شكلوا لجانًا شعبية خوفًا من حماس.. كيف أثرت أحداث طوفان الأقصى على الشعب الإسرائيلي؟
يسود الخوف دائما بين المتربصين ويكمن الأمان الوحيد في المراقبة والتسليح الشخصي، فكل استعدادات جيش الاحتلال وقواته لم تفلح في طمأنة المدنيين، الذين يسعون إلى حمل السلاح ويذهبون إلى مراكز لتعليم الدفاع عن النفس خوفًا من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر الماضي.
وحسب تقرير لوكالة بلومبيرج، بات الأطفال الإسرائيليون، الذين كانوا يتمتعون بحرية التجول لفترة طويلة، يسيرون الآن في الشوارع تحت حراسة، كما ارتفعت طلبات ترخيص السلاح بمقدار ثمانية أضعاف ما كانت عليه قبل اندلاع أحداث طوفان الأقصى.
وحسب الصحيفة، منذ أن عبر نشطاء حماس الحدود إلى إسرائيل في عمليات قتل واختطاف في السابع من أكتوبر الماضي، ظل المجتمع الذي تمتع بخمسة عشر عامًا من الهدوء والازدهار المتصاعد تطارده مشاهد المذابح.
وأصيب الإسرائيليون بصدمة نفسية بسبب الخوف من أن الآلاف من المسلحين على حدودهم سيحاولون مهاجمتهم مرة أخرى، وأن أجهزتهم الأمنية قد تفشل مرة أخرى في التصدي لهم.
وقال ديفيد باسيغ، أستاذ الدراسات المستقبلية في جامعة بار إيلان، عن الطريقة التي يسارع بها المواطنون العاديون إلى تسليح أنفسهم: “هذا رد فعل طبيعي على الصدمة التي نمر بها”، مضيفًا أنه كان يحمل سلاحا منذ 35 عاما وكان محفوظا في مكان مغلق، باستثناء جلسات التدريب الإلزامية، والآن لا يخرج من منزله إلا وبصحبته السلاح.
ويستكمل، من المرجح أن يكون التأثير السياسي لهذا القلق عميقا، حتى لو لم يتحقق بشكل كامل بعد، لقد كان الأمن القومي منذ فترة طويلة هو صك الغفران لليمين الإسرائيلي، ومع ذلك، فإن اليمين، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو الذي فشل في وقف الهجوم الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأدى إلى اختطاف 240 آخرين.
وقال دان أورباخ، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، إن المزاج السيء المسيطر على إسرائيل يعكس مدى التهديد الذي يخشاه الشعب الإسرائيلي.
التوترات الطائفية
وفي مجتمع له تاريخ من التوترات الطائفية التي سبقت هجوم أكتوبر بوقت طويل، يشعر البعض بالقلق إزاء عواقب استخدام المدنيين المزيد من الأسلحة، على الرغم من أن نسبة السكان الذين يحملون الأسلحة ستظل أقل بكثير من العديد من البلدان الأخرى، حيث تقترب من 2%، مقارنة بـ 32% في الولايات المتحدة، إلا أن المجموعات النسائية وأولئك الذين يدعون إلى التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين أعربوا عن قلقهم وسوف يؤدي الارتفاع في استخدام السلاح إلى مزيد من العنف.
وفي ضاحية نحلات اسحق تنظم الفرق دوريات في الشوارع من الساعة 8 مساءً وحتى منتصف الليل، إما سيرًا على الأقدام أو بالدراجات، وهم يحملون مشاعل وأجهزة اتصال لاسلكية وأسلحة شخصية، كما نظم مواطنون في تل أبيب أيضًا 50 مجموعة من اللجان الشعبية تضم نحو 1500 متطوع، وظهرت فرق مماثلة في أماكن أخرى أيضًا، وغالبًا ما تدعمها البلديات.