ديمقراطية الغابة.. إذا قتل فيهم القوي دعموه؟!
أليست كل حرب جريمة.. بدأها رجال نرجسيون متعطشون للسلطة واغتصاب المقدرات ضحوا عن طيب خاطر بحياة الضعفاء لتحقيق أهدافهم الأنانية.. اللد وصبرا وشاتيلا وغزة وخان يونس وبيت ريما والمعمداني والأندونيسي والتركي وجباليا والفالوجا.. عشرات المجازر والقائمة تطول.. آلاف الشهداء المدنيين والأطفال والنساء والعجائز.. قصف للمستشفيات ومراكز الإيواء ودور العبادة والمدرس والجامعات.. حرب وحشية تنقلها الوكالات بالصوت والصورة.. وجرائم غابت عنها المحاسبة وتغافلها ضمير الأمم.
إسرائيل دولة محتلة بدعم غربي
إسرائيل الدولة المحتلة القاتلة بدعم غربي ولوبي دبلوماسي وتغطية إعلامية على المستوى الدولي.. ليست طرفًا في نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية غير أنه من الناحية القانونية ووفقًا لنظام المحكمة فإن ولايتها القضائية يمكن أن تمتد إلى الدول غير الأطراف، إذا ما أحال مجلس الأمن للمحكمة أية حالة يشتبه من خلالها بوقوع جرائم تدخل في اختصاص المحكمة.
للمحكمة أن تُحيل وتحاسب على الشبهة.. وما أدراك ما الأدلة الدامغة المؤكدة والموثقة لجرائم جيش الاحتلال وتطرف المستوطنين.. لكن تتقى إشكالية في محاسبة إسرائيل على جرائمها أو حتى محاولات إيقافها عن انتهاك القانون والحياة.. رغبة سياسية غائبة بل إرادة -عن طيب خاطر- مؤيدة ومساندة وداعمة لهكذا ممارسات.. فذلك وطن منشود لليهود يجب حمايته ورعايته وتدليله وتركيع من يجرؤون على المطالبة بأقل حقوقهم.
ليست الإشكالية في قوانين المحكمة أو مآلاتها النظامية في وقت اعترف العالم كله بتك الجرائم وأخرهم المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان التي اعتبرت القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر قد يرقى إلى جرائم حرب معتبرة أن هذه الهجمات غير متناسبة مع القانون الإنساني.
جرائم نسفت المنازل واقتلعت الشجر.. وأنطقت الحجر وأخرجت كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية من صمته بتأكيد أن مكتبه يجري تحقيقات نشطة حول الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، ووصفه بأن هذه الفترة أكثر الأيام مأساوية.
بطريقة ساخرة ومحسوبة وتضر بالملايين ترتكب إسرائيل جرائهما وميزان العدالة الدولي مختل لا يعبر عن العدل والحق.. بل يحاسب الدول والقادة بالمزاج والهوى فالمحكمة التي سعت لإدانة القذافي وأدانت وأصدرت أمرًا بملاحقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جرائمه رغم أن روسيا غير عضو فيها هي ذات المحكمة التي تجاهلت جرائم أمريكا في الفلوجة والموصل وأفغانستان، ومازالت تؤجل وتسوف وتماطل وتدعم هي وغيرها من منظمات العار الغربي ومجالس الصمت الأوروبي المتشدقة بالحرية والعدالة والديمقراطية حق إسرائيل في إبادة جميع البشر ونسف الحجر والشجر وقتل الحياة في فلسطين.
وأقول لهم ما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش :
اخرجوا من ارضنا
من برنا... من بحرنا
من قمحنا... من ملحنا... من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا
من مفردات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
