الكنيسة المصرية في المؤتمر العالمي الثامن للإفتاء: نشيد بجهود الدولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني
قال الأنبا أرميا، الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن الوحدة الوطنية هي رباط أمن الوطن، فهي قدرة أفراد المجتمع الواحد المتنوعين من حيث الأفكار - سواء أكانت دينية أم سياسية أم ثقافية - والمختلفين من حيث القدرات والسمات، على التعايش معا على أرض الوطن الواحد في سلام ووئام، يجمعهم العمل والإخلاص وحب الوطن؛ فيصير نسيجهم الوطني ثوبا واحدا غير قابل للتمزيق؛ أما إن انسلت خيوطه، فهنا يكمن الخطر، إذ يصبح من السهل تفتيت الأمة والقضاء عليها.
جاء ذلك خلال كلمته بالمؤتمر، التي ألقاها نيابة عن الكنيسة المصرية، مضيفا أنه في غياب الوحدة الوطنية تنتشر الانقسامات والنزاعات، كما قيل: "كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب" (إنجيل متى 12: 25).
واستعرض قداسته بعض النماذج والحالات للمحبة والإخاء والعمل المشترك والكفاح في سبيل الوطن بين أبناء الوطن بمسلميه ومسيحييه، على مر العصور والأزمان.
التعاون والتواصل بين دار الإفتاء المصرية والكنيسة المصرية هو عمل دؤوب من أجل دعم أواصر المحبة
وأشار إلى أن التعاون والتواصل بين دار الإفتاء المصرية والكنيسة المصرية، هو عمل دؤوب من أجل دعم أواصر المحبة بين أبناء الشعب المصري، وفي عديد من القضايا والمشكلات التي تعرض لها الوطن، وهذا على مر التاريخ.
وأكد على الدور المهم لعلماء الدين المسيحيين والمسلمين الذي يدور حول تصحيح المفاهيم، وبث روح التسامح والتعايش، ومحاربة الفكر المتطرف، من أجل بناء الوطن وازدهاره مشيرا إلى ضرورة فهم وإدراك معاني القيم الدينية الصحيحة، والقيم المشتركة التي تبني المجتمعات.
وأوضح أننا عندما نتحدث عن الألفية الثالثة، يواجهنا عدد من التحديات: منها التحديات السكانية، والتغيرات المناخية، والإلحاد، والشذوذ الجنسي ما يؤدي إلى فقدان القيم الدينية والأخلاقية، إضافة إلى التحديات التقنية الحديثة، وأخطرها الذكاء الاصطناعي، مستعرضا العديد من الأدلة من القرآن والكتاب المقدس المحذرة من هذه التحديات، ومشيرا إلى ضرورة وضع ضوابط للتقدم التقني، من أجل الحفاظ على الإنسان وكرامته وخصوصيته ومشددا على ضرورة التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة، ومواجهة السيولة الأخلاقية والفكرية في محاولات طمس الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها.
وأشار إلى عدة أدوار ينبغي لرجال الدين القيام بها منها تأكيد القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، وتشجيع الشباب على التعمق في ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف، فضلا عن تأكيد قيم محبة الوطن وبنائه؛ وكذلك تصحيح الأفكار المغلوطة في تفسير التعاليم الدينية، وعن الآخر، من خلال تأكيد القيم المشتركة بين الأديان.
واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة الصلاة والدعاء إلى الله لوقف الحروب والمنازعات، وأن يعم السلام العالم أجمع، طالبا رفع ابتهالات خاصة من أجل الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف التصعيد العسكري، ومناشدة المجتمع الدولي أن ينظر بعين الحكمة والعدالة لإنهاء أطول احتلال في التاريخ الحديث، مشيدا بالمساعي والجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية، على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، للوصول إلى حل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وحياته، ويحقق السلام والاستقرار.