سفير إندونيسيا بالقاهرة: نشجع أبنائنا على الدراسة بالأزهر الشريف.. والأعداد تزداد كل عام
واصل علماء الأزهر الشريف وقيادات السفارة الإندونيسية بالقاهرة، تكريم الخريجين والمتفوقين من الطلاب الإندونيسيين خريجي الأزهر الشريف.
وأعرب الدكتور لطفي رؤوف، سفير إندونيسيا في مصر، عن بالغ تقديره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر؛ لحسن عنايتهم بالوافدين.
سفير إندونيسيا في مصر: نشجع أبنائنا على الدراسة بالأزهر الشريف والأعداد تزداد كل عام
وأشار إلى أن إندونيسيا تشجع أبناءها للدِّراسة في الأزهر الشريف، وأن الأعداد تتزايد عامًا تلو الآخر؛ فخلال هذا العام تم الاحتفال بتخريج أكثر من ألف وخمسمائة من مختلف الكليات النظرية والعملية، منهم من احتفلنا به في الحفل العام الذي نظمه الأزهر الشريف منذ أسبوع، والباقي 1101 احتفلنا بهم أمس واليوم، وقد لاحظنا تطورًا في تفوق الطلاب؛ فمنذ عامين نجحت طالبتان في الحصول على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وفي العام التالي حصل 11 طالبًا على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وفي هذا العام حاز 35 طالبًا على على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
وأوضح الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن طلاب إندونيسيا يشتهرون بأدبهم في طلب العلم، وصبرهم على تلقيه، مقدمًا الشكر لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، ولقيادات الأزهر الشريف الذين يرحبون بطلاب العلم من كل مكان، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف هو المنقذ والمرجع للعالم؛ لِمَا يتميز به منهجه من وسطية واعتدال، مؤكدًا أن المنهج الأزهري يتميز بالتدرج في العلوم مما يساعد في بناء العقلية الفكرية لطالب العلم، كما يتميز بانتقال العلوم عن طريق السند، وهو ما يضمن لطالب العلم الأدب في التلقي، إضافة إلى تميز المنهج بالموضوعية والتجرد وتجنب الهوى.
وأضاف الدكتور مهنا أن العلوم الشرعية تعمل على خدمة البشرية، وأن الأزهر الشريف يعمل على تخريج طالب يتميز بأربعة أمور تتمثل في: (إدراك النص، والواقع، والغير، والنفس)؛ حيث يدرك النص بكل مستوياته، ويدرك الواقع الذي ينزل عليه النص؛ فقد تتغير الأحكام مع تغير الواقع، ويدرك الغير؛ لأن الأحكام تختلف باختلاف حال المخاطب، ويدرك النفس؛ لأنه يتحدث عن الدين فلا بد أن يعرف نفسه ويحذر من شرورها.
وأكد السفير عبد الرحمن موسى، مستشار شيخ الأزهر الشريف للعلاقات الخارجية، أن الأزهر الشريف يفخر بأبنائه الوافدين، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يوليهم اهتمامًا كبيرًا ورعاية خاصة، وأن التخرج ليس نهاية المطاف لكنه بداية لنشر ما تعلمتموه في الأزهر الشريف من مبادئ الإسلام السمحة؛ لتحقيق الرفاهية للإنسان والبشرية جمعاء.
وقدم الدكتور هان علوم الدين في كلمته نيابة عن الخريجين الشكر للأزهر الشريف والسفارة اللذين كانا داعمينِ في المُلمات، فكانا خير عون في المساعدة، وتحمل ألم الغربة وفراق الأهل والوطن قائلًا: إن هذا اليوم لَمن أسعد أيام حياتنا حيث حققنا الحلم المنشود؛ فتخرّجنا من أعرق وأكبر مؤسسة دينية علمية في العالم جامعة الأزهر، وانتماؤنا للأزهر الشريف لهو مدعاة للفخر وحافز لنا جميعًا للانطلاق نحو المستقبل بكل أمان واطمئنان، كما أن هذه اللحظة هي التي ننتظرها منذ سنوات الدراسة التي مرت بكل ما فيها من ذكريات لا تنسى مليئة بالعراقل والعواقب، وقد نهلنا من العلوم أصفاها، ومن المعارف أنقاها، تعلمنا وتربينا على أيدي علماء الأزهر الأجلاء، فالأزهر الشريف موطن العلماء الأكابر، وصاحب المواقف التاريخية المَجيدة، والمؤلفات الفائقة التي ملأت رفوف المكتبات العلمية في العالم، كما أن خريجيه انتشروا في شتى بقاع الأرض، وهو صاحب التاريخ العلمي الذي نعرفه ومن أجله اطمأنّ المسلمون إليه، وإلى أنه الركن الركين الذي يُسْتَنَد إليه، وهو المنهج العلمي المنضبط في فهم صحيح الدين منهج رصين وسطيّ معتدل يواكب متطلبات العصر ويلبي احتياجات المجتمعات الإسلامية، ويجمع في دراسته بين العلوم اللغوية والشرعية والإنسانية والطبيعية.
وواصل: كما يجمع بين الأصالة والمعاصرة والثبات والتجديد، وهذا المنهج هو سرّ تميز الأزهر الشريف عن سائر المؤسسات الدينية، وهو ما ضمن له البقاء أكثر من ألف عامٍ، وسيظل الأزهر الشريف باقيًا وخالدًا بخلود القرآن والسنة، وهَا نحنُ بعد هذا اليومِ سنكونُ سفراءَ الأزهرِ الشريف فِي وَطَننَا، والأزهرُ أمانة في أعناقنا؛ لذلك في هذا اليوم المبارك ومن فوق هذه المنصة أدعو نفسي وإياكم بأن نقوم بواجبنا تجاه الأزهر الشريف، وأن ننشر رسالته بمنهجه المتميز أينما حللنا وحيثما ارتحلنا، وأُشهدكمْ أمامَ اللهِ أنّنا سنحملُ رسالةَ الأزهرِ الشريف وسنؤدّي الأمانةَ، وسنكونُ ذخْرًا لِأُمّتِنَا وفَخْرًا لِوطننَا.