شكل ورق السدر.. من طعام الجنة وأساطير عجيبة تربطه بالجن
يعرف شكل ورق السدر بلونه الأخضر واستخداماته المتعددة في علاج الأمراض والسحر والحسد، كما يستخدم ورق السدر بعدد محدد في الرقية الشرعية، وقد دارت حوله أساطير عجيبة منذ القدم تربطه بالجن وبموت الحسين، وتوارثت الأجيال استخدامات له منذ الفراعنة وعهد الإسلام الأول مازالت موجودة حتى الآن.
فما هي الأساطير التي ترتبط بشجرة السدر وما الاستخدامات المتوارثة لثمارها، وكيف نميز شكل ورق السدر عن غيره وما المزايا التي حملتها شجرة السدر في الكتب السماوية وكيف تحدث عنها القرآن الكريم؟، كلها أسئلة يجيب عليها القاهرة 24 في هذا التقرير.
شكل ورق السدر
يتميز شكل ورق السدر بأن الورقة بيضاوية صغيرة ولها قشرة سميكة وحواف مسننة وتكون الورقة بها 3 عروق مستطيلة الوسطى مستقيمة والأخرتين منحنية للداخل من الأعلى، ذات لون أخضر داكن وفي قاعدة كل ورقة شوكتان أذينيتان متقابلتان، وتكون الأوراق متقابلة على الساق.
وتحتوي أوراق السدر على العديد من النتوءات الصغيرة، والتي تُعرف باسم "الشوكة"، لذلك يكون قطاف ثمار النبق التي تنمو على شجرة السدر مؤلم بسبب شوكها، إلا أن طعمها حلو المذاق، كما تختلف رائحة شجر السدر وثماره بحسب كل فصيلة منها، فمن الثمار ما هو تفاحي وآخر زيتوني وزفيف وعناب وغيره.
وتحدث مفسرو القرآن الكريم عن شكل ورق السدر في تفسير قوله تعالى في سورة الواقعة "في سدر مخضود" حينما وصف المولى عز وجل حال أهل الجنة، فقد قال ابن كثير: "كنّا نبحث عن السدر المخضود، إنّه الموقر الذي لا شوك فيه، فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر"، وهذا ما يميز شجر السدر في الجنة وسدرة المنتهى عن شجر الدنيا.
كذلك يتميز شكل ثمار السدر في الجنة عن الدنيا بحجمه الكبير وطعمه الحلو وعدم وجود شوك في سدر الجنة، قال الإمام الشعراوي عنه أنه "كقلال هجر" من حجمه الكبير ومخضود أي منزوع الشوك، وبرر وجود الشوك في سدر الدنيا إلى أهمية الثمار، فالشوك يحمي الثمار من الحشرات والآفات، وما وُجد الشوك إلا على الثمار المفيدة والمميزة.
ووصف التركمانيّ أجود شكل لورق السدر فقال "أجود السدر أخضره، العريض الورق، دخانه شديد القبض، وصمغه يذهب الحرار ويحمر الشعر"، ولذلك يستخدم ورق السدر في الرقية الشرعية لعلاج الحسد والسحر بطريقة محددة يمكنك الاطلاع عليها بالضغط هـــنـــا.
ويختلف السدر عن ورق الغار أو اللورا في أن ورق اللورا يتخذ شكلا مستطيلا قليلا وليس بيضاوي عريض كورق السدر، كما ان ورق الغار اكبر حجما واطول من ورق السدر، ولكل نوع منهما رائحة مميزة، كما تبقى ورقة السدر خضراء باهتة بعد جفافها، فيما يميل ورق الغار الجاف إلى الاصفرار.
ما هو اسم ورق السدر في مصر؟
يحتار البعض ويتساءل ما هو اسم ورق السدر في مصر؟ ولدى العطارين في مصر يتوفر ورق السدر باسمه دون تغيير، فليس من الغريب أن تطلب كمية بسيطة منه لأنه معروف ومشهور، كما يسمى أيضا ورق النبق، نسبة للثمرة التي تنتجها شجرة السدر، والبعض يطلقون عليه ورق السويد.
ومن المهم معرفة أن ورق السدر ليس هو ورق اللورا أو ورق الغار، إذ يوجد اختلافات كثيرة بينهما، فورق السدر صغير وبيضاوي وله قشرة سميكة ورائحة مميزة عن ورق الغار.
هل شجرة السدر هي نفسها شجرة النبق؟
هل شجرة السدر هي نفسها شجرة النبق؟ نعم هي شجرة النبق، وتسمى لدى المسيحيين باسم "شجرة شوكة المسيح" ولدى اليهود "شجرة لوت" ومن أسمائها حول العالم أيضًا شجرة نبخ، وعرق، وأدرج، وعناب، وزجزاج.
ما علاقة شجرة السدر بالجن؟
ولمن يتساءل ما علاقة شجرة السدر بالجن؟، دارت عدة أساطير حول شجرة السدر، فعند الشيعة يُعتقد أن خروج مادة حمراء سائلة من الشجرة، بأن الشجرة تنزف دمًا ألمًا وحزنًا على موت الحسين، وفي الحقيقة هي مادة دبغية تفرزها الشجرة نتيجة خاصية فسيولوجية.
ولدى أهل العراق والجزيرة العربية يسود اعتقاد بأن شجرة السدر مسكن للجن ولا يمكن النوم تحتها ليلًا، ولا يجوز قطعها ولا تقليمها قبل طلب الإذن منها، بل وصل الحد إلى تقديم ذبائح لها تكفيرًا عن إيذائها، كما يقال عنها أنها من أشجار الجنة ويحرسها الجن.
ويستخرج من شجرة السدر عسل من أغلى أنواع العسل، وكان الفراعنة يجمعون ثمار السدر ويصنعون منها خبزًا شهيًا مازال يصنعه بدو سيناء حتى الآن.
كما وردت شجرة السدر في الكتب السماوية الثلاثة، فقد جاء في التوراة أنها كانت تُصبّر سيدنا داوود على آلامه، وذُكر في الإنجيل أن الرومان واليهود اتخذوا من أشواكها تاجًا واستخدموه في تعذيب المسيح عندما صلبوه.
أما في القرآن فقد ذكرت شجرة السدر 4 مرات موضعين نكرة في قوله تعالى في سورة سبأ "فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ" أي أن قوم سبأ عوقبوا بإبدال ما عندهم من نعم وخيرات بأكل الخمط وقليل من السدر، كما أن السدر من شجر الجنة ولكنه بدون شوك وثماره من طعام أهل الجنة، لقوله تعالى في سورة الواقعة "فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ"، أي منزوع الشوك.
وفي القرآن ذكرت شجرة السدر بالمفرد باسم سدرة المنتهى، وهي أرفع أشجار الجنة وتوجد في السماء السابعة وعندها تنتهي درجات الجنة، وذكرت في موضعين في سورة النجم في قوله تعالى "عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ" و"إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ".
فوائد ورق السدر
تحدث الطب التقليدي القديم عن فوائد ورق السدر، أمثال ابن سينا وابن البيطار، كما اشتهرت فوائده في الطب الصيني، واشتهرت فوائد السدر للجهاز التنفسي خاصة لعلاج السعال وتسكين الصداع والشقيقة.
وبحسب الطب القديم والدراسات الحديثة، فإن فوائد شرب مغلي ورق السدر تتمثل في:
- يستخدم في علاج السعال، ومسكن للصداع وآلام الشقيقة.
- يفيد الجهاز الهضمي والكبد والكلى والمثانة.
- يقاوم أورام المعدة وقرحتها.
- يستخدم منقوع أوراقه الرغوية للعناية بالبشرة والشعر.
- يحتوي على الصابونين Saponins، والتي تتفاعل مع أحماض الصفراء، وتخفض الكولسترول.
- يحتوي على الفلافنويدات Flavonoids وهي من مضادات الأكسدة التي تقي من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- يقوي جدران الشعيرات الدموية.
- يسهم في الوقاية من بعض أنواع السرطان.
- ثمار السدر تحتوي على السكريات ومعادن هامة كمعادن الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم والحديد والزنك والنحاس.
- يمد الجسم بكمية كبيرة من فيتامين النمو A، وفيتامين الشباب والحيوية B2 وفيتامين C.
- يحتوي على حمض Betulinic acid وهو حمض يستخدم في علاج الأمراض البكتيرية والفيروسية، وفي بعض بحوث علاج الأمراض السرطانية.
