السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حرب بالإكراه.. تقارير تكشف عن مخاوف ونتائج لا تحمد عقباها في الحرب المرتقبة بين حزب الله وإسرائيل

جيش الإحتلال الإسرائيلي
سياسة
جيش الإحتلال الإسرائيلي في الحدود مع لبنان
الجمعة 02/فبراير/2024 - 07:02 ص

بينما يثير تصاعد الأحداث علي الحدود واحتمالية نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مخاوف المقيمين على جانبي الحدود، لكن البعض يرى أنها نتيجة حتمية للحرب الإسرائيلية المستمرة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن مثل هذه الحرب، يمكن أن تكون الأكثر تدميرًا، ولم يشهدها أي من الجانبين على الإطلاق.

لقد تعلمت كل من إسرائيل وجماعة حزب الله الدروس من حربهما الأخيرة، في عام 2006، في صراع استمر لمدة شهر وانتهى بشكل غير حاسم، كما خاضوا مناوشات محدودة النطاق لمدة أربعة أشهر استعدادًا لحرب أخرى، حتى في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة منع اتساع نطاق الصراع.

وفيما يلي نظرة على مدى استعداد كل جانب، وكيف يمكن أن تتكشف الحرب، وما يتم القيام به لمنعها.

ماذا حدث في عام 2006؟


اندلعت حرب عام 2006، بعد ست سنوات من انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بعد أن أسر حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل عدة آخرين في غارة عبر الحدود.

ودمر القصف الإسرائيلي مساحات واسعة من جنوب لبنان والضواحي الجنوبية لبيروت، كما أطلق حزب الله آلاف الصواريخ غير الموجهة على المجتمعات المحلية في شمال إسرائيل، وأدى الصراع إلى مقتل نحو 1200 لبناني، معظمهم من المدنيين، و160 إسرائيليا، معظمهم من الجنود.


ودعا قرار للأمم المتحدة أنهى الحرب إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان وإنشاء منطقة منزوعة السلاح على الجانب اللبناني من الحدود.

كما دعا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 إلى إبعاد حزب الله اللبناني إلي جنوب نهر الليطاني في لبنان، باستثناء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني وقوات أمن الدولة، لكن  حزب الله رسخت وجودها في معظم أنحاء جنوب لبنان لعقود من الزمن، في حين أن لم تقدم بيروت شيئًا لكبح جماح الجماعة.

وعلى الرغم من نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، يواصل حزب الله العمل في المنطقة الحدودية، بينما يقول لبنان إن إسرائيل تنتهك مجاله الجوي بانتظام وتستمر في احتلال جيوب من الأراضي اللبنانية، وهو ما تنفيه إسرائيل والأمم المتحدة.

ما مدى احتمالية الحرب؟

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي، وسط موجة من المحاولات الدبلوماسية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، من أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله ستكون كارثة كاملة علي كل الأطراف.

 

ومنذ 8 أكتوبر، بعد إندلاع أحداث طوفان الأقصي،بدأت القوات التي يقودها حزب الله بشن هجمات يومية على المجتمعات الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود، وقالت الحركة إنها تفعل ذلك لدعم غزة، وردت إسرائيل بقصف حزب الله وأهداف أخرى بينما نفذت أيضًا عمليات قتل مستهدفة لشخصيات من حزب الله وحماس في لبنان.


وخلال المناوشات المستمرة لما يقرب من 4 شهور، قُتل أكثر من 200 شخص، معظمهم من مقاتلي حزب الله ولكن أيضًا أكثر من 20 مدنيًا، في الجانب اللبناني، و18 في الجانب الإسرائيلي، ونزح عشرات الآلاف من الجانبين، وحتي الآن توجد احتمالات لعودتهم.

وقد حذر القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون حزب الله من أن الحرب أصبحت محتملة بشكل متزايد ما لم ينسحب من الحدود،
بينما حذر زعيم حزب الله حسن نصر الله، من قتال بلا حدود، إذا فعلت إسرائيل ذلك، معلنًا أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية قبل أن يكون هناك اتفاق في غزة، وعليه رفض اقتراحًا أمريكيًا بتحريك قواته على بعد عدة كيلومترات من الحدود.

وفي سياق متصل، قال أندريا تينينتي، المتحدث باسم بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، إنه على الرغم من الخطابات، لا يبدو أن أيًا من الطرفين يريد الحرب، مضيفًا أن سوء التقدير قد يؤدي إلى صراع أوسع نطاقا سيكون من الصعب للغاية السيطرة عليه.


ما مدى استعداد حزب الله وإسرائيل للحرب؟

لقد قام كل من حزب الله والجيش الإسرائيلي بتوسيع قدراتهما منذ عام 2006، لكن في لبنان، أدت أربع سنوات من الأزمة الاقتصادية إلى حدث شلل في المؤسسات العامة، بما في ذلك الجيش وشبكة الكهرباء، وتآكل نظامها الصحي، بينما تستضيف البلاد أكثر من مليون لاجئ سوري.

وتبنى لبنان خطة طوارئ لسيناريو الحرب في أواخر أكتوبر، وتوقعت التهجير القسري لمليون لبناني لمدة 45 يوما، كما نزح نحو 87 ألف لبناني من المنطقة الحدودية، وبينما تعتمد الحكومة على المنظمات الدولية لتمويل الاستجابة، لا تستطيع العديد من المجموعات العاملة في لبنان الحفاظ على البرامج الحالية.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية ليزا أبو خالد إن المفوضية قدمت الإمدادات إلى الملاجئ الجماعية وقدمت أموالًا نقدية طارئة لنحو 400 عائلة في جنوب لبنان، مضيفة أن الوكالة لا تملك الأموال اللازمة لدعم أعداد كبيرة من النازحين في حالة الحرب.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها قامت بتخزين نحو 10 أطنان من الإمدادات الطبية والوقود الاحتياطي لمولدات المستشفيات في المناطق الأكثر احتمالا للتأثر بالنزاع المتزايد، تحسبا للحرب والحصار.


وعلي الجانب الآخر، تواجه إسرائيل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الحرب في غزة، والتي من المتوقع أن تكلف أكثر من 50 مليار دولار، أو حوالي 10% من النشاط الاقتصادي الوطني حتى نهاية عام 2024، وفقًا لبنك إسرائيل، وكذلك سوف ترتفع التكاليف بشكل حاد إذا اندلعت حرب مع لبنان.

وقال تال بيري، من مركز ألما للأبحاث والتعليم، وهو مركز أبحاث يركز على أمن شمال إسرائيل: "لا أحد يريد هذه الحرب، وأعتقد أن الصراع المسلح بين إسرائيل وحزب الله أمر لا مفر منه، بحجة أن الحلول الدبلوماسية تبدو غير محتملة ولن تؤدي إلا إلى زيادة التهديدات الاستراتيجية لحزب الله.

وخلال تلك الأزمة، قامت إسرائيل بإجلاء 60 ألف ساكن من البلدات القريبة من الحدود، حيث لا يوجد وقت تحذير لإطلاق الصواريخ بسبب قرب فرق حزب الله من الحدود، في حال اندلعت الحرب، لن يكون هناك أي معنى لعمليات إجلاء إضافية لأن صواريخ الحركة وقذائفها يمكن أن تصل إلى جميع أنحاء إسرائيل.


وفي السياق ذاته، قالت أورنا مزراحي من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن حزب الله يمتلك ما بين 150 ألف إلى 200 ألف صاروخ وقذيفة من مختلف المدى، وأضافت أن هذه الترسانة أكبر بخمس مرات على الأقل من ترسانة حركة المقاومة الفلسطينية حماس وأكثر دقة بكثير.

ويمكن أن تصل مقذوفات حزب الله اللبناني الموجهة إلى مرافق المياه والكهرباء والاتصالات والمناطق السكنية المكتظة بالسكان.

وفي لبنان، من المرجح أن تؤدي الغارات الجوية إلى إحداث دمار في البنية التحتية وربما قتل الآلاف، وقد هدد نتنياهو بـ"تحويل بيروت إلى غزة"، حيث تسبب التوغل الجوي والبري الإسرائيلي في دمار واسع النطاق.

 

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلي أن دولة الإحتلال تتمتع بحماية أكبر بكثير، حيث تمتلك العديد من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك القبة الحديدية، التي تعترض الصواريخ بمعدل نجاح يصل إلى 90% تقريبًا، لكن يمكن أن تطغى عليها إذا تم إطلاق وابل كبير من الصواريخ.

ويعيش نحو 40% من سكان إسرائيل في منازل جديدة بها غرف آمنة خاصة محصنة بوسائل الحماية من الانفجارات لمقاومة الهجمات الصاروخية، وتمتلك إسرائيل أيضًا شبكة من الملاجئ، لكن تقريرًا حكوميًا لعام 2020 يقول إن حوالي ثلث الإسرائيليين يفتقرون إلى سهولة الوصول إليها.

 

تابع مواقعنا