طارق الشناوي عن اعتذار محمد سلام: المشارك في العرض ليس أقل وطنية.. والزعيم قدم مسرحية وأبوه ميت
علق الناقد طارق الشناوي، على حالة الجدل المثارة في الساعات الأخيرة، بشأن اعتذار الفنان محمد سلام، عن المشاركة في موسم الرياض الترفيهي، من خلال مسرحية زواج اصطناعي، وذلك تضامنًا منه مع أهالي غزة؛ بسبب سقوط الآلاف من الضحايا والشهداء، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
وتحدث طارق الشناوي عن موقف محمد سلام، إذ قال في تصريحاته لـ القاهرة 24: كل شخص حر في اختيار الموقف، الذي يتوافق مع اعتقاده العقلي والنفسي، ومحمد سلام اختار موقفه، لكن السؤال هنا هل هذا الموقف لا بد أن يتفق عليه الجميع؟! ـ لا أعتقد ذلك ـ لأن هناك مواقف إيجابية، فكل شيء يمكن التعبير عنه بالثقافة، حتى من خلال الكوميديا، فهي أيضًا وسيلة من وسائل التعبير عن المواقف المختلفة.
وأردف الشناوي: لو أنا مكان محمد سلام هعمل المسرحية، وهقول إن هذا من أجل مواجهة المقاومة، ربما أضع على باب العرض الخاص بالمسرحية إشارة تعني التبرع بالدم مباشرة، بالإضافة إلى التبرع بالمال، فهناك نواحٍ إيجابية يمكن استخدامها لدعم ذلك، مثل النشاط الرياضي أو الثقافي أو حفلات الغناء، ممكن في بداية العرض نرفع العلم الفلسطيني، ونقدم أغنية لأشقائنا، أنا أدرك دوافع محمد سلام وأقدرها، ولكن هناك أيضًا زاوية أخرى من الصورة يمكن أنها تقدم، وفي هذه اللحظة هي أكثر إيجابية، فنحن الآن أمام حرب مستمرة.
تعليق طارق الشناوي على اعتذار محمد سلام عن المشاركة بموسم الرياض
كما استرشد طارق الشناوي بكثير من الأمثلة المختلفة، لنجوم لم يمنعهم شيء عن المشاركة في تقديم الأعمال الفنية، حتى لو وصل الأمر لفقد وموت أحد أفراد أسرتهم، معللًا: حفلات أم كلثوم لصالح المجهود الحربي، كانت بتقدم فيها أغاني وعاطفية أيضًا، وحتى عبد الحليم حافظ يغني أحلف بسماها وبترابها، وفي نفس الحفلة هتسمع موعود وسواح، وأحيانًا كان يهدي إيرادات تلك الحفلات للجيش والجهود الحربية، أيضًا الزعيم عادل إمام كان بيعرض الواد سيد الشغال في بيروت، وتلقى خبر وفاة والده قبل العرض، لكن قدم العرض بنفس إفيهاته، ثم في نهاية اليوم، قال توفي والدي، وتكرر نفس الموقف عند وفاة زوج أخته الفنان الراحل مصطفى متولي، وهنا استعانوا بـ محمد أبو داود لتقديم دور الراحل في العرض، كمان سوسن بدر ذهبت إلى الاستوديو بعد تلقيها العزاء في والدتها.
وأضاف طارق الشناوي: أمس استفدنا كثيرًا من مباراة الأهلي وسيمبا، كان ممكن يتم إلغاء المباراة تعاطفا مع أهلنا في غزة، لكن الموقف الإيجابي الذي حدث أقوى من ذلك، بدءًا من التبرع بالدم بوجود العربات أمام الاستاد، وهذه فكرة التوجه الجماعي، لأن نيتك التبرع، ثانيًا إيرادات المباراة ذهبت لأهالي غزة، ثالثًا الهتاف كان “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”، هذا بجانب رفع الأعلام الفلسطينية في الاستاد، تخيلوا لو كهربا قال مش هلعب المباراة زي محمد سلام، لإن أهلنا في غزة بيتقتلوا.
واختتم: أقدر وأثمن موقف محمد سلام، ولكن هذا لا يعني أن من اختار أن يقدم المسرحية أو يغني في الحفل أو يكمل تصوير الفيلم، قد ارتكب خطأ وطنيا أو قوميا، ولكن كل منا في تلك المواقف يختار ما يتوافق مع بنائه النفسي وما يتصور أنه صواب.
فلا يمكن أن نعتبر أن من سيشارك في العرض أقل وطنية، ولكن التعبير عن التضامن له أكثر من وجه، وكل منّا يختار ما يتوافق معه.