من الحفر للتطوير إلى الحفر لدفن الشهداء.. مشروعات التنمية بغزة تتحول إلى مقابر جماعية│صور
الغارات الإسرائيلية الغاشمة، لم تقتل آلاف الشهداء فحسب، بل تقتل معها آمالًا شتى وعشرات الخطط المستقبلية، التي كان من المقدر لها أن تتم خلال الفترة المقبلة، حتى يتمتع المواطنون باحتياجاتهم الأساسية في الحياة، إلا أن الغارات حوّلت حي التفاح شرق غزة الذي سُمّي بذلك لكثرة أشجار التفاح المتناثرة في جوانبه من بلدية لانطلاق مختلف مشروعات التنمية وفقًا لما كان مقرر له، إلى مكان لمقابر جماعية للشهداء.
في شرق غزة يقع حي التفاح، المليء بثمار فاكهة التفاح التي ميزته بالرائحة المميزة، وهو من الأحياء القديمة بمدينة غزة، وتملأه المدارس والمساجد، ولعل أشهرها مسجد الجولاني والذي استشهد إمامه الشيخ عرفات البهتيني، إثر القصف الإسرائيلي الذي بدأ منذ أسبوعين.
قبل أن يشهد الحي إقامة مدافن جماعية لشهداء غزة، كان مسؤولوه يعملون على تطوير شارع الشرفا وشارع حبوش، وكان المشروع عبارة عن تأهيل من خلال أعمال البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي، وكذلك رصف الطرق باستخدام بلاط الأنترلوك.
حي التفاح شرق غزة
وقبل عامين افتتح رئيس بلدية غزة بئر مياه سُمي بـ سقيا مكة، والذي كان بـ منطقة الشعف شرق حي التفاح، لحل مشكلة وصول المياه، ذلك المشروع الذي احتفى به المواطنون.
لم يكن حي التفاح بحاجة إلى مشروعات تطوير البنية التحتية فحسب، بل أن هناك مساجد كانت لا تملك سجادًا، كي يصلي عليها أهالي الحي، وكان أحد المساجد الذي نجح في توفير سجاده، هو مسجد المشاهرة الواقع في منطقة مكتظة بالسكان يرتاده المئات من أبناء الحي يوميًا.
وفي أكتوبر الجاري، تحولت كافة مشاريع تطوير حي التفاح إلى مشروع واحد فقط، ضرب بعرض الحائط كل المخططات التي قد وضعت في السابق، فأصبحت مجددًا مقبرة لدفن عشرات الشهداء بشكل جماعي.
دُفن في حي التفاح أمس فقط، نحو 43 شهيدًا مجهولو الهوية، غالبيتهم أشلاء، وقبل أسبوع واحد، تم دفن نحو 100 شهيد بالطريقة نفسها، بعد إتخاذ الإجراءات اللازمة من وزارات الصحة والأوقاف، وكذلك بإشراف الطب الشرعي.
الخطوة الدامية للقلوب، أتت بعد وجود ضحايا منذ أيام في الثلاجات ولم يتم التعرف عليهم، وتغيرت بالفعل معالم الجثامين.
كان من بين الشهداء أمهات يحتضن أطفالهن، واختلطت أشلائهم معًا، ومن بينهم أيضًا ثلاثة أجنة خرجت من بطون أمهاتهم المبقورة بفعل قصف الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى أسر كاملة كُفنت بـ كفن واحد بعدما تحول أفرادها لأشلاء متناثرة.