العربي والصراع الذي يجب أن يتبلور إلى تكامل ووحدة وألفة على كافة المستويات الاقتصادية والثقافية والعلمية والعسكرية.

وبالرغم من قوة الأعداء التي نبعت من ضعف أمتنا ووحدة كلمتها، إلا أن هناك قبلة ربانية وجيش عظيم يوجد بأرض مصر التي تتحطم أمامها قوى الشر في العالم مهما بلغت قوته، فلماذا لا يهزم أمامها الأعداء وهي البلد الوحيدة الذي ذكرت أربع مرات صراحة في كتاب الله القرآن الكريم، والتي تشع وتحكي عن الخير والبركة لهذا البلد الأمين بحضارته الشامخة، فهي لها طلع نضيد تحير الألباب وتذيبها عشقا في ترابها وسماءها.

إن أرض التوحيد مصر، والتي لم يشهد بلد التوحيد لله مثلها، ففيها ولد ونشأ نبي الله إدريس عليه السلام وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، الذي عاش علي أرضها وتزوج السيدة هاجر منها، والتي لم يكن لمصري أن يزوج أبناءه إلا لملوك أو أنبياء أو قادة عظماء يليق بعظمة أبنائها الموحدين.

فمصر التي دخلها نبي الله يعقوب عليه السلام وأولاده، وسبقهم إليها نبي الله يوسف عليه السلام الذي أمضى حياته كلها فيها، فكانت أرض مكرمة وعوضا طيبا طالبا من المولى أن يجبره بتوليه أرفع المناصب بها، فهي كنز النور الرباني الذي لا ينطفئ بأفواه أشرار خلقه.

إن مصر التي ذكرت تلميحا في كتاب الله القرآن الكريم في أكثر من ثلاثين موضعا، وهو أمر لم يكن لأي دولة على كوكب الأرض، مما جعلها في منزلة قبلتي المسلمين المسجد الأقصى المبارك والكعبة المشرفة، وهو أمر لا ينكره إلا جاهل أو حاقد أو مدفوع من خصوم الإسلام؛ للنيل من كنانة الله في الأرض التي تكفل الله وحده بحفظها، وجعل لها من الأمن والأمان ما جعله لمكة المكرمة.

ولعلنا نتوقف كثيرا عند سيناء الأرض المباركة التي أقسم الله بها في أكثر من موضع، وعلى أرضها ولد كليم الله سيدنا موسي عليه السلام وتجلى الله علي نبيه في طور سيناء، وهو ما يؤيده علماء الجيولوجيا إذ يقولون: «إن الجبال الموجودة حول الطور جميعها متصدعة من خشية الله دون غيرها من جبال سيناء»، التي هي هدف لأعداء الله وعبدة الشياطين من الصهاينة وأتباعهم.

إن سيناء الحبيبة الأرض المباركة التي عندما سأل العسكري والسياسي الإسرائيلي موشيه ديان ذات مره عن قاعدة شرم الشيخ البحرية التي أنشأها الاحتلال في سيناء في حرب يونيو 1967م، والتي انسحبت منها عقب نصر أكتوبر فقال: «إنها أهم من السلام مع مصر» فهي حلم لم ولن يفارق خيال الكيان الإسرائيلي، كما كشفت وثائق أن «الإسرائيليين لن يجدوا العوض عن سيناء التي هي حلم يراودهم»، والذي أكدته السفارة البريطانية في تل ابيب قائلة: «إن أهمية سيناء لإسرائيل كانت وستظل استراتيجية، فتقارير الأعداء تخلص إلى أن سيناء تعني للإسرائيليين أشياء كثيرة.

فسيناء بالنسبة لهم ساحة قتال ضار غير أنها في أوقات أخرى ملعب مترامي الأطراف لجيش الكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنه حلم سياحي وذخيرة طبيعية ومشروع تجريبي زراعيـ ونقطة التقاء تجمع البدو بالجمال وفوق كل هذا فهي تعد امتدادا لحدود إسرائيل، الضيقة والذي يوفر لهم متنفسا روحيا من ضغوط الحياة.

أما الجانب الذي يفرض نفسه الآن بقوة وهو جزء من جوانب مشروع العالم الراحل الدكتور جمال حمدان والذي تناول سيناء في كتابه «سيناء.. في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا» خاصة مع تنامي فكرة العودة التي تراود أحلام الأعداء خلال الظروف الراهنة، والتي يري فيها أن سيناء الحبيبة أهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق، فهي صاحبة الأهمية التاريخية التي جعلت لها أطول سجل عسكري عرف في التاريخ، وهو ما يكشف أمامك عزيزي القارئ أن قدسية وأهمية سيناء للعدو الصهيوني ربما تزيد في أهميتها عن المسجد الأقصى المبارك، وهو ما يجعلنا أمام برهان واحد وهو أن السيطرة على كامل أرض فلسطين وسيناء الحبيبة هي هدف واحد يقف أمامه جيش مصر وحده، ويجب أن تلتف حوله القوى العربية والإسلامية والإفريقية مجتمعة أمام هذا الهدف الذي يسعى الصهاينة لتحقيقه.

إن مصر التي ذكرت على لسان خير البرية نبي الله محمد صلي الله عليه وآله وسلم، ووصى بها في أحاديث متعددة، وأوصى بالإحسان إلى أهلها وإكرامهم، فقال صلوات الله وسلامه عليه: «انكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمي فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما، أو قال ذمة وصهرا» أخرجه مسلم.

فالرحم هنا هي أمنا السيدة هاجر أم نبينا إسماعيل عليه السلام، أما الصهر فهي زوج النبي السيدة مارية القبطية التي تزوجها رسولنا الكريم وأنجبت له ابنه إبراهيم، فأي فضل لبلد بعد هذا البلد الذي يحاول الكثير تشويهه والتنكيل به وبأهله بادعاءات كاذبة روجها العدو عن قادته، ونشرها اتباعه وصدقها الجهلاء فهي وصية رسولنا الكريم والعداء لها عداء له ولآله وسنته ومنهاجه.

ولا بد لنا عزيزي القارئ في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ الأمة أن نلقي الضوء على جيش مصر العظيم، أقدم جيش وطني نظامي في التاريخ، جيش دافع عن التوحيد والضعفاء والمستضعفين منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا، فلا تكفيه مجلدات حتي نتحدث عنه وعن وطنيته وتجرده من التبعية إلا لتراب هذا الوطن وشعبه ولتعاليم رسولنا الكريم، فهو وصية رسولنا الكريم فبالرغم من قوة مصر وجيشها عبر التاريخ الإسلامي الحديث، لم تكن دولة معتدية أو غازية أبدا، بل كانت ولا زالت وستظل حامية للدين سندا للإسلام والمسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض.

ولعلنا نذكر القارئ بنقطة شرف في بحر من العطاء للأمة التي قدمتها مصر وجيشها، حيث يقول الإمام ابن كثير في تاريخه: «في عام الرمادة والجوع والفقر يحاصران الأمة الإسلامية كتب أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لسيدنا عمرو بن العاص حاكم مصر واغوثاه.. واغوثاه.. واغوثاه، فقال سيدنا عمرو بن العاص والله لأرسلن قافلة من الأرزاق أولها في المدينة وآخرها عندي في مصر، فأي عظمة هذه فهي أمة العطايا، فلماذا لا تحبها وتجلها وتقدرها الأمة الإسلامية أجمع، وتعين أهلها وتحافظ علي ترابها وتصونه.

فمصر التي استضافت المسيح عيسى وأمه مريم وكثير من صحابة رسول الله والتابعين وآل بيته الأطهار المطهرين وأولياء الله وعباده الصالحين والزهاد والعباد والعلماء والفقهاء والمصلحين، وبلاد الازهر الشريف الذي سنقف عنده في مقال لاحق، ووارى رفاتهم الميمون ثراها الطاهر ليشرف بهم إلى يوم الدين، إذًا فهي بمثابة قبلة ثالثة للمسلمين، يجب أن يجلها ويدافع عنها كل موحد في أي بلد، ويكفيك أنك عندما تذكر حروفها يكتب لك الأجر والثواب من مكنيها ومسميها وحاميها رب البرية، وتنال رضا رسولنا الكريم، إنها مصر.

تابع مواقعنا