أمين الفتوى عن حرق قش الأرز: من الظلم ولا يجوز الاستهانة بهذه الصغائر فهي عند الله عظيمة جدًا
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على سؤال ورد نصه: هل حرق قش الأرز حرام شرعًا؟
وأوضح وسام، خلال تصريحات تلفزيونية، الأحكام المرتبطة بحرق قش الأرز، قائلًا إن بعض الناس يفكرون في حرق القش بطريقتين؛ والطريقة الأولى هي أن شخص يقول: وهو الحرق اللي أنا هعمله ده مش هو اللي هيأثر في البيئة هي جت عليا يعني، والطريقة الثانية بأن شخص يقول: يعني هي جت عليا يعني ما كل الناس بتعمل كده إشمعنا أنا جاي تقولي حرام وحلال.
موقف الشريعة من حرق الأشخاص لقش الأرز
وأشار وسام إلى أن هذين النوعين من التفكير لهما رد في الشريعة الإسلامية؛ وأن الشخص الذي يفكر بطريقة أنه عندما يحرق الشيء الخاص به وإن كانت كميته قليلة من الكيلوجرامات فيعتقد بذلك أنه لن يؤثر في البيئة، فتقول لهم الشريعة الإسلامية لا وتحسبونه هينًا وهو عِند الله عظيم.
وأضاف وسام: وذلك لأن معظم أهل النار من مستصغري الشرر، ولا تحقرن صغيرًة إلا الجبال من الحصى، فهذا الجبل يتكون من حصوات صغيرة، والنار هذه تتكون من شرارة صغيرة، والله سبحانه وتعالى نبه من هذا الأمر؛ حيث قال: “من قتل نفسا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتلَ الناسَ جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.
ووجه وسام حديثا لمن يقول: يعني هي جت عليا أنا ده أنا واحد من مليون مزارع، حيث قال فيقول له سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يكُنْ أحَدُكمْ إمَّعَة، يقول: أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحْسِنُوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِمُوا).
وأشار أمين الفتوى إلى أن هذا الأمر من الظلم، حيث إن هذا الأمر أسوأ من التدخين، لأن التدخين به فيلتر في السيجارة، بينما في الهواء لا يوجد فيلتر مما يؤدي إلى ضرر كثير من الناس؛ فأنت لا تضمن بأن ذرة الحريق هذه في الجو تكون هي سببا في موت أحد الأشخاص في مستشفى الصدر، أو حدوث تشوه في الجنين، أو حدوث تسمم لشخص ما، فلا يجوز أن نستهين بهذه الصغائر فهي عند الله سبحانه وتعالى عظيمة جدًا.
