جاحدون كـ إخوة يُوسف.. حكاية مسن يفترش طرقات المنيا منذ 30 عامًا: إخواتي رموني ونفسي في غرفة تحميني من برد الشتاء| فيديو
أصبحنا نعيش في زمن غابت منه الرحمة والتسامح والأخوة، وسادة فيه القوة وجحود القلوب بين الأشقاء لتعود رواية سيدنا يوسف لنراها بأعيننا كما وردت بالقرآن الكريم، ولكن هذه المرة تبدل «الجُـب» بـ الشارع، فبطل قصتنا اليوم تخلي عنه أشقاؤه ورموه دون شفقة، وكأنه لم يكن في يوم من الأيام يتناول الطعام معهم في إناء واحد.
«بعد أبويا وامي مليش حد غير ربنا» بتلك الكلمات الحزينة القاسية بدأ العم محمود عبدالله محمود، من محافظة المنيا، في العقد الخامس من عمرة بوجه تملأة التجاعيد لتعكس المعاناة التي يعيشها، حديثه لـ القاهرة 24، قائلا: إنه يفترش الأرض ويخلد الي النوم بالأرصفة والشوارع واعلي الكباري وبجوار المساجد، بعد أن تخلى أشقاؤه عنه ليجد أهل الخير لمساعدته في المأكل والمشرب، مؤكدا أنه وجد في أهل الخير الحنية التي فقدها في أشقائه بعد وفاة والديه.
يرتدي جلابية واحده طوال العام لتستره
وأضاف العم محمود والدموع تنهمر من عيناه، أنه لا يملك من حطام الدنيا شيء الا جلابية واحدة يرتديها طوال العام لتستره، ولكن لم تحمية من برد الشتاء القارس وليس قادر علي تحمله في هذا العمر الذي اوشك علي النهاية، مشيرا ان الطرقات والأرصفة اصبحت هي المأوي الحقيقي له بعد وفاة والديه منذ 30 عاما.
كما أوضح محمد عبد الله، أحد المواطنين اللذين يساعدون العم محمود، أنه يعاني من صعوبة في النطق ويعرف عنه الأمانة وعزة النفس والقناعة ومحبوب من الأهالي في كل مكان يتواجد فيه داخل مدينة المنيا، مؤكدا أن إخوته تركوه بالشوارع ورفضوا احتواءه رغم أنهم يعملون في محافظة القاهرة.
واختتم العم محمود حديثه لـ القاهرة 24، أن يحلم بغرفة صغيره لتكون مسكن له تستره وتحمية من برودة الشتاء القاسية الذي لم يتحمله جسده النحيف، ويناشد المسؤولين داخل محافظة المنيا بالنظر الي حالته ومساعدته قبل ان تنتهي به الحياة وهو علي احد الأرصفة.
