للمراقبة والإزعاج.. الزنانة طائرة إسرائيلية بدون طيار لا تفارق سماء غزة
«حزن وشفقة وخوف».. بعض من المشاعر الإنسانية التي قد تصيبك وتؤثر فيك بعد دقائق قليلة من جلوسك أمام شاشات التلفاز أو هاتفك المحمول بعد رؤية الشهداء خاصة من الأطفال الذين سقطوا من الفلسطينيين في قطاع غزة بصواريخ وقنابل جيش الاحتلال الإسرائيلي، يقابلها شعور بالقلق والتوتر من صوت مزعج لا يفارق البث المباشر الناقل للتغطية هناك ولا يبرح سماء قطاع غزة المحتل في السلم ويتزايد مع أيام الحرب وهو صوت طائرات الاستطلاع بدون طيار الإسرائيلية أو كما يطلق عليها محليا بـ “ الزنانة”، فمن نجا منهم من القصف الغاشم يتعايش مع صوت مزعج يحاول التحليق داخل العقول لكن دون جدوى من تحقيق هذا الهدف.
الزنانة طائرات بدون طيار في سماء غزة
«شوفت الذباب اللي يظل ملبط عليك يقرفك تقريبا بتشبهه».. هكذا يصف الفلسطيني مصطفى قاسم، والذي قدم من غزة للدراسة في جامعة الأزهر بالقاهرة؛ قبل أيام من عملية طوفان الأقصى، الصوت الشهير لـ طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، مؤكدا أن سكان قطاع غزة يطلقون عليها محليا اسم “الزنانة” بسبب صوتها المزعج ومكوثها في سماء القطاع على مدى 24 ساعة لا تغادره.
ويوضح الفلسطيني مصطفى قاسم، أن وظيفة الزنانة الرئيسة تتمثل في الاستطلاع والمراقبة وتصوير القطاع بالكامل وأي حركة فيه، كما أنها تمثل نذير شؤم وقلق في بعض الأحيان قبل استهداف أحد الأشخاص، مؤكدا أن جميع سكان قطاع غزة يعلمون أنهم مراقبين لكنهم في المقابل تعودوا بشكل كبير مع هذا التقييد وتعايشوا مع هذا الصوت المزعج الذي لا ينال من عزمهم أو يؤثر فيهم.
إسرائيل تسيء استخدام الطائرة الزنانة
وخرقت إسرائيل قوانين الحرب وأساءت استخدام تلك الطائرات، كما هاجمت بأحد أدق الأسلحة في ترسانتها العسكرية من طائرات الاستطلاع "الزنانة"؛ في أثناء حربها على قطاع غزة من ديسمبر 2008 لـ يناير 2009؛ والتي أطلقت الصواريخ الموجهة منها صوب المدنيين الفلسطينيين في غزة، وذلك حسب تقرير سابق نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش.
ويدين التقرير الذي نشرته المنظمة الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان، الطائرات الإسرائيلية بدون طيار والتي تمتلك مجموعة من المجسات المتطورة، والتي تجمع كثيرًا ما بين الرادار القتالي والكاميرات الكهربية البصرية وكاميرات الأشعة تحت الحمراء والليزر، والتي توفر صورة جيدة للأشخاص على الأرض ليلًا ونهارًا، مع القدرة على التمييز بين الأطفال والكبار، إلا أنها استهدفت العشرات من المدنيين الأبرياء.
الفلسطينيون أكثر الشعوب إقبالا على الحياة رغم الحروب
«المناعة النفسية والمقاومة العالية».. يشخّص الدكتور هشام ماجد استشاري الطب النفسي، الحالة النفسية للشعب الفلسطيني رغم ما واجهه ويواجهه طوال أكثر من سبعين عاما من التهجير والقصف وتدمير المنازل، مؤكدا أنه لديهم قدرة ومقاومة ومناعة نفسية انعكست كذلك على سلوكهم، فلديهم القدرة على المقاومة والتحمل، كما أنهم من أكثر الشعوب إقبالا للحياة ومحبين لها.
ويوضح استشاري الطب النفسي الدكتور هشام ماجد، أن أصوات الطائرات الزنانة؛ تأتي ضمن الحروب النفسية والمعنوية الممنهجة على الشعب الفلسطيني لمحاولة التأثير على الحالة النفسية والمعنوية، لافتا إلى أن صوتها قد يحمل معانٍ غير معروفة، قد يكون سببها الترصد أو المراقبة أم الهجوم وقصف صاروخي مترقب حدوثه.
ويشير إلى أن صوتها قد يكون له تأثيرات نفسية على الأطفال، قد تتسبب في مشاعر الخوف والإصابة باضطرابات خلال النوم وذعر ليلي وقد يدخل في نوبات في الخوف، وتظهر أعراضها على الكبار من خلال القلق والتوتر وعدم القدرة على التركيز أو العمل أو التحصيل الدراسي وقد يصل للاكتئاب، مؤكدا أنه رغم تلك الأصوات التي تصدرها الطائرات الزنانة فإن تأثيرها ضعيفا على أن الشعب الفلسطيني والذي تعود عليها وعلى مشاهد القتل والترويع ويحاول العيش في سلام.
الطائرات بدون طيار تشكل ربع صادرات إسرائيل من الأسلحة
ووصلت صادرات الأسلحة الإسرائيلية في عام 2022، إلى مستوى قياسي بلغ 12.5 مليار دولار، حيث شكلت الطائرات بدون طيار ربع الصادرات، بينما تلعب شركات الدفاع الإسرائيلية الثلاث الكبرى إلبيت سيستمز، ورافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، وصناعات الطيران الإسرائيلية دورا في سوق الطائرات بدون طيار، وذلك وفق موقع بريكينغ ديفينس الأمريكي المختص في الشؤون العسكرية؛ نقلا عن بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
ويشير المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، إلى أن إسرائيل تعد واحدة من أكبر مشغلي الطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط، وتستحوذ على أكثر من 60% من الصادرات الدولية للطائرات بدون طيار على مدى العقود الثلاثة الماضية، كما يصعب للغاية الحصول على أرقام دقيقة للطائرات بدون طيار الإسرائيلية.
إسرائيل تمتلك 26 نوعا من الطائرات بدون طيار
وتمتلك الشركات الإسرائيلية عددا من الطائرات بدون طيار، والتي تختلف أعمالها بين طائرات هجومية وطائرات مراقبة وتجسس واستطلاع وانتحارية، والتي تصل أنواعها لحوالي 26 نموذجا من الطائرات بدون طيار، من أبرزها هيرميس بأنواعها وهيرون وبايونير ويوفيجن، وفقا لما ذكره موقع ميليتري فاكتوري الأمريكي.