السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من دروس الإسراء موضوع خطبة الجمعة اليوم | نص الخطبة

صلاة الجمعة
دين وفتوى
صلاة الجمعة
الجمعة 02/فبراير/2024 - 10:00 ص

حددت وزارة الأوقاف عنوان: من دروس الإسراء الفرج بعد الشدة، موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم في مساجد مصر، وجاء نص الخطبة كالتالي:

نص خطبة الجمعة اليوم


"الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عَبْدُه ورسوله، اللهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحسان إلى يوم الدين، وبعد: فلا شك أن الإسراء والمعراج رحلة فريدة في تاريخ الإنسانية، ومعجزة ثابتة وراسخة في وجدان الأمة، جاءت تكريما لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم بعد أن أصابه من أذى قومه وغيرهم ما أصابه، ذلك أنه (صلى الله عليه وسلم بعد أن لقي من مشركي مكة في سبيل إبلاغ دعوة الله (عز وجل) ورسالته ما لقي من الأذى، خرج إلى الطائف لعله يجد عند أهلها المؤازرة أو النصرة، فكانوا أشد أذى وقسوة عليه (صلى الله عليه وسلم من بني قومه، إذ سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين.

وحينئذ توجه صلوات ربي وسلامه عليه إلى ربه (عز وجل) بدعائه الذي سجله التاريخ في سطور من نور: (اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ أَنْتَ رَبِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي إِلَى مَنْ تَكِلُنِي إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَمُنِي؟ أَمْ إِلَى عَدُوٌّ مَلَكْتَهُ أَمْرِي إِنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَي غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنْ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ، أَوْ يَحِلَ عَلَى سُخْطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلا بك).

وفي هذا الوقت العصيب يفقد نبينا صلى الله عليه وسلم) من يهون عليه المصاعب | ويخفف عنه الآلام، حيث ماتت زوجه أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها التي كانت بمثابة السند والنصير له، كما فقد نبينا صلوات ربي وسلامه عليه عمه أبا طالب الذي كان يدفع عنه الأذى بعلو مكانته بين القبائل ورفعة شأنه، وكان ذلك كله في عام واحد سُمِّي بعام الحزن.

وهنا يتجلى درس عظيم من دروس الإسراء والمعراج وهو أن مع العسر يسرا، وأن بعد الشدة فرجا، وأن المحن تتبعها المنح، وأن النصر مع الصبر، فقد جاءت معجزة الإسراء والمعراج في وسط هذه الظروف العصيبة والمحن القاسية، لتتجلى رحمة الله (عز وجل) بنبيه صلى الله عليه وسلم)، فإن كان قد جفاه بعض أهل الأرض فقد حباه رب الأرض والسماء، فجاءت معجزة الإسراء والمعراج تفريجًا للكرب وشرحًا للصدر، وتسرية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم)، وتكريما له ولأمته، والله در القائل:

سريت من حرم ليلا إلى حرم * * كما سرى البدر في داج من الظُّلَمِ وَبَثَّ تَرْقَى إِلَى أَنْ يَلْتَ مَنْزِلَةٌ * * من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم وقدمتك جميع الأنبياء بها * * والرُّسُلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَم لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج على موعد كريم مع رب العالمين ليختاره دون سائر الخلق، فيكرمه على صبره وجهاده وتحمله المحن ويطلعه على عوالم الغيب، وهذه نعمة عظيمة ومنحة جليلة، ودرس عظيم لكل من يتعرض للشدائد والمحن، أنه إذا صبر فإن الله عز وجل سيكرمه بالعطاءات الإلهية والمنح الربانية.


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة مفعمان بالأمل والتفاؤل، فإن مع العسر يسرا ومع الشدة فرجا، ويقولون اشتدي أزمة تنفرجي فمهما اشتدت الصعاب فلا تيأس، إن كنت مريضًا فتذكر فضل الله تعالى على أيوب (عليه السلام)، حيث كشف الله تعالى ضره وشفى مرضه، وآتاه سوله وزيادة، يقول سبحانه: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُ وأنت أرحمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ).

وإن كنت في ضيق فتذكر تفریح الله تعالى كرب يونس عليه السلام)، حيث نجاه الله تعالى من ظلمات البحر والليل، وبطن الحوت، فتحول العسر يسرا، والضيق فرجا، يقول سبحانه: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَلَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا انت سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجِّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ تُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ وإن كنت فقيرا أو ذا حاجة فاعلم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها - ورزقها، وثق في فضل الله (عز وجل) وكرمه، حيث يقول الحق سبحانه: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}.

تابع مواقعنا