الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خبير في الشأن الإسرائيلي: نتنياهو يواجه مصير جولدا مائير.. وإسرائيل تلقت ضربة شديدة في عملية طوفان الأقصى| حوار

القاهرة 24
سياسة
الإثنين 30/أكتوبر/2023 - 04:59 م

من مساوئ الحرب والتي هي بعيدة عن الهزائم والانتصارات العسكرية هي أنها تعطي ملمحا واضحا عن الحقيقة العارية بعيدا عن البروباجندا والحشد ووسائل الإعلام، من ذلك استمرار عملية "طوفان الأقصى" التي كشفت أمام العالم مدى زيف الداخل الإسرائيلي بواقعه وتجلياته.

القاهرة 24 طرحت على طاولة الحوار الذي أجرته مع الدكتور محمد عبود أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس والخبير في الشؤون الإسرائيلية، العديد من الملفات حول الحاضر والمآل في القضية الفلسطينية.. وإلى نص الحوار


هل يتحمل نتنياهو وحزبه ثمن كل ذلك الخنق المتعمد لسكان غزة ومنع أبسط أشكال الحياة؟

 

الواقع الأليم في قطاع غزة نتيجة حمم الجحيم التي يقذف بها الطيران الإسرائيلي على رءوس الفلسطينين على مدار الساعة هو جريمة إسرائيلية مكتملة الأركان، ويتحمل مسؤولية هذه الجريمة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، وعضوية أحزاب اليمين السياسي واليمين الديني إلى جانب قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ما يحدث الآن من كوارث إنسانية في القطاع تصل إلى مرتبة "الهولوكوست الفلسطيني" هي جريمة حرب يجب أن تعرض وقائعها أمام المحكمة الجنائية الدولية، ويجب محاكمة نتنياهو والذين معه بتهمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين العزل.

لا سيما أن القانون الدولي الإنساني يرتب مسئوليات كبيرة على سلطة الاحتلال أبرزها عدم التهجير القسري للشعب المحتل داخل أو خارج أراضيه، وعدم قطع إمدادات المياه والكهرباء والمساعدات الطبية الإنسانية، وعدم ممارسة العقاب الجماعي، وعدم تدمير ممتلكات العدو أو الاستيلاء عليها، ناهيك عن تدمير المستشفيات والمدارس والبيوت على قاطنيها.

 ومع ذلك تمارس حكومة نتنياهو والجيش الإسرائيلي القتل العشوائي عبر القصف الجوي للأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة ولا أبسط درجات التعقل والإنسانية.


لماذا تعول إسرائيل على قدرتها العسكرية كثيرا على العكس منه في الحياة السياسية داخليا وخارجيا؟

تلقت إسرائيل ضربة شديدة للغاية في عملية طوفان الأقصى، فقد كانت عملية نوعية محكمة  انطوت على عدد من التفاصيل ذات الدلالات المهينة للكبرياء الإسرائيلي، من أبرزها نجاح المقاومة في الحفاظ على السرية التامة، وتحقيق المفاجأة التامة لإسرائيل، استلهام حرب أكتوبر 73 في محاكاة التوقيت وخطط الخداع، ورسم ملامح العملية على نفس النهج، الفشل الاستخباري الإسرائيلي في التنبؤ بالعملية رغم التباهي الإسرائيلي بامتلاك واحد من أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم.

كل هذه الأسباب مجتمعة بالإضافة إلى المهانة التي تشعر بها تل أبيب نتيجة عدد القتلى الكبير، ونتيجة نجاح حماس في تحميل الأسرى بالعشرات إلى غزة، جعل من الانتقام، ومحاولة تركيع الفلسطينيين هدف معلن لحكومة الحرب الإسرائيلية.

من يخلف نتنياهو على سدة رئاسة الوزراء في إسرائيل وما هي التوقعات المبدئية؟


من النتائج الكبرى لعملية طوفان الأقصى القضاء على المصير السياسي للسفاح نتنياهو، فقد خرجت المظاهرات ضده تحمله مسؤولية الفشل والعجز أمام المقاومة وراح الإسرائيليون يطالبونه بالاستقالة الفورية، ويشبهونه بجولدا ميئير رئيسة الوزراء التي استقالت عام 1974 بعد مظاهرات غاضبة ضدها بسبب الهزيمة في يوم الغفران.

على الرغم من أن شعبية نتنياهو تآكلت بشكل كبير في الجيش والشارع الإسرائيلي، لكنني أرى أن فكرة إقالته في عز المعركة غير مفضلة في الواقع الاسرائيلي.

لكن ما تم الآن هو إدخال قيادات عسكرية سابقة إلى المجلس الأمني  المصغر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وهذا يعني أن نتنياهو سيقضى الفترة القادمة كالبطة العرجاء حسب التعبير الأمريكي، لا يستطيع اتخاذ قرار سياسي أو عسكري منفردا، دون الرجوع إلى الشركاء الجدد في حكومة الطوارئ، وكبار القادة العسكريين والأمنيين.

وصحيح أنه من المبكر الحديث عن خليفة نتنياهو، وصحيح أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم حزب "معسكر الدولة" بقيادة وزير الدفاع الأسبق، وعضو المجلس الأمني الجديد "بيني جانتس"، لكنني  أعتقد أن نتائج وشكل المعركة البرية المرتقبة في غزة سوف تؤثر بشكل كبير على شكل الساحة السياسية المستقبلية في إسرائيل.

 

ما الذي تتوقع حدوثه وربما يؤدي إلى أن تتخذ إسرائيل قرارا بوقف القتال والتفاوض على الأسرى؟

 

لا أعتقد أن توقف إسرائيل القتال دون أن تلتقط بعض الصور التي تحفظ ماء وجهها بعد الانكسار والهزيمة العسكرية والمعنوية أمام المقاومة. ومع ذلك هناك بارقة أمل في أن يكون رد الفعل الإسرائيلي على الأرض أقل بكثير مما نراه في التهديدات التي تصدر يوميا من تل أبيب، لا سيما أن غزة تاريخيا هي مقبرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمخاوف من الاقتحام البري لا تخطئها عين.

ومن جملة الأسباب التي قد تدفع إسرائيل لتخفيض رد فعلها: الخلافات الشديدة بين القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية حول جدوى خطوة الاقتحام البري، والمخاوف الإسرائيلية على حياة الأسرى، والمظاهرات التي تتسع رقعتها في الشارع المطالبة بالإفراج عن الأسرى، والتحركات الدبلوماسية المصرية التي تتم على المستوى الدولي لوقف العدوان، والتحول الذي بدأ يحدث في دفة الرأي العام الدولي، كل ذلك قد يخفف من حدة الانتقام الإسرائيلي.

وعلى كل حال من المتابعة الدائمة للشؤون الإسرائيلية أرى بوادر الانقسام الإسرائيلي تلوح في الأفق، وأعتقد سيجني الفلسطينيون ثمار هذا الانقسام قريبا.

 هل تتغير الحرب على غزة أو تتطور إلى مواجهات متعددة الساحات خصوصا في ظل الدعم الأمريكي المتواصل؟

هناك مخاوف إسرائيلية وأمريكية من أن تحارب إسرائيل على جبهتين، الجبهة الشمالية مع حزب الله بدعم إيران وقوى دولية أخرى، والجبهة الجنوبية مع المقاومة الفلسطينية.

ولا يستطيع الجيش الإسرائيلي الحرب على جبهتين بالكفاءة نفسها في الوقت نفسه، وهذا السيناريو مطروح، ويردد الإسرائيليون أن حزب الله يتحين فرصة انزلاق إسرائيل لأتون المعركة في غزة، ثم يلهب ظهر إسرائيل في الجبهة الشمالية، سيناريو مطروح، وقد يخفف من الضغط على الفلسطينيين.

تابع مواقعنا