الجارديان البريطانية: خلافات بين قادة حماس في غزة والدوحة عرقلت مفاوضات تبادل الأسرى
لمدة قاربت الخمسة عشر يوما، كانت إسرائيل بكل طوائفها وقياداتها وجيشها ينتظرون رد الفصائل الفلسطينية حول المقترح الذي قدمته دولة الاحتلال خلال قمة باريس، في أمل السماح بعودة الرهائن الإسرائيليين لوقف شلال الغضب الذي يسري في مدن وشوارع إسرائيل.
ماذا يجري داخل مجلس قيادة حماس؟
وفي تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، حول أسباب التأخير في الرد على الوسطاء بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، تقول الصحيفة إن خلافات بين قادة حماس في غزة، والقادة في الخارج، هي السبب وراء تأخير الرد.
وبين التفاؤل والحذر، تترقب إسرائيل، رد حماس بشأن التوصل إلى اتفاق، بعد مخاوف من تعثر المفاوضات بشأن هدنة ثانية مرة أخرى، وفقا للصحيفة البريطانية.
آراء متضاربة
تقول الصحيفة؛ في بداية أحداث طوفان الأقصي، وجه يحيى السنوار، الدعوات للشعوب العربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط للانضمام إلى القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما ركز رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، ومقره الدوحة، على الأضرار التي يواجهها القطاع.
والآن، يبدو أن هذه الأدوار قد انعكست، وحسب التقارير، فإن السنوار وقادة الفصائل في غزة، هم الذين يريدون التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة، بينما مكتب هنية هو الذي يطالب بالمزيد من التنازلات ويتمسك بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرسائل المتضاربة، في التصريحات الصادرة عن أعضاء الجماعة في الأسابيع الأخيرة بشأن المحادثات، أثارت تكهنات بأن العوائق الداخلية ربما لعبت دورًا كبيرًا في عرقلة التوصل إلى اتفاق.
وتعليقا علي ما أثارته الصحيفة، قال مصدر بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إنه ربما تحاول القيادة في الدوحة، لأنهم لم يشاركوا فعليًا في التخطيط لأحداث 7 أكتوبر، إعادة تأكيد هيمنتهم علي زمام الأمور، وهو ما يتوافق مع الرواية الإسرائيلية بأن كبار قادة حماس منقسمون.
وأضاف أنه من الممكن أيضًا ألا يكون الخلاف بين قادة حماس يشكل اختلافًا كبيرًا في وجهات النظر، معتقدًا أن تكون محادثات تبادل الأسرى ووقف الحرب خرجت عن مسارها لسبب آخر، حيث أنها مفاوضات حساسة للغاية.
اقتراح قمة باريس للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين
وفي سياق متصل، يتضمن الإقتراح الذي تقدمت به دولة الإحتلال خلال قمة باريس، وقفًا مبدئيًا للحرب علي غزة لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح 130 من الرهائن الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينين.
ولفتت الصحيفة إلى أن النقطة الشائكة الرئيسية، والتي تعرقل المفاوضات تتلخص في عدد الفلسطينيين الذين طالبت الفصائل بإطلاق سراحهم ومن هم الفلسطينيون الذين سيتم إطلاق سراحهم، حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن حركة حماس تطالب بإطلاق سراح ما يقرب من 3000 سجين مقابل إطلاق سراح 36 إسرائيليًا فقط.
حماس تفصح عن مطالبها حول صفقة تبادل الأسرى
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، أنها سلمت الرد المنتظر من جانبها حول صفقة تبادل الأسري، إلي الوسطاء في مصر وقطر، بعد التشاور القيادي في الحركة ومع الفصائل الفلسطينية.
وأفادت المقاومة الفلسطينية أنها تعاملت مع المقترح بروح إيجابية لضمان وقف إطلاق نار شامل وإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة وتبادل الأسرى.
كما أشادت الفصائل الفلسطينية بدور مصر وقطر وكافة الدول التي تسعى إلى وقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني.