الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صراع النفس.. الخطوة الأولى للانتصار على أعداء الأمة

الأربعاء 01/نوفمبر/2023 - 10:10 م

نسمع ونرى كل يوم ما يحدث في فلسطين من جرائم لا تعد ولا تحصى، وانتهاك للحرمات وإيذاء الأطفال والنساء والشيوخ.
فماذا فعلنا حيال ذلك؟
ربما بعضنا ذرف الدموع، والبعض الآخر اشتعل نارا من الغضب في بداية الأمر، ثم رأى أن الأمر قد يطول فقرر أن يريح نفسه من عناء حمل مشاعر الحزن والغضب.

يقول أحدنا: ماذا بإمكاني أن أفعل؟
هل سأذهب لقتال إسرائيل؟

أقول: جميعنا بوسعه أن يفعل شيئا في مواجهة أي عدو، كل في مقامه، فالطالب مهمته الآن أن يتعلم من أجل العلم وليس من أجل الامتحان، والتاجر يسعى بصدق وأمانة ويدخر جزءا بسيطا من أرباحه لنفع الناس.
فهذه الخطوات الأولى لأي انتصار، هل لاحظتم أنها خطوات لحرب النفس!
فلا شيء أصعب على الطالب في وقتنا هذا من الدراسة، ولا أصعب على قلب التاجر من التبرع -إلا فيما ندر-

متى نعلم أطفالنا وشبابنا أن الوطن يحيا بحياتهم؟
ولا حياة للوطن إن لم تكونوا أنتم معلميه وعماله ومهندسيه وشيوخه وعلماءه ومفكريه.
فالوطن بحاجة إلى علمكم وعملكم.

فصدق من قال: "إن صراع النفس أشد من صراع الأعداء".
والحقيقة أننا طالما لا نقدر على الانتصار على أنفسنا فكيف ننتصر على أعداء الأمة؟
كيف سنتغلب على مشكلاتنا التي تحيط بنا؟ والتي هي في الأصل من صنع أنفسنا.

يقول أحدهم: لو فتح لنا الباب لذهبنا لمحاربة إسرائيل!
هل حاربت نفسك أولا؟
هل تؤدي صلواتك في موعدها؟
هل أنت بار بوالديك؟
هل أنت مخلص في عملك؟

إن كانت نفسك التي بين جنبيك تغلبك ولا تستطيع هزيمتها فكيف تنتصر على أعدائك!

فإذا ما أردنا النهضة لأمتنا علينا أولا أن نبدأ بأنفسنا، بالانتصار عليها، والمحافظة على العبادات والمعاملات اللذين بمثابة وجهين لعملة واحدة، نتغلب عليها وقت الدراسة، وقت العمل، وحتى وقت الفراغ، فلا نهضة للأمة طالما أننا لا نستطيع أن نهزم أنفسنا.

وهذه حقيقة ثابتة، وقانون من قوانين الحياة.
حيث يقول سبحانه:
«إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡ»
[سُورَةُ الرَّعۡدِ: ١١]

تابع مواقعنا