تأجيل أم انهيار.. لماذا تأخر تطبيق الهدنة في غزة؟
تتواصل محاولات إسكات صوت الرصاص في غزة، بجهود وساطة من مصر وقطر وبمشاركة من الولايات المتحدة، لكن اتفاقا أعلن عنه فجر الأربعاء، لم ير النور بعد، رغم إعلان تفاصيله وقائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ينتظرون التحرير.
وتشير تقارير إسرائيلية، وتصريحات منسوبة للجانب الفلسطيني، إلى أن مفاوضات اللحظات الأخيرة هي ما تؤخر الاتفاق، بانتظار الاتفاق النهائي على الأمور الفنية واللوجيستية النهائية لعملية تسليم الأسرى من الجانبين.
وقال مسئول فلسطيني، لوكالة الأنباء الفرنسية، حول تأخر تنفيذ صفقة الأسرى، إن الاتفاق تأجل بسبب مناقشات اللحظة الأخيرة حول أسماء الرهائن الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم وشروط نقلهم.
ويُقدر الإسرائيليون، بحسب تقرير عبري، أن الاتفاق ليس في خطر، وأن التأخير من جانب حماس، ولا علاقة له بالاتفاق مع إسرائيل، فيما أوضح مسئولون إسرائيليون آخرون، أن تأجيل الاتفاق بسبب مشاكل فنية، ومن غير المتوقع أن تعرقل الاتفاق.
ترتيبات نقل الأسرى تؤجل الاتفاق
ويجري الحديث عن الترتيبات الفنية، المتعلقة بعملية تسليم الأسرى وطريقة إطلاق سراحهم، أمام الخطوط العريضة للاتفاق فتم الاتفاق عليها وإعلانها، وكانت إحدى الضمانات التي وضعتها حركة حماس في الاتفاق هو وقف الطيران الإسرائيلي في أجواء غزة خلال هدنة، ففي الشمال تتوقف 6 ساعات يوميا، وفي الجنوب طوال الوقت، وتتخوف الحركة من رصد الطائرات لتحركات الأسرى ورصد مواقع احتجازهم داخل القطاع أثناء عملية إطلاق سراحهم.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا مصدر إسرائيلي، قوله: ما زلنا متفائلين بإمكانية التوصل إلى صفقة الرهائن، رغم أنه ليس من الواضح متى سيحدث ذلك.
وفي واشنطن، علقت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، على التأخير في تنفيذ اتفاق الهدنة، قائلة إنه تم الاتفاق على الصفقة ولا تزال متفق عليها، فيما يعمل الطرفان على التفاصيل اللوجستية النهائية، خاصة فيما يتعلق باليوم الأول للتنفيذ.
الأمور في مسارها الصحيح
وذكرت في تصريح لوسائل الإعلام، بحسب شبكة CNN الأمريكية: وجهة نظرنا هي أنه لا ينبغي ترك أي شيء للصدفة عندما يعود الرهائن إلى ديارهم، هدفنا الرئيسي هو ضمان إعادتهم إلى منازلهم بأمان، الأمور في مسارها الصحيح، ونأمل أن يبدأ التنفيذ صباح الجمعة.
فيما أوضح مسؤول أمريكي كبير، أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتسوية التفاصيل المتعلقة بمواقع وطرق سير الرهائن، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية لنقلهم.
وقال المسئول بحسب سي إن إن، إنه تم اتخاذ قرار بالانتظار يوما إضافيا لتقليل حدوث خطأ، مضيفا أن إسرائيل اتخذت القرار مع قطر ومصر، وتم استشارة الولايات المتحدة ووافقت على القرار.
لا خطر حتى الآن ولكن
واعتبر المسئول الأمريكي، أن عدم تلقي إسرائيل حتى الآن أسماء المجموعة الأولى من الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم ليست مشكلة خطيرة، لكنه أضاف أن الأمر سيكون أكثر إثارة للقلق إذا لم تكن هناك قائمة بحلول مساء الخميس.\
وكان رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، قد صرح مساء أمس، أن الاتصالات الجارية من أجل الإفراج عن المحتجزين، وأن المفاوضات تتقدم باستمرار، مشيرا إلى أن بدء الإفراج عنهم سيتم وفقا للاتفاق الأصلي بين الأطراف وليس قبل يوم الجمعة.
اتصالات مصرية لتحديد ساعة البدء
وصرح مصدر مصري مسئول، اليوم الخميس، بأن مصر تعقد اتصالات مع الأطراف كافة؛ للاتفاق على الإجراءات التنفيذية لاتفاق الهدنة في غزة، مؤكدًا أن تحديد موعد بدء سريان الاتفاق سيكون خلال ساعات.
وأكد المصدر، بحسب قناة القاهرة الإخبارية، استمرار المحادثات والاتصالات بين مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ لسرعة البدء في الهدنة.