أصيب بالسرطان قبل الحرب بشهر.. صحفي فلسطيني يستغيث: أتمنى آجي مصر وأتعالج فيها | خاص
تعددت صور الألم لدى مرضى السرطان حول العالم، ما بين وجع المرض ومضاعفات الإصابة بالورم السرطاني، ومخاطر الموت، ولكن هناك صور أخرى يتعايش معها مرضى السرطان في قطاع غزة، والتي تتمثل في خروج المستشفيات عن العمل وصعوبة أداء الأطقم الطبية مهام عملهم، وتوقف جلسات الكيماوي المخصصة للمرضى، وذلك في ظل استمرار القصف والحصار الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين.
ووسط كل الأحداث التي يشهدها قطاع غزة، توقف المصور الصحفي الفلسطيني يوسف أبو سعيد، صاحب الـ 26 عامًا من عمره، عن الحصول على جرعات الكيماوي المخصصة لعلاجه من مرض السرطان، والذي أصيب بورم سرطاني في الغدد الليمفاوية قبل الحرب على غزة بشهر.
المصور الصحفي الفلسطيني يوسف أبو سعيد
وروي يوسف أبو سعيد، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إنه بدأ تلقي جرعات الكيماوي قبل شهر من الحرب على غزة، في مستشفى الصداقة التركي، وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمات الصحية لمرضى السرطان في القطاع، ولكنه تعرض للقصف وخرج عن الخدمة منذ بداية الحرب.
وقال يوسف أبو سعيد: معاناتي مع مرض السرطان تتمثل في عدم توفر العلاج والخدمات الصحية، وخصوصًا أن مرضى السرطان بحاجة إلى أطباء مختصين في المرض، ومن غير العادي إن أي طبيب يتعامل مع مريض السرطان، وخاصة المريض يكون في حالة استثنائية بسبب انخفاض المناعة لديه، لذلك يحتاج إلى عناية دقيقة ورعاية صحية متخصصة.
وأضاف يوسف أبو سعيد، أن هناك معاناة أخرى في ظل استمرار النزوح من مكان لآخر، والعيش وسط التجمعات السكانية والازدحام الرهيب، وحالة التلوث البيئي الموجود في كل أرجاء القطاع، وعدم توفر الغذاء والماء والخدمات الأساسية، مضيفًا: كل شخص يحصل على وجبة غذاء واحدة فقط في اليوم، وعادة ما تكون غير صحية، وهكذا الأمر للمرضى، ليصبح مرضى السرطان في صراع وحرب أخرى، الأولى مع العدوان والثانية مع المرض.
وأوضح يوسف أبو سعيد، مريض السرطان في غزة، أنه ليس من السهل عليه أن يحكي معاناته وآلامه وصراعه مع المرض، لأن هناك مشاكل وأوجاع أكبر، في فراق الأحباب واستشهاد الأقارب وقصف البيوت، موضحًا: من أبرز الصعوبات التي تواجهني كمصور صحفي، أنه يتم استهداف أماكن وجودنا، ويتطلب منا الأمر تغطية الحدث نفسه، وينتج عن القصف نشوب غبار أسود سام ومواد ملوثة، تؤثر على التنفس والجهاز المناعي، وهذا ما يزيد من صعوبة تعاملي مع المرض.
معاناة مرضى السرطان في غزة
واستكمل يوسف أبو سعيد: ولكن هذا واجبي تجاه القضية الفلسطينية.. تجاه بلدي.. تجاه مهنة الصحافة، وكل هذا من أجل تغطية الأحداث وتوثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، لذلك يحتم عليا الواجب الاستمرار في العمل والتغطية ومواجهة مخاطر الموت، والاغتيال الذي يمارسه الاحتلال تجاه الصحفيين، حيث أن هناك ما يقرب من 115 شهيدا صحفيا تم اغتيالهم من قبل قوات الاحتلال منذ بداية الحرب، ولكن مازالت الرسالة واضحة ونحن أصحاب قضية.. رغم المرض والحرب.
وأشار يوسف أبو سعيد، إلى أن وضع المستشفيات في قطاع غزة مزرٍ للغاية، وأغلبها خرج عن الخدمة في ظل عدم توفر العلاجات ونقص الكوادر الصحية، وأصبحت المستشفيات التي لم تخرج عن الخدمة غير قادرة على التعامل مع عدد الجرحى والمصابين، مشيرًا إلى أن المستشفيات أصبحت مأوى ومسكنا للنازحين، اعتقادًا منهم أن بطش قوات الاحتلال لم يصل إليها، وهذا ما يصعب مهمة الأطقم الطبي داخل القطاع.
ويتمنى يوسف توقف الحرب في أسرع وقت، قائلًا: إحنا في اليوم الـ 103 حرب.. تعبنا وما عاد فينا لا حيل ولا جهد، وخاصة أن القطاع الصحي تدمر بالكامل، ومع قصف المباني والمدارس والمؤسسات، أصبح لا حياة في قطاع غزة، وأطمح في السفر لمصر لكي أتلقى العلاج هناك، وخاصة أن جلسات الكيماوي توقفت منذ ما يزيد عن 90 يومًا، وأكثر شي يحسسني بـ الخذلان والضعف إنه العلاج موجود في كل مكان بالعالم، ولكنه غير متاح لمرضى غزة كونه من غزة، لذلك أتمنى أسافر لمصر وهي دولة عربية شقيقة متضامنة مع القضية والشعب الفلسطيني.