ندوة حول المكتبات العامة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
انعقدت ندوة بـ معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان المكتبات العامة.. القوة الكامنة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث ناقش خبراء ومتخصصون في إدارة المكتبات أهمية المكتبات كونها منشآت معرفية تعدّ من أهم المعالم التي تشير بوضوح إلى مستويات التقدّم الحضاري والثقافي للشعوب حول العالم، فهي مستودعات الفكر، والمعرفة، والوعاء الضامن والحاضن لتراث الأمم وتاريخها.
ندوة حول المكتبات العامة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
شارك في الندوة الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية: المكتبات العامة قادرة على العبور بالدول إلى المستقبل.. ولابد من مواكبة عصر التحول الرقمي.
من جانبه، قال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية إن المكتبات العامة لها دور محوري في نهضة الأمم فهي تبني العقول البشرية وتنشر السلام والثقافة فهي منصة حوار وتبادل معرفي مع الآخر، ولا يجب أن تكون متحيزة لأي ثقافة، ويجب أن تقدم نموذجا للعالم الذي نعيش فيه، الذي به قدر كبير من الصراعات التي تقربنا من شفا.
وتابع زايد: ولا يمكن للمثقفين أن يتكون لديهم نتاج ثقافي مميز إلا من خلال المكتبات، فالمثقف يعرف بإنتاجه وفنه وعلمه وليس بعضويته في مؤسسة أو جهة معينة، ولا سبيل لذلك إلا بمعرفة واسعة يحصل عليها من خلال المكتبة.
وأكد زايد أنه لا مفر للمكتبات العامة للاحتفاظ بمكانتها الراسخة سوي مواكبة التطور التكنولوجي الهائل والتطور من خلال تطوير مهارات العاملين بها وتدشين بنية تحتية مزودة بأحدث النظم التكنولوجية لجذب اهتمام الأجيال الجديدة.
ومن جانبه قال يحيى رياض مدير مكتبة القاهرة إن دور المكتبات العامة ليست كونها مكان للاطلاع والقراءة فقط بل إنها عامل رئيسي في دعم الدولة والمجتمع المحيط بها من خلال الاهتمام بمشاكله ومتطلباته.
وقال إن المكتبات العامة تعتبر مؤسسة اجتماعية وثقافية وتربوية لها هدف سام هو جمع وحفظ وتنظيم تراث الإنسان الثقافي والحضاري وجعله في متناول أيدي أفراد المجتمع وذلك بهدف الارتقاء بمستوى هؤلاء الأفراد فكريا وثقافيا وتربويا من خلال ما توفره من أوعية ثقافية في شتي المجالات
من جانبه، أعرب الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية عن سعادته بالتواجد في مصر بلد الحضارة والتاريخ وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب، هذا الحدث المهمّ الذي استطاع وعلى امتداد أكثر من خمسة عقود أن يحتفي بالكتاب والمعرفة، وأن يزوّد جمهوره بكل ما يلزم من أجل أن يبقى على اطلاع وحكمة.
وشدد بن تميم علي أن المكتبات العامة قادرة على صناعة المستقبل المعرفي والثقافي والعبور بالدول إلى الأمام بشرط مواكبة التطورات التكنولوجية والتحول الرقمي لدعم المجتمعات التي تتواجد بها فلكل مكتبة عامة رسالة تتخطى عرض وحفظ الكتب، بل هي الشاهد على العصور والمؤهل للمفكرين والأدباء والمثقفين
وأشاد بن تميم بالجهود التي بذلتها الدولة المصرية في إعادة ترميم مكتبة الإسكندرية مما ساهم في إبقاء وهجها الإنساني والحضاري متّقدًا، ورسّخ مكانتها بشكل أكبر في نفوس جميع أبناء المجتمع المصري والعربي والعالمي على حدّ سواء.
وقال إن مكتبة الإسكندرية ليست إرثًا خاصًا لمصر أو المنطقة العربية وحسب، بل هي شعاعُ معرفة للإنسانية جمعاء وحريٌّ بنا أن نعتزّ به ونقدّره، ونجلُّ ما قدمته وتقدمه للأجيال المتلاحقة فهذه المكتبة التي تحتضن نحو 2 مليون و153 ألف كتاب بمختلف لغات العالم، ومكتبات متخصصة، ومتاحف، ومراكز بحثية متخصصة، ومعارض ومراكز فنية ومسرح وسينما وغيرها الكثير من الخيارات الثقافية والحضارية.