الرقية الشرعية كاملة لعلاج السحر والمس والعين والحسد.. على الماء والألم
يبحث الكثيرون عن الرقية الشرعية كاملة لعلاج السحر والمس والعين والحسد، فرغم أن تلك الأمراض الـ 4 تختلف في طريقة إصابة الإنسان بها، إلا أن العلاج واحد وجاء في القرآن والسنة وأثبتته التجارب العملية، فما هذا العلاج الواحد وكيف يتم تطبيقه بشكل صحيح بعيدًا عن الإضافات الدخيلة أو الآراء المختلفة؟، هذا ما نعرضه عبر القاهرة 24 مع شرح طريقة التخلص من العين والسحر.
الرقية الشرعية كاملة لعلاج السحر والمس والعين والحسد
تشمل الرقية الشرعية كاملة لعلاج السحر والمس والعين والحسد آيات قرآنية وأدعية وبعض المطالب لتحقق مفعولها كاملًا، ويفضل أن يرقي الإنسان نفسه أو يرقيه أحد الموثوق فيهم وفقًا لأحكام وشروط لابد من توافرها، ونعرض فيما يلي كل ما يخص الرقية الشرعية.
معنى الرقية الشرعية
وتحدثت دار الإفتاء المصرية عن معنى الرقية الشرعية فقالت في فتوى رسمية لها إن الرقية هي العُوذة والجمع رُقى، ورجل رقاء: صاحب رقى، يقال: رقى الراقي رقية ورقيًا إذا عوذ ونفث في عوذته، واستدلت بقول ابن الأثير "إن الرقية العوذة التي يُرْقَى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات".
وتعني الرقية الشرعية اصطلاحًا بأنها ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء، والرقية الشرعية هي كل ما يرقي به الإنسان نفسه أو يرقيه غيره بطرق شرعية تخضع لأحكام وآداب الشريعة الإسلامية ولا تخرج عن الآيات القرآنية والأدعية والأذكار الصحيحة.
حكم الرقية الشرعية
وأكدت دار الإفتاء حول حكم الرقية الشرعية، أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى جواز الرقية من كل داء يصيب الإنسان، مع ضرورة الأخذ بباقي أسباب العلاج والشفاء الأخرى، التي جعلها الله سبحانه وتعالى في كونه سببًا لذلك.
آداب الرقية الشرعية
وعن آداب الرقية الشرعية، فندت دار الإفتاء المصرية شروط وأحكام يجب توافرها في الرقية الشرعية وآداب يلزم اتباعها وهي:
- أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته.
- أن تكون باللغة العربية أو بما يُعْرَف معناه من غيره.
- أن يُعْتَقَدَ أنّ الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بإذن الله تعالى وقدرته.
- الحذر من الدجالين الذين يحتالون على الناس ويأخذون أجرًا منهم بدعوى أن هذه رقية.
- قصَد الصالحين ممن عُرِفت أمانتهم وعدالتهم ولا مانع من عطيتهم أجرًا.
ومن آداب الرقية الشرعية أيضًا:
- ألا تفعلها المرأة لدى أجنبي عنها ولا يمس جسدها أبدًا ويمكن أن يعتمد الراقي على وضع يده فوق يد زوجها المثبتة على جبهتها.
- تستخدم قراءة فقط أو شرب أو وضوء أو استحمام بماء مقروء عليها أو جميع ما سبق معًا.
- لا تلقى المياه المقروء عليها الرقية في المصارف ودورات المياه ولكن في أماكن لا يمكن تدنيسها أو السير عليها.
- يغتسل بها كغسل الجنابة والحيض عند استخدامها في الاستحمام بها، على أن يتم ذلك بعيدا عن دورات المياه.
- يضع الإنسان الماء قرب فمه وينفث فيه بين الحينة والأخرى أثناء القراءة ويمكن تزويد المياه المقروء عليها بمياه عادية لزيادة كميتها.
- لا تستخدم الأعشاب التي يستخدمها الدجالون والمشعوذون عند الرقية الشرعية ويجو استخدام البخور أو ورق السدر فقط.
- عند رقية الأطفال أو الزوج توضع كف اليد اليمنى على الجبهة عند القراءة.
- تشفي الرقية الشرعية من جميع الأمراض المؤذية مثل السحر والحسد والعين والمس وبعض الأمراض العضوية كالصداع والأمراض النفسية كالقلق والتوتر وغير ذلك.
- لا تغني الرقية الشرعية عن الدواء الطبي بل تدعم الشفاء بإذن الله.
- لا تستخدم أي لغة غير العربية والطلاسم والرسومات أو ما لا يعرف مصدره ولا يقره الشرع، ولا التمائم أو الأحراز إلا إذا احتوت قرآن أو أذكار وأدعية مع مراعاة عدم دخول المرحاض أثناء ارتدائها وعدم تعريضها للإهانة والتلوث.
آيات الرقية الشرعية
وتتضمن آيات الرقية الشرعية التي يتم الاستعانة بها لعلاج كل من السحر والحسد والعين والمس، بعض ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم واستخدمه عندما تعرض للسحر مع بعض الآيات التي يرى الرقاة أنها تفيد في زيادة تأثير العلاج بالرقية الشرعية على المرض النفسي أو العضوي، ويمكن اختصار تلك الآيات فيما يلي:
- الفاتحة.
- المعوذتين.
- آية الكرسي.
- الإخلاص.
- آخر آيتين من سورة البقرة.
الرقية الشرعية بالفاتحة
وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم الرقية الشرعية بالفاتحة، إذ يكفي الإنسان الفاتحة فقد لرقية نفسه أو غيره، فقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كَانُوا في سَفَرٍ، فَمَرُّوا بحَيٍّ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ، فَقالوا لهمْ: "هلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فإنَّ سَيِّدَ الحَيِّ لَدِيغٌ، أَوْ مُصَابٌ"، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: "نَعَمْ"، فأتَاهُ فَرَقَاهُ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِن غَنَمٍ، فأبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقالَ: "حتَّى أَذْكُرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ"، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: "يا رَسولَ اللهِ، وَاللَّهِ ما رَقَيْتُ إلَّا بفَاتِحَةِ الكِتَابِ"، فَتَبَسَّمَ وَقالَ: "وَما أَدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟" ثُمَّ قالَ: "خُذُوا منهمْ، وَاضْرِبُوا لي بسَهْمٍ معكُمْ"، رواه البخاري ومسلم.
كيف أرقي نفسي من العين والحسد مكتوبة؟
ولعل السؤال الأكثر أهمية كيف أرقي نفسي من العين والحسد مكتوبة؟، فقد أجاز الشرع الرقية بكل ما يجو به من قول شرعي وآيات أثبتت التجارب العملية نفعها في علاج السحر والحسد والعين والمس، ولكن قبل عرض العلاج القرآني والشرعي للأمراض الخفية، لابد من بيان الفرق بين تلك الأمراض.
الفرق بين السحر والمس والعين والحسد
يكمن الفرق بين السحر والمس والعين والحسد فيما يلي:
- السحر: وهو نوعان؛ سحر التخييل وهو أن يرى الإنسان الشيء على غير حقيقته، وسحر الأذى وهو ما يستخدمه الساحر من أجل إلحاق الأذى بالمسحور مستعينا بالجن والشياطين والأعمال السفلية وغيرها مما يؤثر على جسد الإنسان وعقله ونفسيته، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت "كَانَ رَسُولُ اللهِ سُحِرَ حَتى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتى النِّسَاءَ وَلا يَأْتِيهِنَّ"، رواه البخاري.
- المس: وهو تسلط الجن على الإنسان وتأثيره على عقله لإضعاف إيمانه وهو لا يختص بالشياطين فقط بل يشمل عموم الجن، مسلمهم وكافرهم، ولا يشترط حدوث سحر ويمكن أن يسببه قرين الإنسان، ويسبب وسواس قهري وضعف إيمان وإلهاء عن ذكر الله وعلاجه بالذكر، وقد أوضحه الله تعالى في قوله "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس".
- العين: يعني رؤية النعمة واستكثارها على صاحبها أو تمني زوالها منه، ويشترط هنا الرؤية، كأن يرى الإنسان تغير حال إنسان لوضع دنيوي أفضل أو أنه يملك سيارة ضخمة فتصيبه عينه بتمني زوال النعمة، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ" رواه البخاري.
- الحسد: هو استكثار للنعمة وتمنى زوالها ولكن لا تشترط الرؤية وتحصل بمجرد سماع أخبار الإنسان وترقيته في حياته أو عمله أو تغير أحواله للأفضل، وقد يجتمع العين والحسد معًا إذا حدثت الرؤية، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، أَنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟" فَقَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: "بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ" رواه مسلم.
كيف أرقي نفسي من العين والحسد مكتوبة؟
يتساءل البعض كيف أرقي نفسي من العين والحسد مكتوبة؟، وهي خطوات بسيطة يمكن لأي إنسان أن يفعلها لنفسه دون اللجوء لشيخ أو راقٍ، وتتمثل فيما يلي:
- يتوضأ المسلم ثم يحضر زجاجة من الماء كبيرة وممتلئة لآخرها.
- يقرب فم الزجاجة من فمه بحيث تقترب لأقرب مسافة ممكنة.
- يقرأ المسلم آيات الرقية الشرعية وأدعيتها مع النفخ الخفيف "النفث" ويتأكد من اهتزاز الماء إثر النفث بين الحين والآخر أثناء قراءة الرقية.
- يشرب الإنسان من المياه ويتوضأ منها ويغتسل بها مع أفضلية أن تكون الماء باردة تيمنًا بقوله تعالى "هذا مغتسل بارد وشراب.
- يتخلص من الماء بطريقة آمنة فلا يلقيها في الحمام أو مصرف الماء في المطبخ وغيره، بل يتعامل معها معاملة القرآن لا يجب المشي عليها أو تدنيسها، فيرشها مثلا على سطح منزله أو أي مكان آمن.
- يتوكل على الله موقنًا بنفع العلاج بإذن الله وليس بفعل الرقية.
- يمكن بدلا من كل ما سبق الوضوء وقراءة الرقية على موضع الألم مباشرة مع النفث ويكفي الفاتحة للرقية أو زيادة ذلك.