طلب الأجرة على تعبير الرؤى المنامية حلال أم حرام؟.. أزهري يوضح الحكم الشرعي
تلقى الدكتور عطية عبد الموجود لاشين، أستاذ الفقه الإسلامي بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، سؤالا من أحد المتابعين نصه: رأيت رؤيا منامية فطلبت من أحد المتخصصين في تفسير الرؤى أن يخبرني بتأويلها فطلب مبلغا من المال فهل هذا حلال أو حرام؟.
طلب الأجرة على تعبير الرؤى المنامية حلال أم حرام؟.. أزهري يوضح الحكم الشرعي
وقال العالم الأزهري عبر حسابه على فيسبوك: إن الإسلام حينما أحل أموال الآخرين فإنما أحلها تحت مسميات معينة متعددة منها: البيع حينما يأخذ البائع مبلغا من المال من المشتري فإن ما يأخذه ثمنا للسلعة المعينة المعلومة جنسا وقدرا وصفة أي أخذه مقابل عوض معلوم محقق لمن اشتراه، وكذلك حينما يستأجر أحد الأشخاص عينا أو شخصا ويدفع مقابل ذلك مبلغا من المال تحت مسمى الأجرة، فإنما يأخذه المؤجر أو الأجير نظير استيفاء منفعة معلومة مباحة مقطوع بإذن الله باستيفائها، وحينما يقرض شخصا آخر مبلغا من المال لحاجة المقترض إليه فإن ما يقرضه الآن مقابل رده إليه مرة أخرى حينما يحين الأجل فالمقترض استباح هذا المبلغ بطيب نفس ورضى قلب من المقرض، والمقرض فعل ذلك لأن نتيجة فعله مقطوع بتحقيقها وهو الحصول والنيل على رضا الرحمن في يوم العرض عليه وهلم جرا في الأشياء المشروعة التي تجعل الإنسان في حل من الأخذ من مال الغير.
أزهري: لا يحل لمن منّ الله عليه بتفسير الرؤى أن يطلب على هذا التفسير مبلغا من المال
وأوضح: وبخصوص واقعة السؤال أقول: وعلى الله القبول بأنه لا يحل لمن منّ الله عليه بتفسير الرؤى أن يطلب على هذا التفسير مبلغا من المال لأننا قد علمنا أن أخذ مال الغير يحل حينما يكون المقابل معلوما مقطوعا بتحققه وهذا غير متحقق فيمن يفسر رؤى الناس لأن تفسيره ليس أمرا مقطوعا به ولا محققا حصوله بل هو درب من الظن والتخمين قد يكون وقد لا يكون وإذا كان العوض الذي أخذ المال في مقابله ليس مقطوعا بحصوله ولا متيقنا من وجوده فهذا يكون من باب الغرر والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغرر، والغرر في أحد معانيه عند الفقهاء هو ما تردد بين أمرين أغلب هما أخوف هما، والله أعلم.