أمين فتوى يحذر: من يسيء الظن كأنه يأكل حرامًا
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سوء الظن ليس وسواسًا بل أصبح عادة عند كثير من الناس؛ موضحًا أن الناس أصبحت تتخذ سوء الظن ديانةً، ودائمًا يسيء الشخص الظن؛ وكأن الأصل في الناس أن هم من على خطأ، وعلى معاصي، وعلى مصائب، وأنه هو السالم فقط؛ لذلك قال أهل الله في من يفعله هذا ومن ظن بالناس السوء ليعلم أن فيه سوءًا أعظم منه، ومن ظن أحدٌ سوءًا بأحد، وفتش في حاله لوجد نفسه يأكل حرامًا.
سوء الظن ينشئ القلق والخوف من الآخرين
وأضاف عثمان خلال تصريحات تلفزيونية: أن أهل الله قالوا: إن من يسيء الظن كأنه يأكل حرامًا، وعلى قدر أكله للحرام على قدر سوء ظنه بالعباد، وكلما طابَ مطعمه؛ أي أحسن مطعمه كلما خرج سوء الظن من ذهنه، وقلبه، وهذا الأمر علاج لسوء الظن؛ متابعًا: فعندما اُسيء الظن بالآخرين يجب أن أرجع لنفسي، ولو رجعت لنفسي لوجدت عندي من الأخطاء أعظم مما يفعله الآخرون.
وأكد أمين الفتوى على تجنب الأشخاص التي تستغل النفوس الطيبة من الأشخاص، في حالة أن الشخص طيب الخلق يشعر أن الشخص سيستغله ليؤذيه، مضيفًا ألًّا نسوء الظن بهؤلاء الأشخاص، ونرد لهم نفس المعاملة؛ لأن هذا سيؤدي إلى أن يصبح المجتمع كله قلق من بعضه البعض، وهذا السبب الرئيسي الذي جعل في مجتمعنا هذا الجار يقلق من جاره، والزميل يقلق من زميله، ونحن لا نريد هذا؛ فكل ما نريده أن تَصفى القلوب، قائلًا: وإذا صفت القلوب سيتحمل بعضنا البعض، ويُحسن كل منّا الظن بالآخر؛ فالشرع علمنا أن لنا الظاهر من أحوال الناس.
وحذر عثمان من عدم التفتيش عن عيوب الآخرين حتى نخرجها ونشرها للآخرين، أو نجعلها عندنا قاعدة لنُسيء الظن بالآخرين، مستكملًا: ويوجد بعض الناس تحزن عندما يذكر الناس شخصُا معين بالخير؛ فيحزن لذلك ويريد أن يستمع من يتكلمون عنه بسوء وليس بخير، فنحن لا تريد أن توصل بنا المرحلة لفساد القلب إلى هذه الدرجة؛ فنحن نحتاج أن نقف مع الله قليلًا، ونحاول أن نحسن الظن بالناس؛ حتى يصلح الله ما في النفوس.