ناردين فرج: ترددت وكان عندي تحفظات على شخصيتي في صوت وصورة.. ومبخافش من النجاح |حوار
اعتاد الجمهور على ظهورها الخفيف بالشخصية اللطيفة في أغلب الأعمال، وفاجأت ناردين فرج الجمهور بشخصيتها الجادة والصارمة والأنيقة في ذات الوقت بمسلسل صوت وصورة، الذي عُرض مؤخرًا وحقق نحاجًا كبيرًا منذ عرض أولى حلقاته.
القاهرة 24 أجرى حوارًا مع الفنانة ناردين فرج، لمعرفة تفاصيل وكواليس مشاركتها في مسلسل صوت وصورة.. وإلى نص الحوار:
- في البداية.. حدثينا عن تفاصيل مشاركتك في مسلسل صوت وصورة وهل ترددتي في قبول الشخصية؟
تحدث معي المخرج محمود عبد التواب (توبة)، وعرض علي شخصية المحامية ماجدة علوان في مسلسل صوت وصورة، وفي بداية الأمر لم أوافق على الشخصية وكان لدي العديد من التحفظات عليها، خاصة وأنها شريرة وشخصية صارمة وبعيدة عني كل البُعد ولا أعلم ما مصيرها بعد الحلقة الخامسة بسبب عدم اكتمال الكتابة، كما أنه كان هناك عدد من الأعمال التي عُرضت علي في نفس الوقت والتي جذبتني بصورة كبيرة، ولكن تم تأجيلهم.
اقنعني المخرج محمود عبد التواب، بدوري في مسلسل صوت وصورة، حيث أكد لي أن الشخصية هي شخصية محوارية ضمن أحداث العمل، ولكن لن تظهر كثيرًا خلال الأحداث، ووافقت على العمل بسبب ثقتي في المخرج، ورؤيته المتميزة وكونها مختلفة عني هو ما حمسني أكثر للمشاركة.
- حدثينا عن كواليس تحضيراتك لشخصية ماجدة علوان.. وسر اللوك الخاص بها؟
جلست مع المخرج مرة واحدة فقط، وأخبرني بكافة التفاصيل التي يريدها في الشخصية، موضحًا أنه يريد أن تكون محامية صارمة وأنيقة وفي الوقت نفسه ابنة سوق (بلدي وبتتكلم بعينيها وإيديها)، وهذا النموذج موجود في الواقع، وقابلت هذا النوع من المحامين ولكن رجال وليس سيدات.
أثناء التحضيرات لشخصية ماجدة علوان، سألني المخرج محمود عبد التواب، هل شاهدت مسلسل The undoing؟ فهو عمل مكون من 7 حلقات بطولة نيكول كيدمان وهيو غرانت، كما سألني على شخصية المحامية خلال أحداث العمل، التي دافعت عن البطل بكافة الطرق بعدما خان زوجته مع امرأة وتم قتل هذه المرأة واتهامه بقتلها، معلقة: (قالي شوفي الست دي معندهاش قلب إزاي؟)، واقتبست منها ستايل الملابس الذي أعجبني بشكل كبير حيث شعرت أنه يعطي إحساسا وهالة القوة.
- الجمهور تحدث بشكل طريف عن تصفيفة شعرك في مسلسل صوت وصورة.. كيف رأيتي الأمر وهل توقعتي ملاحظة الجمهور لشيء كهذا؟
تصفيفة شعري في مسلسل صوت وصورة (جننت الناس)، وأنا تعمدت عدم تغيير شكل الشخصية خلال أحداث العمل، خاصة وأن الأشخاص الحقيقيين لا يغيرون تصفيفات شعرهم إلا قليلًا، وكل شخص مميز بملابسه وشكله وتصفيفة شعره، تعمدت تغيير شكلي كممثلة، كما أن المخرج محمود عبد التواب أخبرني أن الشخصية صارمة للغاية (مفيش عندها قلب) وتتسم بالأناقة، ولاحظت أن تصفيفة الشعر هذه ستعطي شكل القوة والصرامة، وستبرز ملامح الوجه التي عملت عليها لتضيف للشخصية (مكنتش مهتمة أن الشخصية يكون شكلها حلو ومختلف على قد ما اهتميت أني أبرز الشخصية).
لم أرتدي الباروكة خلال أحداث مسلسل صوت وصورة، ولكنني ارتديتها في مسلسل الغرفة 207، بسبب الحقبة الزمنية مما استدعى عمل تصفيفة الشعر المتداولة في هذه الحقبة، ولكن على الرغم من أن الباروكة مريحة للممثل ولكن يبقى شكلها غير حقيقي، وأنا من الممثلات اللاتي لا يليق عليهن الشعر المستعار.
- شخصية ماجدة علوان مخضرمة وصارمة.. هل استعانتي بمدرب تمثيل أثناء التحضيرات؟
لم أشاهد أدوار محامين من قبل، واستعانت بمدرب تمثيل حيث إنني قررت عدم الاعتماد على مخرج العمل الذي وقع تحت ضغط العمل طوال الوقت ولن يكون متفرغًا لي، وعملت على الشخصية برفقة مدرب التمثيل بعيدًا عن شركة الإنتاج والمخرج.
- هل تم تغيير بعض الأحداث في مسلسل صوت وصورة بناء على توقعات الجمهور؟
عندما بدأنا تصوير مسلسل صوت وصورة، كان المؤلف محمد سليمان عبد المالك انتهى من كتابة 6 حلقات فقط، وبدأ المؤلف في كتابة الحلقات أثناء عرض الحلقات الأولى من العمل، حيث إنه توارد له العديد من الأفكار خلال التصوير، مثل زواج شخصية ماجدة علوان من الدكتور عصام الصياد، وهذا تم إضافته قبل انتهاء التصوير بـ أسبوع، معلقة: (قولت لهم ليه يا جماعة ماجدة تطلع شنيعة بالشكل ده، بلاش تبقى وحشة بالشكل ده).
ولم يتوقع أحد منا أن يشك الجمهور في شخصية ماجدة علوان أنها قاتلة عصام الصياد بهذه السرعة، مما استدعى المؤلف أن يكتب الأحداث على هذا الأساس.
- الجمهور شك بجميع أبطال العمل.. هل تم تغيير نهاية مسلسل صوت وصورة خاصة وأن القاتل لم يخطر ببال الجمهور؟
كان هناك ذكاء من المخرج والمؤلف إثارة التشويق والشك بجميع أبطال العمل حتى يتفرج المشاهد على العمل إلى الحلقة الأخيرة وهذا ما حدث بالفعل، ونهاية العمل كانت محسومة منذ الحلقة الـ 15 أو الـ 16، وتعمد المؤلف والمخرج عدم تسليط الضوء على أحمد ماجد الذي جسد شخصية وليد شقيق المحامي لطفي عبود، حتى لا يتوقع الجمهور أنه قاتل عصام الصياد، وهو الأمر الذي كان بعيد كل البُعد عن خيال الجمهور.
- ما سر تسريب فيديوهات وصور مفبركة من كواليس مشهد قتل عصام الصياد؟
تعود فكرة الصور وفيديوهات قتل أبطال المسلسل لعصام الصياد، للمخرج محمود عبد التواب، والذي صورها قبل انتهاء التصوير بـ أسبوع حيث إنه أراد أن يثير الجدل وتشتيت المشاهد.
- هل قلقتي من كراهية الجمهور بسبب شخصية ماجدة علوان؟
كان لدي اعتقاد أن الجمهور يكره الشخصية الشريرة، ولكن اتضح أنه على النقيد والجمهور ينجذب بشكل كبير للشخصية الشريرة والتي لها دوافع نفسية.
ولم أقلق من تجسيد دور شر، ولكن كان هناك قلق من عدم معرفة مصير الشخصية بعد الحلقة الخامسة بسبب عدم اكتمال السيناريو، إذ أنني قلقت من المغامرة بعد إشادة الجمهور بي في مسلسل الغرفة 207 والشخصية التي جسدتها في مسلسل بين السطور الذي سيطرح قريبًا وأعتقد أنه سينال استحسان الجمهور، ومن المؤكد أن أي فنان يريد إثبات قدراته على التنوع والاختلاف، ولا أريد أن انحصر في دور الفتاة اللطيفة التي يحبها البطل دائمًا، أريد أن أُظهر للجمهور جوانب أخرى ومهارات أخرى في التمثيل.
- تعتقدي أن شخصية ماجدة علوان نقلة بمشوارك الفني؟
لم أفكر أن الدور الذي أقدمه في عمل فني سيكون نقلة في مشواري أم لا، ولكن لاحظت أن شخصيتي في مسلسل صوت وصورة مختلفة عن أي شخصية أخرى، وأعتقد أنها قربتني من الجمهور.
- هل قلقتي من توقيت عرض مسلسل صوت وصورة بالتزامن مع أحداث غزة؟
لم يتوقع أحد من فريق العمل، نجاح المسلسل بهذا الشكل خاصة في ظل الأحداث التي يشهدها العالم وما يعانيه الشعب الفلسطيني، وهذا النجاح توفيق من الله.
- ما رأيك بالمشاركة في عمل من 30 حلقة والاتجاه الحالي للأعمال القصيرة؟
فكرة تقديم عمل 30 حلقة خارج الموسم الرمضاني مقلقة، ولكن على الرغم من خبرتي القليلة في مجال التمثيل إلا أنه طالما هناك ثقة بمخرج العمل سيسير كل شيء بخير، كما أن فكرة عدم اكتمال السيناريو والأحداث قبل بدء التصوير مقلقة، خاصة وأن هناك أحداثا يتم تغييرها مما يقلص من حجم الدور، وعلى الرغم من ذلك إلا أننا وثقنا في المؤلف محمد سليمان عبد المالك، والمخرج محمود عبد التواب (توبة).
- حققتي نجاحا كبيرا في مسلسل صوت وصورة.. هل يضعك هذا النجاح في ضغط باختيار الأدوار المقبلة؟
سعيدة بنجاح شخصيتي في مسلسل صوت وصورة ولم أقلق من هذا النجاح، ولا أضع خططًا للمستقبل على الإطلاق ما كتبه الله سيأتي في ميعاده، كما أنني أحب التنوع خاصة بعد شخصيتي في مسلسل صوت وصورة، والأمر عبارة عن تحدي هل سأتمكن من تقديم الشخصية أم لا.
- الذكاء الاصطناعي كان من أبرز القضايا التي ناقشها مسلسل صوت وصورة.. كيف كانت علاقتك بالذكاء الاصطناعي قبل المشاركة بالعمل؟
لم أُركز مع فكرة الذكاء الاصطناعي من قبل مشاركتي في مسلسل صوت وصورة، وأثار إعجابي جملة الكاتب محمد سليمان عبد المالك، التي وضعها في أحد مشاهدي وهي أنه يجب أن يكون هناك قوانين موثقة بتحد من سوء استعمال الذكاء الاصطناعي، وهذا ما سلط المسلسل الضوء عليه.
- هل هناك مشاهد مفضلة لكِ بمسلسل صوت وصورة؟
هناك العديد من المشاهد المقربة إلى قلبي، ومنها مشاهدي مع الفنان عمرو وهبة خاصة وأنه كان يتسم بخفة الظل وشخصيتي كانت لا تقبل المزاح، ومشاهدي مع صدقي صخر، ومشهد المواجهة مع نجلاء بدر، ومشاهدي مع الفنان رامي الطمباري حيث كان هناك كيمياء بيننا، ما أثار إعجابي أيضًا أن شخصيتي كان لها طريقة مختلفة مع كل شخصية بالعمل.
- كيف تصفين تجربتك بمسلسل صوت وصورة؟
أحببت التجربة لأنها مختلفة وكانت نقلة وخطوة مهمة بمشواري، وعندما اندمجت في الشخصية اكتشفت أنها أظهرت مني جانبا تمثيليا لم يره أحد من قبل، (عرفت أطلع حاجات الناس صدقتها واستخدمت أدوات مكنتش أعرف إنها موجودة عندي).
- هل تشاهدين نفسك؟.. وهل توجهي لنفسك الانتقاد على بعض المشاهد؟
لا يوجد أحد في بيتي يهتم بمشاهدة أعمالي الفنية، حتى زوجي لا يشاهدني، وهو أمر جيد حيث إنني لا أريد أن أشعر بأنني أنجزت شيئًا ما، خاصة وأنني مازلت أحافظ على شخصيتي العادية في المنزل ولم أتغير، ولكنني أُشاهد نفسي وأدقق في مشاهدي، وجميع الفنانين سيقولون أنهم ليسوا راضيين عن أدائهم، ولكن هناك عددا من المشاهد التي أحببتها في مسلسل صوت وصورة على الرغم من أنها ليست ماستر سين، وبالتأكيد هناك مشاهد انتقدت فيها أدائي.
- هل يمكنك ترك الإعلام من أجل التفرغ للتمثيل؟
أنا كإعلامية لأكثر من 10 سنوات، وممثلة ما يقرب الـ 5 سنوات، ولا يمكن مقارنة 12 عاما من العمل كإعلامية بـ 5 سنوات ممثلة، ومازال هناك أمامي طريق طويل في التمثيل حتى أرضى عن نفسي وأشعر أنني حصلت على ما أريده، ولكنني كإعلامية راضية جدًا عن ما وصلت له، ولم أخذ قرار ترك الإعلام والاتجاه للتمثيل بشكل كامل، أنا منجذبة للتمثيل بشكل كبير وأعمل على تطوير الموهبة (مع الخبرة بتطوري وقدام الكاميرا بتطوري).
- ما رأيك في مهاجمة الجمهور للفنانين الذين يروجون لأعمالهم الفنية في ظل أحداث غزة؟
قررت منذ أكثر من عام اعتزال السوشيال ميديا، مع أن هذا أمر خاطئ للفنان ولكنني لاحظت أنها تأخذ من وقتي بشكل كبير كما أنني غير مهتمة أن يكون لدى ملايين المتابعين، ومن قبل أحداث غزة كنت أشارك مع الجمهور إنجازات ابنتي في الرياضة، وأنشر منشورات عن القضية الفلسطينية.
مؤخرًا عُدت لنشاطي على السوشيال ميديا ولكن ليس بكثرة، وأرى أن الجمهور أصبح متفهمًا للأوضاع، ومقدر أن الفنان يسوق لأعماله احترامًا للعمل والزملاء المشاركين به، كما أن زملائي بالوسط الفني لم يبالغوا في الترويج لأعمالهم، من المؤكد أننا نتألم لما يحدث في غزة وفلسطين بسبب ما نشاهده ولم نعيشه، ولن أزايد على هذا الموضوع.
- وفي النهاية.. هل سنراكي في الغرفة 207 الجزء الثاني؟
لم أسمع أي شيء بخصوص الجزء الثاني من مسلسل الغرفة 207، كان هناك العديد من الأحاديث ولكن لم يكن هناك جديد.