الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

البحوث الإسلامية: دعاة الحضارة والتقدم يرتكبون ممارسات يخجل الإنسان من ذكرها

محمود الهواري
دين وفتوى
محمود الهواري
الأحد 12/نوفمبر/2023 - 05:47 م

شارك مجمع البحوث الإسلامية بـ الأزهر الشريف، في فعاليات المؤتمر الدولي السادس لكلية اللغة العربية بأسيوط، والذي يعقد تحت عنوان: إسهامات ذوي الهمم في بناء الحضارة الإنسانية قديمًا وحديثًا، وذلك بحضور الدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود الهواري مساعد الأمين العام للدعوة والإعلام الديني، وعدد من عمداء ووكلاء وأساتذة جامعة الأزهر.

وقال الهواري خلال كلمته، إن عنوان المؤتمر يدل دلالة واضحة على إدراك واع بصير من الأزهر الشريف بجميع قطاعاته بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رابطًا بين عنوان المؤتمر وبين خلق شنيع رفضه الإسلام ومنعته الشريعة، وهو خلق التعصب أو التمييز، مشيرًا إلى أن هذا الخلق الشنيع أحد الأسباب التي أدت إلى هذا العدوان الإرهابي الصهيوني؛ إذ ظن بنو صهيون أنهم أمة متميزة، وأن ما يجري في عروقهم يغاير ما يجري في عروق الناس، ولعل هذا الإحساس بالتميز قد نقده ونقضه القرآن. 

مؤتمر لغة عربية بأسيوط

وأضاف الأمين المساعد أنه في الوقت الذي نُقر فيه بوجود فوارق بين الخلق بمقتضى الحكمة الإلهية؛ إلا أننا نسلم أيضا لله عز وجل حين نادى بالمساواة، فهناك تمايز بين البشرية، تمايز يثري الحياة، وهو ضمانة استمرارها واستقرارها، أما التمايز على عصبية فذلك مرفوض شرعا وعقلا وإنسانية، موضحًا استحسان تخصيص الثالث من ديسمبر من كل عام ليكون يوم الاحتفال والاحتفاء بذوي الهمم، الذي تطوف فيه المنظمات الأممية حول ضمان حقوقهم وإدماجهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

أوضح الهواري أن المجتمعات على درجات في التعامل مع ذوي الهمم، فمجتمعات لم تعتن بهم ولم تقدم لهم يد العون، ومجتمعات أخرى ساعدتهم وعملت على حمايتهم، وساوتهم بغيرهم، فكلما كانت المجتمعات أكثر رعاية للمحتاجين من ذوي الهمم أو المحتاجين عموما كنت أليق بوصف الإنسانية والتحضر. 

وأشار إلى أن أوطاننا وبلادنا أقدامها راسخة في الحضارة والمدنية، وفي المقابل سنرى بلادا تدعي الحضارة وتاريخها مزيف، أما بلادنا فقد كتب على جدران معابدها: لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تعبس في وجهه، فالإنسان صنع من طين وقش، والله هو خالقه وهو القادر على أن يهدم ويبني كل يوم، وأما الدول التي يشار إليها بالتقدم والحضارة، فنرى في تاريخها من الممارسات ما يخجل الإنسان من ذكره؛ فقد عانى ذوو الهمم من إهمال واضطهاد صارخ، بل كانت بعض المجتمعات تقضي وتحكم بإهمالهم ووصل الأمر إلى إعدامهم.

وأشار الأمين المساعد أن الإسلام عامل الأصحاء بمنطق المساواة وعامل المرضى الضعفاء بمنطق المواساة، لم يحرم هذا من هذا ولا هذا من هذا فكانت المساواة والمواساة للناس جميعا؛ حيث حملت السيرة النبوية التأصيل النظري والتطبيق العملي لحقوق ذوي الهمم، فجاءت مؤكدة أن ذوي الهمم لهم الأولوية في الرعاية والاهتمام، وأنهم لا يقلون عن الأصحاء في شيء، حيث أتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصة التميز وإبراز المواهب واكتشاف الطاقات، مؤكدًا أن في ماضي أمتنا وحاضرها، صورٌ وشواهد كثيرة على أن الابتلاء بنقص حاسة أو عضو لم يكن عائقًا عن النجاح والتميز، بل كان في كثير من الأحيان سببًا في الإلهام، وبث روح الإصرار واستخراج مكنون العزم، مع التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه، واستمداد العون منه سبحانه.

تابع مواقعنا