كل حاجة سعرها رفع.. كيف يتعامل المقبلون على الزواج مع زيادات الذهب والشقق والأجهزة الكهربائية؟
ارتفعت أسعار العديد من الركائز الأساسية المهمة للزواج كالذهب الذي يشهد ارتفاعات متتالية على مدار الساعة منذ بداية العام الجديد 2024، والحديد، ومواد البناء، ليس فقط هذا، بل شملت ارتفاع الأسعار لأعمال التشطيبات من سيراميك ودهانات وأدوات كهربائية، وكذلك أسعار الأجهزة الكهربائية، الأمر الذي شغل بال العديد من المواطنين داخل الشارع المصري، وخاصة المقبلين على الزواج من الجنسين.
ارتفاع أسعار الذهب منذ بداية 2024
ومنذ بداية العام الجديد 2024 ارتفعت أسعار الذهب أحد أهم الركائز والعادات الأساسية المطلوبة للزواج في الشارع المصري، حيث صعدت بشكل تقريبي بنحو 700 جنيه بدون إضافة مصنعية على الجرام في تعاملات محلات الصاغة والأسواق المحلية.
واختتم الذهب عيار 21 تعاملات العام الماضي 2023 عند سعر 3150 جنيها في محلات الصاغة وهو من الأعيرة الأكثر استخداما بين المواطنين، والأكثر شراءً من قبل الشباب المقبلين على الزواج، ليفتتح تعاملات العام الجديد عند نفس السعر الذي اختتم به تعاملات العام الماضي.
وعلى مدار 29 يوما منذ بداية العام الجديد، شهد سعر الذهب داخل تعاملات السوق المحلي تذبذبات وتحركات سعرية على مدار الساعة، ما بين الارتفاع والانخفاض والاستقرار، لينخفض بقيمة ضئيلة، ويعاود الارتفاع مرة أخرى بقيمة أكبر، ليتم تداول أسعار الذهب في محلات الصاغة اليوم الإثنين 29 يناير وقت كتابة هذا التقرير عند سعر 3850 جنيها، بقيمة ارتفاع بلغت 700 جنيه، وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات خلال الأيام المقبلة، ويباع الجرام الواحد في بعض المحلات بـ 4000 جنيه بعد إضافة المصنعية.
وبالتزامن مع طرح بنكي الأهلي ومصر شهادات ادخارية بعائد كبير، زاد إقبال المواطنين عليها وقل الطلب على شراء الذهب، ولكن ليست بالصورة المتوقعة لينخفض سعر الذهب المحلي، ويعاود الارتفاع مرة أخرى بقيمة كبيرة، نظرا لكونه الملاذ الآمن الذي يلجأ اليه المواطنين للتحوط به ضد الأزمات والحروب، لاسيما الحرب الصهيونية على قطاع غزة، والحرب الروسية الأوكرانية.
ارتفاع أسعار الحديد
قفزات أسعار مواد البناء ليس فقط في الحديد والأسمنت، بل شملت أيضا أعمال التشطيبات من سيراميك ودهانات وأدوات كهربائية، وحتما سيؤدي ذلك لارتفاع أسعار العقارات بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، وفقًا لتوقعات مطورين عقاريين.
وفيما يخص أسعار الحديد، الذي يشهد ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة ولم تشهدها الأسواق من قبل، حيث رفعت مصانع حديد التسليح المصرية أسعارها للمرة الرابعة على التوالي خلال شهر واحد، ليتخطى سعر طن الحديد تسليم أرض المصنع 55 ألف جنيه.
ورفعت شركات الحديد الكبرى العاملة في مصر، سعر طن حديد التسليح من مستوى 38500 جنيه في 1 يناير الحالي، إلى مستوى 55280 جنيها للطن اليوم الأحد بعد الزيادات الجديدة التي تم إعلانها مطلع الأسبوع الحالي.
وقالت مصادر من شركات الحديد المصرية، لـ القاهرة 24، إن أسباب ارتفاع أسعار الحديد يعود إلى ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج المستوردة التي تقارب 70% من عملية الإنتاج ويتم استيرادها بالدولار.
وأشارت المصادر إلى أن ارتفاع الحديد أيضا في مصر يعود إلى صعود سعر الدولار في السوق الحر.
ووصل سعر حديد عز تسليم أرض المصنع إلى 55281 جنيها، و57271 جنيها للمستهلك، بارتفاع 7000 جنيه عن آخر زيادة له منذ أسبوع، وسجل حديد السويس للصلب تسليم أرض المصنع 55200 جنيه، ويصل سعر الحديد في بعض المناطق تسليم المستهلك النهائي إلى نحو 62 ألف جنيه.
وقال خالد الدجوي، عضو الشعبة العامة للمستوردين، بالاتحاد العام للغرف التجارية، ورئيس شركة الماسية للصلب، إن أسعار الحديد في مصر خرجت عن السيطرة، ولم نشهد أبدًا أن تصل الأسعار إلى هذا الحد، موضحًا أن ارتفاع أسعار الدولار في السوق الموازية، وارتفاع تكلفة الشحن بسبب ما يشهده البحر الأحمر من توترات بسبب تهديدات الحوثيين للسفن المارة عبر مضيق باب المندب، وكذلك أزمة سلاسل الإمداد وما يشهده العالم من نقص الخامات، وارتفاع تكاليف الإنتاج والخدمات مثل الغاز والكهرباء والتمويل والضرائب، كلها عوامل زادت من تكلفة إنتاج الحديد.
وقال عضو شعبة المستوردين، إن ارتفاعات أسعار الحديد بهذه الطريقة أثرت بشكل كبير على سوق العقارات المصري، وستؤدي إلى ارتفاع تكلفة البناء وارتفاع أسعار العقارات خلال الفترة المقبلة.
ارتفاع أسعار مواد البناء ليس فقط علي مستوي الحديد فحسب، بل توسعت لتشمل أسعار الأسمنت والجبس وغيرهما، حيث بلغ طن أسمنت الشركة العربية المسلح نحو 2130 جنيها، في حين بلغ سعر طن جبس الدولية 1400 جنيه.
ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية
وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسبة بلغت 100 % عن بداية العام الماضي 2023، وفقا لتصريحات أشرف هلال رئيس شعبة الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية بالغرف التجارية.
واشار إلي أنه رغم شبه الاكتفاء الذاتي من الأجهزة الكهربائية، إلا أن الدولة تستورد ما يقرب من 85% من إجمالي مستلزمات إنتاج مصانع الأجهزة الكهربائية بمصر، لافتا إلى أن مصانع الأجهزة الكهربائية، رفعت أسعار منتجاتها، متأثرة بـ زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج التي تستورد من الخارج بالعملة الصعبة، وضعف الكميات المتواجدة بالسوق المصرية.
وذكر رئيس شعبة الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية بالغرف التجارية، أن أسعار الأجهزة الكهربائية، تأثرت بـ أسعار الشحن والتأمين البحري لمستلزمات الإنتاج المستوردة، مع تأخر البضائع وغرامات الأرضيات وشركات الملاحة، مع زيادة تكاليف الطاقة وقلة العملة الصعبة لإتمام عمليات الاستيراد.
كما أن العديد من الشركات بررت رفع أسعار منتجاتها من الأجهزة الكهربائية، بسبب ارتفاع سعر الدولار بشكل متتالي إلى مستويات قياسية داخل السوق الموازية، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية داخل الأسواق بنحو 10% منذ بداية الشهر الجاري.
وأوضح شريف صلاح، النائب الأول لشعبة الأجهزة الكهربائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أنه في حالة استمرار ارتفاع سعر الدولار داخل السوق الموازي، سينعكس ذلك على ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية بالتبعية نظرًا لربط تلك الشركات التسعير بسعر الدولار داخل السوق الموازية.
وأشار فى تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إلى أن أسعار الأجهزة الكهربائية شهدت زيادات منذ بداية العام الجاري، مشيرًا إلى ارتفاع الأسعار بنحو 10% خلال 17 يومًا فقط بشكل غير مبرر.
ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل
شهدت أسعار مستحضرات التجميل زيادات متتالية خلال الشهر الجاري، حيث تم ارتفاعها بنحو 20% خلال 29 يومًا فقط، في حين ارتفعت بنحو 50% خلال العام الماضي، متوقعًا استمرار تلك الزيادة خلال الفترة المقبلة.
تلك الزيادة تأتي في ضوء نقص العملة الصعبة وارتفاع سعر الدولار بشكل متتالٍ في السوق الموازية، كما أن جميع المصانع المصرية تواجه مشكلات لعدم توافر الدولار لاستيراد المواد الخام اللازمة للتصنيع المحلية.
يأتي ذلك في ضوء عدم توافر المواد الخام والمنتجات، ارتفعت جميع أسعار مستحضرات التجميل المحلية والمستوردة، أدى ذلك إلى ارتفاعها بنحو 20% خلال الشهر الجاري فقط، مما يؤدي إلى زيادة عزوف السيدات عن الذهاب إلى صالونات التجميل، نظرًا لارتفاع تكلفة الخدمات المقدمة مثل صبغات الشعر ومنتجات فرد الشعر ومنتجات التجميل، حيث أن عزوف السيدات عن الذهاب إلى صالونات التجميل ارتفع بنحو 40% منذ العام الماضي وحتى الآن، في حين تشهد صالونات التجميل الرجالي حالة من الثبات.
وفي النهاية، يترقب العديد من المواطنين ما ستسفر عنه الأوضاع الاقتصادية خلال الفترة المقبلة بشأن ارتفاع أسعار الركائز الأساسية المهمة للزواج، وكيفية التعامل معها في الوقت الحالي، وخلال الفترة المقبلة.
