الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمود مرداوي القيادي بـ حماس: إسرائيل لم تحقق أي نصر عسكري.. وضحايانا المعلنة أسماؤهم مازالوا على قيد الحياة| حوار

محمود المرداوي القيادي
سياسة
محمود المرداوي القيادي في حماس
الخميس 25/يناير/2024 - 10:46 م

اليوم الحادي عشر بعد المائة ومازالت المقاومة الفلسطينية صامدة تفاجئ جيش الاحتلال بعمليات عسكرية تكبده الخسائر التي جعلت قادة إسرائيل يصفون وضع بلادهم الحالي بأصعب مرحلة مرت عليهم، ومازال الشعب الفلسطيني الأعزل يضرب أعظم آيات الصبر والعزة، جاءهم الموت من كل مكان ولا يزالون متمسكين بأرضهم لا يضرهم من خذلهم.

العالم الغربي برمته، يطالب بصفقة لإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس إلى ذويهم، تل أبيب تنتفض كل يوم، تارة يطالبون بإقالة نتنياهو وتارة أخرى يطالبون بالإسراع لعقد صفقة لتبادل الأسرى، لم يخرجوا في الشوارع فحسب، بل حتى الكنيست الإسرائيلي لم يسلم غضبهم.

وفي خضم هذه الأحداث الهائلة، في حرب يشنها جيش الاحتلال برا وجوا يرتكب أفظع الجرائم ضد المدنيين العزل، بات من الصعب التنبؤ بماذا يحمل الغد وإلى أي المآلات سينتهي هذا الصراع، ففي غزة تتدهور الحالة الإنسانية كل يوم عن ذي قبل، وما يطرحه السياسيون يتغير كل حسب قدرته على التأثير والجذب.

ولمعرفة كواليس صفقة الرهائن الإسرائيليين وحقيقة ما تخفيه طاولة المفاوضات، أجرى القاهرة 24 هذا الحوار مع القيادي بحماس محمود المرداوي، للوقوف على أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام، ليعيد قراءة المشهد السياسي الحالي للحرب علي غزة، في السطور التالية.

 -  هل شكل الضغط الأمريكي على سلطة نتنياهو تأثيرا يتعارض مع أهداف جيش الاحتلال المعلنة؟

لا شك أن الضغط الأمريكي كان متقاطعا مع قيادات الجيش الإسرائيلي، سواء إيزنكوت رئيس الكنيست السابق ووزير الحرب الحالي بيني جانتس، واللذين عبرا من خلال تصريحاتهما عن التضامن مع الرهائن وجعل إطلاق سراحهم مقدما على تدمير المقاومة الفلسطينية حماس.

وقد وضع جيش الاحتلال إطارا معرفا بالمراحل أصرت عليه الولايات المتحدة وكان يفترض أن يكون واقعًا عمليا من خلال تخفيف إطلاق النار تارة وتكثيفها تارة أخرى، للتخفيف من آثار الإبادة التي تجري ضد شعبنا لخفض عدد الشهداء وهدم المنازل والمؤسسات، وما يحدث عكس ذلك فهناك هدم للمنازل والمباني والمؤسسات في كل بقعة في قطاع غزة.

وهذا التحول من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة في الحرب كما قالت الولايات المتحدة لم ينفذ، وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة آثرت كم خسرت في الدعم والإسناد والتخطيط والمبادرة مع الكيان الصهيوني في مواجهة الشعب الفلسطيني فهي لا تريد أن تخسر، وتنصح نتنياهو بأن هذا الطريق وهذا السلوك غير مُجدي وأن القدرة على تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها تل أبيب خيالية وغير ممكنة.

 -  ملف أسرى جيش الاحتلال أكثر الملفات طرحا على طاولة التفاوض.. هل من جديد في هذا الملف مع كل تلك التدخلات؟

بالطبع ملف الأسرى مهم ومؤثر، وكل ما يجري في دولة الاحتلال من حركات هو متأثر بهذا الملف الحقيقي والفعال، وكل التدخلات الإقليمية والدولية تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى، ليس الأسرى الفلسطينيين للأسف، وإنما الأسرى والرهائن الإسرائيليون، فبالتالي هذا مهم ومؤثر، وهو ضمن عملية متكاملة تفضي إلى وقف إطلاق النار وكذلك تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني المعلنة والتي عرضناها وقدمناها من خلال الوثيقة التي دحضدت رؤية العدو وروايته، وتضمنت أهدافنا وكذلك أسباب ودوافع طوفان الأقصى، وبالتالى يوجد الآن حراك نحو صفقة أخرى لتبادل الأسرى ولكنه في حالة جمود نظرًا للموقف الإسرائيلي المتمثل في تعنت نتنياهو وعدم قبوله للحد الأدنى لمطالب المقاومة التي تلقى قبولًا إقليميا ودوليا.

 -  هل من مبادرات جديدة للتفاوض من قبل الوسطاء في قطر ومصر؟

نعم هناك عروض وطروحات مصرية وقطرية، وغيرها من كل الوسطاء ولكن في النهاية على العدو الإسرائيلي أن يحدد هل النار والقذائف والقتل هي التي تعيد الأسرى أم الاتفاق على خارطة طريق واضحة لهذا المسار، فيأخذ ماله ونحقق ما نرجوه.

إذًا المقترحات كثيرة ولكن الأهم هو موقف المقاومة وموقف دولة الاحتلال، فبدون تحقيق أهدافنا والتي ضحى شعبنا من أجلها لا يمكن أن نذهب في مسارات مجهولة تحقق هدف العدو تعيد له الأسرى والرهائن ونبقى نحن تحت القتل والحصار وعدم إعادة الإعمار ولا حتى حياة كريمة ولا تقرير مصير ولا إطلاق سراح أسرى وهذا بالتأكيد لن يحدث ولن يتم.

 -  هل إعادة تعريف أهداف الحرب بالنسبة لجيش الاحتلال تشكل خطرًا على الوضع السياسي للحكومة ونتنياهو بالأخص؟

الحكومة الإسرائيلية بأكملها أقرت بذلك، وحتى المعارضة الإسرائيلية أقرت أيضًا، حتى أن جيش الاحتلال أعد تعريفا بالأهداف، لكن المشكلة تكمن في نتنياهو لأن مصالحه الشخصية تتوافق مع رؤيته ومواقفه السياسية المتعلقة باستمرار الحرب، لكن بخصوص الرهائن الإسرائيليين، فهم الآن يشكلون الجانب الأقوى والأكثر تأثيرا، وهذا ينتج من خلال خطاب الفلسطينيين والذي يهدف لمصلحتهم، فالمقاموة تريد إعادتهم وإطلاق سراحهم لكن في سياق يضمن للشعب الفلسطيني تحقيق أهدافه وتحرير أسراه، في هذا السياق والمسار فقط سيتم الإفراج عن الرهائن، وأي مسار آخر يتجاوز هذه القاعدة لن يتم.

وأهداف المقاومة التي يعلن عنها أبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام وكذلك البيانات التي تصدر على المستوى السياسي في حماس، سواء قيادات الحركة في الميدان أو في أي مكان تؤكد على أهداف واضحة وصريحة، ودون تحقيقها لن يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين للعودة إلى ذويهم.

 -  هل التواصل يتم مع سلطات الاحتلال مباشرة أم من خلال الوسطاء؟

نعم لا شك أن التواصل يتم من خلال الوسطاء وليس من خلال الحركة في هذه المرحلة على وجه التحديد، ولكن في النهاية كل الرسائل التي تريد أمريكا إيصالها إلى حماس، تصل إلينا من خلال الوسطاء، والموقف الأمريكي المنحاز والمشارك في هذه المعركة يدعي أن الحرب جاءت للقضاء على حركة حماس والتي تشكل إعاقة أمام خططه الإقليمية والدولية، ففي العلن يقول شيئًا وفي السر يقول شيئًا آخر، وكل ذلك يصل إلينا نحن المقاومة ولكن من خلال الوسطاء وليس بشكل مباشر.

 -  قلتم في حوار سابق إن ملف الأسرى سيستغرق وقتا طويلا في إعداده.. هل من جديد في الأمر؟

ملف الرهائن الإسرائيليين قد يستغرق وقتًا طويلًا لأن الموقف الإسرائيلي متعنت ولا يدرك أنه في النهاية كلما طالت المدة الزمنية الزمن يتضاعف، وهذا ما حدث سابقًا مع الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث تم الإفراج عنه بعد 5 سنوات، وتضاعف الثمن بشكل كبير، ومنذ 9 أعوام تقريبا لم يفلح العدو في اتخاذ قرار لاستعادة الجنديين ولحق بهم آخرون بعد بضعة سنوات، ولم يتجرأ العدو على عقد الصفقة ونحن نقول إن مواقفنا واضحة والعالم يساندنا فيها، ولكن العدو له اعتبارات تتعلق بنتنياهو ومستقبله السياسي، ولا يريد أن يعقد الصفقة، لذلك هذا الملف قد يفضي به العنت ومواقف الحكومة الإسرائيلية وبالتحديد نتنياهو إلى المجهول.

 -  هل هناك من تغيير في قيادات الحركة أم لا زال من المبكر التنبؤ بهذا الأمر؟

قيادة القسام على حالها، ولم يحدث سوى تغيير قائد منطقة الشمال، ولكن القيادات الجديدة هي بالتأكيد من نفس البنية وهي جزء من الرؤية والخطة وكل مسئولي الكتائب وهم قليلون تم استبدالهم بنوابهم، شركاء في الخطة والرؤية التي تتبناها المقاومة، وبالتالي لن يحدث تغيير إلا باتجاه تعميق العمل ومواجهة الكيان الصهيوني.

 -  لماذا لا تقدم حركة حماس بيانات بشأن الشهداء والمصابين من أفرادها بشكل يومي؟

العدو الإسرائيلي يقاتل المقاومة ورجالها فوق الأرض وتحتها، وكثير من الأسماء التي ادعى أنها استشهدت لم تستشهد، فهل من المفيد أن نتحدث عنها ونقول أنها استشهدت، بالطبع لا، لأنه بذلك نكون خدمنا الاحتلال خدمة كبيرة، وهذا هو السبب الأساسي، وأقول إن قتالنا فوق الأرض وفي الأنفاق تحت الأرض، والآن بين ركام المباني التي هدمها جيش الاحتلال تخرج لهم المقاومة ومقاتلوها وتخوض معارك ضارية تكبد فيها العدو خسائر هائلة.

 -  هل الاستهداف العسكري من قبل جيش الاحتلال يتم على أساس انتقامي لا مجرد الرد بالمثل وتدمير الأهداف العسكرية؟

الاحتلال يعتمد في حربه على الانتقام من المقاومة بقتل الأطفال والنساء وكبار السن، فكلما تكبد جيش الاحتلال خسائر، زاد من هجماته البربرية على قطاع غزة، لكن شعبنا قرر أن يتخلص من هذا الاحتلال وتبعاته دفعة واحدة، وبالتالي إصرار شعبنا على الخلاص بالرغم من الألم والتضحيات سيمضي في طريقه حتى تحقيق أهدافه، لكن بالنسبة للعدو، نعم ينتقم ويحاول توظيف الدم الفلسطيني من أجل الردع وتحقيق أهدافه التفاوضية على طاولة الحوار.

 -  هل طورت المقاومة من أساليبها الدفاعية في حربها ضد جيش الاحتلال؟

المقاومة تعيد تكييف نفسها مع طبيعة المرحلة والتحديات، مع طبيعة قتال العدو وإرهابه وهجماته، فتحولت خطة مواجهة جيش الاحتلال من شبه كلاسيكية إلى محاولة عصابية من خلال المغاوير والوحدات الصغيرة، والذئب المنفرد الكامن الذي يكمن ويرصد ثم يحدد الهدف ومن ثم ينقض عليه، ويقوم بتوثيق كل ذلك بالصور والفيديو ومن ثم نشرها، وهذا شكل من أشكال المقاومة التي كيفت نفسها، خاصة في الشمال والوسط، وكل لحظة تقتضي إعادة تعريف وتقدير من جديد للموقف واتخاذ الإجراءات والأدوات والنظريات وإسقاطها على البعد العملياتي لمواجهة العدو في إطار الاستراتيجية الشاملة للتصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة.

 -  هل من جديد بشأن المعبر وآليات دخول الأفراد وشاحنات المساعدات؟

بلا شك أن التنسيق من أجل إخراج المرضى وإدخال شاحنات الأدوية والمساعدات الإنسانية، يسير بتنسيق عالٍ مع الإخوة والأشقاء المصريين، لكن حاجة قطاع غزة كبيرة، وحالة خروج الجرحى ملحة، حيث خرج عشرات الآلاف من الجرحي الفلسطينيين عبر معبر رفح، وبالتالي هناك تقدم بشأن تيسير خروج المصابين ودخول المستلزمات الطبية، ولكن نأمل أن تكون بشكل أكثر حيوية، والمقاومة تعلم التعقيدات والموانع، لكن نبذل قصارى جهدنا للتغلب على هذه العقبات، من أجل التنسيق لإخراج أكبر عدد من الجرحى وكذلك أكبر عدد من شاحنات المواد الإنسانية والغذائية، كونها حاجة ملحة من أجل البقاء على قيد الحياة.

 -  هل التخبط في مجلس الحرب الإسرائيلي يلقى صداه في أرض الميدان من وجهة نظرك؟

نعم التخبط في مجلس الحرب الإسرائيلي كبير وهذا ينعكس في أرض المعركة على استمرار الحرب ومراحلها وأهدافها، وكذلك اليوم التالي للحرب، وكل ذلك يظهر المشهد الصهيوني تعيسا مرتبكا، وفي المقابل المقاومة متماسكة ورؤيتها موحدة، ومتفق على استراتيجيتها بالرغم من تكاليف هذه الحرب وفاتورة الدم التي تدفع من الشعب الفلسطيني والحصار والتجويع والتهجير من قبل الاحتلال، ولكن لا يمكن تجاهل أن هناك طرفا متخبطا، فاقدا للاستراتيجية والرؤية، وطرفا يدير المعركة بمنتهى الحرفية رغم شح الموارد وصعوبة الموقف.

- إلام تشير الدلائل على الأرض هل لانتصار إسرائيلي أم لهيمنة حماس على الميدان؟

بعد مرور 110 أيام على الحرب، بل ومن اليوم الأول أنجزت المقاومة نصرًا حقيقيًا وأثبتت أن هذا العدو الذي يدعي أنه لا يقهر فقد قهر، وأنه لا يقاتل لكنه قوتل، وفوجئ وأن هذا الكيان الذي يعيش على أرض فلسطين لن يعيش بمأمن وأن الفلسطينيين مهما امتلكوا بل ولا حاجة لهم أن يمتلكوا السلاح النووي حتى يكسروا ظهر هذا المشروع الذي قام بقوة السلاح والقبول الدولي للأسف على أرض فلسطين، سيزول، وسيتم إعلاء القضية الفلسطينية على جدول اهتمام العالم كله، وزعزعة ثقة وقناعة هذا العدو في قياداته وجيشه بمقدراته وقدرته على الصمود والبقاء في فلسطين، هذه أهم الأهداف التي نجحت المقاومة في تحقيقها خلال حرب طوفان الأقصى.

- رسالة المقاومة الفلسطينية إلى الأمة العربية والإسلامية 

الرسالة إلى الأمة العربية والإسلامية التي أصبحت قناعاتها راسخة بأن المستقبل الذي ينتظر العدو الإسرائيلي طالما أنه في أرض فلسطين فسيكون مستقبلا أسود محفوفا بالمخاطر الشديدة وأن عدم تكلفة الوجود على أرض فلسطين أصبح غير ممكن.

تابع مواقعنا