الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صبري سعد: كنت مساعد مخرج بفيلم همام في أمستردام.. واشتغلت مسرحية لـ ياسر عرفات | حوار

صبري سعد
فن
صبري سعد
الأحد 05/نوفمبر/2023 - 06:30 م

الرزق أنواع، يهبه الله لعباده في أشكال مختلفة، قد تكون الشهرة والانتشار الواسع  أحد صوره، لعل الفنان صبري سعد الهمص أحد هؤلاء المحظوظين، الذين استطاعوا الانتشار بدور واحد فقط في السينما المصرية ولم ينسه الشعب العربي وليس المصري فقط، وهو شخصية سيد شُعلة بفيلم همام في أمستردام، رغم مرور ما يقرب من 24 عاما، إلا أن دوره يظل محفورًا في وجدان الجمهور رغم مرور ما يقرب من ربع قرن على الفيلم، وتعددت الأقاويل بعد ابتعاده عن السينما المصرية على مدار السنوات الماضية، وتباينت بين اعتزاله التمثيل وبين هجرته إلى هولندا بعد مشاركته بالفيلم. 

ونتطرق لكل تلك الأقاويل خلال حوار أجراه القاهرة 24 مع الفنان صبري سعد الهمص، الذي فتح قلبه وسرد تفاصيل محطات هامة في مشواره الفني وصولًا إلى فيلمه الأخير المطروح على منصة نتفليكس، خلال السطور الآتية: 

في البداية.. كيف حصلت  على دور سيد شُعلة في فيلم همام في أمستردام؟

عندما وصل فريق عمل الفيلم إلى هولندا تواصل المخرج عمرو عرفة وسعيد حامد مع المنتج المنفذ الهولندي حتى يساعدهما في إنتاج الفيلم، وطلب منهما المنتج المنفذ الاستعانة بي، وعندما هاتفوني للمشاركة رحبت كثيرًا للعمل كمساعد مخرج، وعندما بدأنا في تحضيرات الفيلم وتوجهنا لمقابلة casting director علم المخرج عمرو عرفة وسعيد حامد  بأنني ممثلًا، ومن ثم عرضوا عليّ دور “سيد شُعلة” وطلبوا مني إبلاغهم ردي خلال نصف ساعة فقط، وأعجبني الدور بالفعل عندما قرأته فوافقت. 

لماذا اختفيت بعد فيلم همام في أمستردام عن السينما المصرية؟ 

بعد فيلم همام في أمستردام لم أُوفق على المشاركة بأعمال مصرية، وطُلب مني أن أمكث في مصر وأترك هولندا، بعدما أسست لحياة كاملة في هولندا منذ عام 1978، حيث إنني شاركت بالفيلم بعد زواجي وإنجابي وكنت في بداية مشواري بالتمثيل في أمستردام.

شخصيتي “همام” و"سيد" عبارة عن نموذجين للمغتربين في  أوروبا.. تجربتك في هولندا أشبه لأي نموذج منهما؟ 

لم تكن حياتي كمغترب همام أو سيد طوال الوقت، حيث إن هناك أيامًا كانت صعبة بطبيعة الحال وتشبه حياة شخصية سيد، وأيامًا أخرى موفق بها، فأيامي الأولى بهولندا كانت جيدة جدًا ولا توجد بها أي عراقيل، وكأن المشوار يحدثني “هل تستكمل طريقي أم ستعود لبلدك؟”، ولم أمر بأيام تجعلني مضطرًا للعودة إلى مصر.

حدثنا عن ذكريات طفولتك ونشأتك؟

وُلدت في إمبابة تحديدًا في مساكن تاج الدول خلف قسم إمبابة، وكنت طفلًا لطيفا ومتفوقا بالدراسة ولم أكن أحب نشوب الخلافات وابتعد عنها دومًا، وذلك ليس لأنني أخاف من الشجار ولكن أحب الحفاظ على ملابسي من الاتساخ، وسرت على نفس الوتيرة في حياتي، أحرص على نظافة مظهري وشكلي وداخلي أيضًا.

متى بدأت اكتشاف هواية التمثيل بداخلك؟

في فترة الطفولة، عندما كنت في التاسعة من عمري رافقت خالي أحمد، إمام أحد المساحد رحمة الله عليه أثناء إلقائه الخُطب، وكان إنسانًا لبقًا ولديه فن الإلقاء، فكان هو أول شخص استلهمت منه فكرة الوقوف على المسرح، وعندما تقدمت في العمر أدركت أن ميول الإلقاء واستخدام الصوت وأسلوب السرد استلهمتهم منه، لإعاجبي بأدائه على المنبر، حيث إن المسرح يعتبر منبرا فنيا، بالإضافة إلى أنه لا يستطع أي شخص الوقوف على المسرح ولن يستكمل بمجال المسرح شخص ليست لديه رسالة لتقديمها.

من أين أتت لك فكرة الهجرة والابتعاد عن مصر منذ عام 1978؟

بعد فترة الإعدادية والثانوية أدركت أنني لا أريد أن أكون إمام مسجد، وبدأت التفكير جديًا في خوض مجال الفن “عفريت الفن ركبني”، ومن ثم أوضحت لمَن حولي ميولي، كما أنني في ذلك الوقت كنت أبحث عن الحرية سواء حرية التعبير أو حرية في الشكل العام من مظهر وكلام وأداء، وقبل سفري من مصر كانت هناك قيودا مجتمعية وأعتقد أنها ما زالت موجودة حتى الآن ولكن بدرجة أقل، وفي عام 1978، كنت أصفف شعري وأهتم بملابسي، وذات يوم ركبت أتوبيسًا متوجهًا للجامعة، وارتديت قميصًا مشجر، ولكن لم يكن مظهري خارج نطاق المبادئ والمنطق، فقط كنت أعبر عن نفسي، وإذ فجأةَ وجدت رجل يصفعني ويقول لي “أنت عامل لي فيها عبد الحليم حافظ”، ولم أقابل ذلك الرجل من قبل ولم أوجه له كلمة، فالمشهد كالتالي رجل لم يعجبه مظهري فقرر التعدي على حريتي الشخصية، وتسببت لي تلك الصفعة في مفاجأة وصدمة، وقررت الهبوط في أقرب محطة وعُدت إلى منزلي سيرًا على الأقدام، وفكرت مليًا في الأمر، وقررت السفر إلى هولندا، وبالمناسبة أكتب حاليًا كتاب أسرد به تفاصيل بحياتي الشخصية ومشواري الفني، وذكرت به تلك الواقعة، وأذكر أن هناك مثلًا شعبيًا يقول “كُل ما يعجبك والبس ما يُعجب الناس”، وكنت ضد المقولة كثيرًا فأنا أريد “كُل والبس ما يُعجبك”.

وما مميزات وعيوب الهجرة التي واجهتها؟

عندما هاجرت كانت الأمور جيدة “الدنيا لسه بخيرها”، وكانت البلد جديدة ولدى الشعب الهولندي حب التعرف على الناس الجُدد، ولكن حاليًا الناس أصبحت “مستكفية”، زمان كان من الممكن أن أتحدث مع أي شخص بالشارع ومن ثم نتحسي قهوة سويًا، حاليًا لا يحدث ذلك الأمر، أما بالنسبة للعيوب فكان من الصعب إثبات ذاتي في مكان جديد، هذا إلى جانب الضرائب التي يدفعها المهاجر عن الابتعاد عن دفء العائلة، كما أن لدى المصريين قدرة تحمل كبيرة يُحسدوا على تحليهم بها، وذلك الأمر مفتقده كثيرًا، فالهولنديون معاملتهم جافة و"غلسة".

ماذا عن خطوة الزواج؟

تزوجت 3 مرات وأنجبت أربعة أبناء، وهم: شادي وأشجان وشاهين من طليقتي ليزا، وفتاة تدعى فيروز من زوجتي الحالية، تزوجت لأول مرة في عامي الحادي والعشرين عندما هاجرت إلى هولندا، ولم أنجب منها، عشنا سويًا في بلدة ريفية اسمها آرنم، وأسست حياتي معها ودخلت معهد التمثيل هناك، ومن ثم ظهرت المشاكل بيننا، لم تكن تحب الفن ومهنة الفن صعبة إذا لم يكن شريك الحياة متفهمًا ستكون الحياة صعبة، فانفصلنا، وبعد تخرجي من المعهد عُدت إلى أمستردام وتزوجت من “أم العيال”، عندما بلغت عامي السادس والعشرين، وهي كاتبة وممثلة.

ألوان الوطن | صاحب جملة "تعبان يا همام".. سيد شعلة وأبنائه على غلاف مجلة هولندية
أبناء صبري سعد 
أبناء صبري سعد 

لمَ حرصت على أن تكون أسماء أبنائك مصرية؟

إذا لم توافق زوجتي لم أكن سأطلق عليهم تلك الأسماء، فأنا لم أقتنع بالأسماء الأجنبية وعندما كنت أحاول تخيل أحد الأسماء أنزعج من الفكرة “جاك أو هانك أو يورون صبري الهمص”، فقررت اختيار أسماء مصرية عربية ويتم نُطقها بالهولندي جيدًا، فكونت إمبراطورية شين، الأول كان شادي ومن ثم أشجان ومن ثم شاهين، ولكل اسم حكاية، حيث أطلقت على نجلي الكبير شادي حبًا في المخرج شادي عبد السلام، بينما أطلقت اسم شاهين نسبةَ وحبًا في المخرج يوسف شاهين، بينما اسم أشجان يعود لزيارتي في بلدة منشأي بالمنوفية وسمعت سيدة تهتف باسم ابنتها أشجان بحثًا عنها في الأرجاء، فأعجبني الاسم وعلق في ذهني حتى أطلقته على ابنتي.

تصدرت تريند مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بصورك مع أبنائك.. حدثنا عن كواليس جلسة التصوير؟

جلسة التصوير كانت لإحدى المجلات، وخضعنا للتصوير منذ ما يزيد  عن عامين، ورغم قِدم الصور إلا أنها تنتشر بين الحين والآخر، وأود توضيح أن الفتاة الموجودة بالصورة هي ابنتي أشجان وليست طليقتي ليزا.

هل يتحدث أبناؤك اللهجة المصرية؟

للأسف؛ لأنني حرصت على إتقانهم الهولندية، حتى لا يعانون من أي شيء في بلدهم، ولا يتعرضون لأي عنصرية ولا يوجه لهم أحد عبارة “أنتم عرب وتمشوا من هنا”، أردت أن يأخذوا حقهم في بلدهم.

هل عانيت من العنصرية في هولندا؟

العنصرية موجودة، ولكن لم أعاني منها، ولكن أصعب ما واجهني هو أنه ليس من السهل إطلاقًا حصول ممثل عربي على دور بطولة في عمل إذا لم يتقن الهولندية عن ظهر قلب، فأنا حاربت كثيرًا للحصول على الأدوار التي أريدها، وعندما لم أجد، صنعتها بنفسي، فأنا شاركت في 5 مسرحيات عن شخصيات عربية مثل شخصية ياسر عرفات، ومسرحية أخرى حول كيف أن تكون مسلمًا وعربيًا تعيش في هولندا، وغيرها من الموضوعات التي تثقلهم بتفاصيل ثقافتنا ونشأتنا.

طُرح لك مؤخرًا فيلم Crypto Boy.. لمَ حرصت على تغيير ملامح وجهك بالكامل؟ 

عندما أرسلت تريلر الفيلم لشقيقي يحيى لم يلاحظ وجودي بالتريلر، وعلق على أداء نجلي شاهين فقط بالفيلم، فسألته ماذا عني؟ أخبرني أنه لم يستطع التعرف على ملامح وجهي، فأنا أحب الاندماج في الدور، وأردت أن ألعب شخصية مختلفة تمامًا عني، وتلك كانت متطلبات الشخصية، ونجلي أيضًا شاهين يشارك بالفيلم ويلعب دور نجلي الذي يدعى أمير، الفيلم جيد بالنسبة لنا كعائلةً حيث يعتبر تاريخي، فالفيلم من بطولتي ونجلي شاهين الهمص وإخراج شادي الهمص، وأتمنى أن تكون بداية لأعمال مشتركة بيننا.

صبري سعد 

كيف اجتمعت مع أبنائك في فيلم Crypto Boy؟

نجلي شادي جمعنا بالفيلم، فبعدما نجح فيلم Forever Rich من إخراج نجلي شادي، وطلبت منه منصة نتفليكس عرض لباقي أفكاره بعدما أعجبهم فيلمه الأول، وعرض عليهم فكرة فيلم Crypto Boy وطلب مشاركتنا بالفيلم ووافقوا على الفور، الأمر من الممكن أن يكون صعبًا في حالات أخرى، ولكن لم تستغرق فكرة الإقناع سوى نصف ساعة فقط.
 

لن نستطيع الإغفال في حوارنا التحدث عن القضية الفلسطينية وبما أنك تعيش في بلد أوروبي.. هل المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مفيدة للمجتمع الغربي عن القضية؟

بالطبع، الأصوات والتحدث له أثر وفرق واضح، وحرص العديد منا على التحدث عن القضية، منهم باسم يوسف ومحمد صلاح، بالإضافة إلى الفنان رمزي نصر الذي يعيش بهولندا ولكنه أيضًا من أصول فلسطينية، ومن المهم توصيل رسالتنا للناس؛ الأحداث الواقعة لا يجوز الإغفال عنها والسكوت، وأنا مغموس بالقضية الفلسطينية منذ ولادتي، وأعلم أن الشعب الفلسطيني مهجر وأرضه مأخوذة، ورغم تلك المأساة يُقتل أيضًا.

أخيرًا.. هل تستطع العودة إلى مصر والعمل بالمجال الفني بها مرة أخرى؟

لن أترك هولندا، ولكن إذ عُرض عليّ عمل جيد سأحاول التوفيق في المواعيد بين البلدين، وأرحب كثيرًا بذلك.

تابع مواقعنا