السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جُند الله.. إمدادات السماء لأهالي غزة

إمدادت السماء لأهالي
تقارير وتحقيقات
إمدادت السماء لأهالي قطاع غزة
الأحد 19/نوفمبر/2023 - 03:15 م

 43 يومًا مرت على العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت كفيلة بتغيير ملامح الحياة بالكامل، غاب الهدوء عن القطاع، تعالت أصوات القذائف التي عادةً ما يلحقها العويل والصراخ وأنين الأطفال، لا يخلو بيت من شهيد أو جريح أو مفقود تحت الأنقاض، حيث تخطى عدد الشهداء الـ12 ألف شهيد، قرابة نصفهم أطفال، فضلًا عن أكثر من 30 ألف جريح، وآلاف المفقودين، وجنبًا إلى جنب مع الحرب التي استخدمت فيها إسرائيل كافة الأسلحة المحرمة وغيرها، جففت منابع المياه، وقطعت دخول المساعدات للشمال، فأصبح سكان غزة يتضورون جوعًا، ويتلهفون لقطرة ماء أصبحت "رفاهية" على حد وصفهم، وبين حينٍ وآخر ومع انقطاع كافة السبل بأهالي غزة، كانت جنود الله تأتي في التوقيت المناسب، تنقذ ما يمكن إنقاذه.

الله عرف إننا بنعاني وسقانا من مياه المطر

وسط شح المياه، وتجفيف الصنابير، واستهدافات متلاحقة للخزانات، وقصف متعمد للآبار، وحتى ضرب عربات المساعدة المحملة بالقليل من المياه الصالحة للشرب، عانى سكان غزة، سواء المرابطون والصامدون في الديار أو من نزحوا إلى الجنوب منهم، كثيرًا للحصول على المياه، وصار الحصول عليها أمنية صعبة المنال، حتى هطلت السماء عليهم بالأمطار.

"الله عرف إننا بنعاني ونزّل لينا مطر من عنده"، بوجهٍ تعلوه الابتسامة، وفرحة محت عجاف أيام دون مياه، وقف طفل فلسطيني، حاملًا في يده دلوًا، تحت مياه الأمطار يحاول تجميعها لاستخدامها في الشرب، وبينما ينظر لدلوه وهو يمتلئ يردد الطفل: "الحمد لله يا جماعة إن ربنا سقانا من ماء المطر".

 

مياه المطر تروي عطش النازحين داخل مخيمات جنوب غزة

 وداخل أحد مخيمات النازحين في جنوب غزة، وبعدما جمع أحد الأطفال مياه المطر، وقسمها على عدد من الكؤوس، وزعها على سكان الخيم الذين حاصرهم العطش لأيام، بعدما فشلت الوكالة في إمدادهم بمياه الشرب، ومع كل رشفة من كأس كانت الضحكة تعلو وجهَ الطفل الذي لم يتجاوز السابعة من عمره، “سبحان الله مية ربنا بتروي العطشانين” كما يقول.

ملاك يضيء الطريق لأطفال غزة تحت الأنقاض

قرابة 4 ساعات قضتها الطفلة الفلسطينية دينا، تحت الركام، بعد تعرض منزلها لقصف إسرائيلي، في الخامس من نوفمبر الجاري، ووسط حالة الرعب التي سيطرت على الطفلة التي لم تتخطَّ العاشرة من عمرها، أرسل الله لها "جندًا من جنوده"، يؤنسها في ظلمتها، كما تقول: "سبحان الله.. الله بعتلي ملاك وضوالي ضو".

وبينما هي جالسة طريحة الفراش، رأسها مضمدة، تلتقط أنفاسها بالكاد، تسرد دينا كواليس انتشالها من تحت الأنقاض، بعد 4 ساعات من عمل رجال الحماية المدنية، بقولها: "المنقذون جم وفضلوا 4 ساعات عشان أطلع"، وحينما لفتت الصغيرة وجهها كي ترى من خفّف عنها حدة الموقف وظل يضيء لها حتى خرجت من تحت الأنقاض لم تجد أحدا: "لما سمعت صوت المنقذين إيجو لفيت وشي عشان أشوفه، وأول ما اطلعت عليه ملقتوش اختفى"، على حد قولها مرددة بوجهها الذي خطفت قوات الاحتلال معالمه: "سبحان الله بعتلي ملك ما شوفتش وشه بس شوفت كأنه ضو على وشه". 

البرق يعيد طائرات الاحتلال إلى جحورها

العاشر من أكتوبر الماضي، وبعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب، بدأت قوات الاحتلال في تزويد هجماتها الجوية على القطاع، وفي محاولة منها لعزل القطاع عن العالم، قطعت التيار وأوقفت الاتصالات والإنترنت، وفيما عم الظلام القطاع بأكمله، حلت السماء محل المصابيح لتضيء لأهالي غزة ليلهم، وتخفف من وطأة القذائف عليهم، ونجح جند الله "البرق" في إعادة طائرات الاحتلال إلى جحورها، بعدما جن جنونها تلك الليلة الدامية.

البرق يضيء ليل غزة 

سوء الأحوال الجوية يتسبب في تأخر الاجتياح البري

سوء الأحوال الجوية وتأخر الاجتياح البري

لم تكن الأمطار والبرق فقط جنود الله في تلك المعركة، التي يخوضها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الغاشم، ففي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن بدء الاجتياح البري للقطاع منتصف أكتوبر، كانت "الرياح" هي جند الله، الذي أجل العملية لأكثر من 10 أيام، فوفقًا لـ مصادر مطلعة داخل الجيش الإسرائيلي، صرحت لوسائل إعلامية عبرية وعالمية مثل ذا صن، وديلي ميل، بأنه كان من المقرر بدء الاجتياح قبل 15 أكتوبر، وكانت الجنود قد انتشرت على الحدود، إلا أن سوء الأحوال الجوية تسببت في تأخر العملية، والتي بدأت مساء السابع والعشرين من أكتوبر، لينجح جند الله “الرياح” في تأجيل الهجوم الغاشم على القطاع اثني عشر يوما.

تابع مواقعنا