برلماني أيرلندي: أمريكا تظن العالم غبيًا وتبرر جرائم إسرائيل لخدم خطتها الاستعمارية في الشرق الأوسط | حوار
الشعب الأيرلندي مثل الفلسطينيين كان ضحية للاستعمال البريطاني
الحكومة الأيرلندية تختبئ خلف الاتحاد الأوروبي كعذر لتبرير العدوان الإسرائيلي
أيرلندا أظهرت إرادتها لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب جرائمها في فلسطين
على محكمة العدل الدولية الاعتراف بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة
على عكس روسيا وغزو أوكرانيا.. العدل الدولية لا تفعل شيئا حيال جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
هناك دول بعينها ترفض إعطاء محكمة العدل الدولية الموارد الكافية لمقاضاة إسرائيل
إسرائيل دولة مختلة ولطالما حاولت القوى الإمبريالية والاستعمارية تبرير أفعالها
القوى الغربية تنظر بعين ضريرة للعنف والقتل الإسرائيلي في فلسطين
الغرب يبرر التطهير العرقي المرتكب من قبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين
هناك العديد من اليهود حول العالم يرفضون أفعال إسرائيل ويشاركون في مظاهرات داعمة لفلسطين
أكثر من 80 يوما تعيشها غزة تحت القصف والعدوان الإسرائيلي الغاشم، دون رادع، بل على العكس، وجدت دعما غربيا منقطع النظير لوجيستيا وعملياتيا، إلا من بعض الأصوات المعتدلة، والتي نددت ولا تزال بالجرائم الصهيونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاء على رأس هذه الأصوات المعتدلة، النائب الأيرلندي ريتشارد بويد باريت، الذي يسعى بكل الطرق لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أعاد كثيرون نشر مقاطع الفيديو المصورة من داخل البرلمان الأيرلندي لتنديداته وتصريحاته لصالح غزة وأهالها والرافضة للعدوان الإسرائيلي.
وحرص القاهرة 24 على التواصل مع المسؤول الذي يمثل الصوت المعتدل في العالم الغربي منذ الأيام الأولى للأحداث في القطاع، لمعرفة المزيد عن آرائه والتحدث عن المستجدات، وكذلك التعرف على سبب ثورته من أجل أهالي غزة، دونًا عن العالم الغربي، فضلًا عن ردود الأفعال التي تلقاها من المسؤولين الأجانب والتعرف عن احتمالية تعرضه لتهديدات من عدمها.. وإلى نص الحوار..
https://fb.watch/p9eqC7hlU9/?mibextid=Nif5oz
منذ بداية العدوان وشعب ومسؤولي أيرلندا يناصرون غزة بطرق عديدة مختلفة عن أي دولة أخرى.. ما السر وراء ذلك؟
الشعب الأيرلندي يدرك جيدًا التشابه الكبير بين التاريخ الفلسطيني والأيرلندي، لأنه منذ وقت طويل – ومثل الفلسطينيين- الشعب الأيرلندي لطالما كان ضحية للاستعمال البريطاني، وانخرطنا في المقاومة كشعب ضد الاستعمار البريطاني كما كنا هدفًا للقضاء على قوميتنا مثلما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين، حيث تم ارتكاب هذه الجريمة في حق الشعب الأيرلندي عندما حاولت بريطانيا القضاء على السكان الأصليين، كما كنا أيضًا هدفًا للاحتلال العسكري والقمع العنيف من قبل بريطانيا،
إذا فما يحدث للفسلطينيين مألوفا جدًا لنا، كما أنه أثناء الثورة الأيرلندية، كان هناك العديد من الشخصيات المحورية صانعة القرار في بريطانيا تروج للصهيونية ويروجون لما سيصبح احتلال وتطهير عرقي لفلسطين، والعديد من المسؤولين البريطانيين عندما انتهوا من قمع الثورة الأيرلندية تركوا بلادنا وذهبوا إلى فلسطين لتصدير المثال ذاته من الاستعمار والتطهير العرقي والقمع في فلسطين مثلما فعلوا من قبل في أيرلندا.
وبالتالي حكومة أيرلندا أكثر حزمًا مع الجرائم الإسرائيلية في غزة أكثر من مثيلاتها في الدول الغربية ولكن الشعب يرغب في المزيد.
قمتم بجهود لطرد السفير الإسرائيلي من بلادكم.. ما النتائج؟
نعم، أطلقنا مظاهرات عارمة لطرد السفير الإسرائيلي من أيرلندا، كما اتخذ البرلمان إجراءات لتنفيذ الطرد، إلا أن الحكومة لم تدعمها بشكل كامل، كما يعمل البرلمان الأيرندي على تطبيق عقوبات على إسرائيل بسبب الجرائم التي ترتكبها، وهو ما أنتج العديد من النقاشات المشتعلة في هذا الصدد داخل البرلمان، وينتظر الشعب تنفيذ هذه الإجراءات بفارغ الصبر.
وكيف يكون ذلك ممكنًا والاتحاد الأوروبي يدعم إسرائيل؟
الحكومة الأيرلندية تختبئ خلف الاتحاد الأوروبي كعذر لعدم القيام بالمزيد، ولكن أعتقد أن غالبية الشعب يوافق على أن هناك سببا عقلانيا، فالسياسة الخارجية ليست حكرًا على أحد، الحكومة الأيرلندية لديها سياسة خارجية مستقلة ولديها كل الحقوق في اتخاذ إجراءاتها الخاصة.
وفي أثناء المفاوضات حول الاتفاقات التي تمت مع الاتحاد الأوروبي، لطالما كانت هناك تحفظات ومخاوف من قبل الشعب الأيرلندي حول وهم الحياد الأيرلندي المعروف، والعادة الخاصة بعدم الانحياز مع القوى الإمبريالية، وهو الإرث التاريخي لأيرلندا، ففي الحقيقة أيرلندا ضحية للاستعمار.
وقدمنا للاتحاد الأوروبي خطابات مكتوبة حول حماية الحيادية الأيرلندية، فلأيرلندا حق في سياسة خارجية مستقلة، وهي إرادة الشعب، وذلك لا يعني أننا وباقي أعضاء الاتحاد الأوروبي لا يمكننا اتخاذ قرارات خارجية مستقلة، ونشعر أنه بالتزامن مع العنف الفظيع الذي يشهده الفلسطينيين، أيرلندا أظهرت إرادتها من أجل فرض عقوبات على إسرائيل.
ما هي الإجراءات التي اتخذتوها على الصعيد القانوني للوقوف في وجه إسرائيل؟
نعم قدمنا براهين قانونية خلال هذه الفترة التي مارست فيها إسرائيل الجرائم الفظيعة على أهالي غزة، يجب أن تعترف محكمة العدل الدولية بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية ولكن الأمر واضح وجلي، أنها سعيدة للغاية للقيام بذلك عندما يخص الأمر روسيا وغزو أوكرانيا، ولكن لا تفعل شيئا حيال الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، فهي معايير مزدوجة صادمة للنظام العالمي القانوني.
هناك العديد من التمويلات الأيرلندية لعرض القضية على محكمة العدل الدولية لأنه من الواضح أن المحكمة لا تقوم بتحقيقاتها الكاملة ومصادر الأدلة، لأن هناك دولا بعينها ترفض إعطاء المحكمة الموارد الكافية للقيام بذلك، ولأكون صريحا، الموضوع يتعلق بالمعايير المزدوجة ولا توجد جهة تطالب بحق محكمة العدل الدولية بمقاضاة إسرائيل.
هناك جهات أمريكية رفعت قضية على الرئيس بايدن ووزير الخارجية ووزير الدفاع.. هل يمكنكم التعاون معها؟
بالطبع نرغب في التعاون مع جهات أخرى التي تريد وقف الإبادة مثل المجموعة الأمريكية، للضغط على العالم، وأنا واثق أن هناك العديد من الأشخاص والجهات حول العالم والحملات مثل الأمريكية التي ذكرتيها يطالبون باتخاذ إجراءات تخص قانون الإبادة.
قلت إن إسرائيل دولة مختلة.. كيف تقيّم الصمت العالمي إزاء ما يحدث في غزة؟
نعم، إسرائيل دولة مختلة، لطالما حاولت القوى الإمبريالية والاستعمارية تبرير أفعالها من حيث الترويج للحضارة والديمقراطية، وأبلغ مثال ما حدث في العراق في 2003 وإذا رجعنا إلى الوراء أكثر فسنتذكر الاستعمار في إفريقيا.
كل هذه الأحداث تم تبريرها على أنها رغبة في نشر الحضارة والفكر التقدمي، ولكن في الواقع كانت تنطوي على سرقة موارد والتحكم في مناطق معينة في العالم واستهداف الشعوب لبناء القوى الإمبريالية العظمى، وأعتقد هذا هو السبب في إعطاء تبرير القوى الغربية أفعال إسرائيل التي ترى فيها جزءا من هندسة السيادة الغربية على الشرق الأوسط وأعتقد أن هذا هو الدور الذي طالما لعبته إسرائيل التي ترغب في النظر بعين ضريرة إلى العنف والقتل التي تتبعها إسرائيل ومؤسساتها منذ البداية.
الغرب يبرر التطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين، لأنه يرى أن إسرائيل تخدم هدفا استراتيجيا لقوى الغرب، خصوصًا للولايات المتحدة الأمريكية ولكن أيضًا فيما يخص الاتحاد الأوروبي، كما أن الأمر متعلق أيضًا بمسألة جيوبوليتيكية ومسابقة جغرافية بين القوتين العظميين، فالولايات المتحدة وأوروبا يرون في أنفسهم متبارين مع روسيا والصين في فرض السيطرة على مناطق هامة في العالم.
ما هي الأفعال التي أقدمت عليها الولايات المتحدة وجعلتك تصفها بأنها تظن العالم أجمع أغبياء؟
عندما ننظر إلى الرعب الذي تبثه إسرائيل والقتل والإبادة والذبح أمام أعين العالم أجمع، فمن المدهش أن تظن إسرائيل والولايات المتحدة أن العالم قد يتقبل تبريراتهم، فهم يظنون أن العالم أجمع أغبياء، فهم يعتقدون أن باقي العالم لا يرون بعينهم الفظائع والعنف الذي يتم ارتكابه بحق الفلسطينيين.
فكل ذلك نابع من العنف والعنصرية والإمبريالية والغطرسة كونهم يعتقدون أنهم أفضل من أي شخص آخر غبي لدرجة أنه لا يفهم ما يفعلونه، وأنا لا أعتقد أن العالم غبي وأعتقد أنه في هذا الوضع المزري الذي نشهده في غزة وفلسطين خلال الوقت الراهن، بريق الأمل الوحيد هو أن الملايين والمليارات حول العالم يرون حقيقة النظام الاستعماري، والسياسة والفكر الإمبريالي للولايات المتحدة الأمريكية.
هل تلقيت تهديدات بسبب تصريحاتك عن إسرائيل وأمريكا ووقوفك إلى جانب الفلسطينيين؟
لم أتلق شيئا يثير قلقي، هناك تقارير قذرة تمت كتابتها من قبل أشخاص يدافعون عن الصهيونية ودولة إسرائيل، وتلقيت العديد من التعليقات من السفير الإسرائيلي يتهمني فيها بأنني عدو السامية ومثل هذه الأمور، ولكن الحقيقة أنني في وضع يجعلني أسمع كل أنواع السموم وقذارات وسباب وتهديدات أيضًا ومنصات التواصل الاجتماعي قد تحب ذلك بالفعل ولكن بصفة عامة النظام الأيرلندي مواليا للقضية الفلسطينية وهو ما يجعل الأمر مختلفًا واتهامات غير حقيقية بأن من يدعمون الفلسطينيين معادين للسامية ولكن الأمر ليس كذلك، كل داعمي القضية الفلسطينية أبعد ما يكونوا عن معاداة السامية بل دافعهم للوقوف مع الفلسطينيين هو الوقوف ضد أي شكل من أشكال العنصرية، وهذا هو دافعي ودافع العديد من الأشخاص غيري.
هناك العديد من اليهود حول العالم يقفون ضد أفعال إسرائيل ويشاركون في مظاهرات حول العالم مع الفلسطينيين، وهناك بالفعل بعض التهديدات القذرة وبعضها الخطير للغاية من الداعمين لإسرائيل.
أعتقد أن أي شخص يدافع عن نظام يعمل على الفصل العنصري والاستعمار والإبادة، لديه القدرة على التهديد بهذا الشكل، ولكن على الصعيد الإيجابي قلوب العالم وتفكيرهم يسير مع الجانب الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي أحاول أن أكون متفائلا وواثقا أن الإنسانية ستنتصر في النهاية بمفاهيمها، وسأبقى متفائلا وواثق من أننا سننتصر.