أصحاب الأرض

• في سنة 2002 صدر فيلم طويل اسمه "يد إلهية" أو "Divine Intervention" من إخراج المخرج الفلسطيني "إيليا سليمان"، وإنتاج مشترك فلسطيني، فرنسي، مغرب، ألماني.. فيلم مميز ومختلف وما دمت عربي يبقى هتتشد لكل مشاهده مهما كان سنك رغم مرور أكتر من 20 سنة على إنتاجه.. بعيد عن جودة الفيلم الفنية واللي بسببها حصل على جائزتين جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي سنة 2002، وجائزة "سكرين" في مهرجان السينما الأوروبية لفيلم غير أوروبي لكن فيه مشهد بالذات ضمن أحداث الفيلم بيعبر عن حقيقة الوضع في فلسطين واللي ماتعرفش إزاي مشهد بالروعة دي عدى تحت أنظار العدو وماشوفناش دعوات مقاطعة له أو إزاي قدر يكسب الجوائز دي ويبقى له صدى عالمي!.. المشهد فيه سائحة بتحاول إنها تدور على كنيسة أثرية عايزة تزورها وللأسف مش قادرة تلاقيها.. بالصدفة بتقابل دورية شرطة إسرائيلية معدية جنبها فبتوقفها وبتسأل الظابط الإسرائيلي عن مكان الكنيسة.. الظابط فضل محتار شوية ومش عارف يجاوبها على المكان الصح للكنيسة حتى والسائحة معاها الخريطة التفصيلية اللي توصلها للمكان!.. هنا بيقرر الظابط إنه يخرج أسير فلسطيني موجود في عربية الدورية وهو إيديه متكتفة وعينيه متغميين بقماشة سودا عشان يسأله عن مكان الكنيسة!.. الأسير الفلسطيني وهو على نفس الوضع اللي هو فيه ده وصف للسائحة المكان بالتفصيل وقال لها على 3 طرق مختلفة تقدر توصل لها من خلالهم.. السائحة بتعرف المعلومة وبتمشي.. الظابط بيدخل الأسير تاني للعربية.. المشهد بيخلص!.. مشهد صغير وبسيط وعابر لكنه مؤثر وبيأكد للمرة المليون إن أهل أي بلد هما أدرى الناس بيها مهما عيونهم غمضت أو كانت إيديهم متكتفة.

• بشكل شخصي أعرف أصدقاء كان ليهم دور مهم في توثيق وترجمة كل أنواع الانتهاكات والاعتداءات اللي حصلت ولسه بتحصل من الكيان للغات أجنبية مختلفة وإعادة نشرها في دوائر الدول التي تمت الترجمة للغتها عشان الناس اللي هناك تعرف، وتشوف، وتفهم.. أعرف كمان أصدقاء عايشين في الخارج قرروا يكون ليهم مهمة يومية وهي إن كل واحد منهم يفضي من نفسه ساعتين كل يوم عشان يتكلم مع أصدقاءه في الشغل أو جيرانه عن الحقيقة.. وأعرف ملايين برضه حاسين بالعجز بس قرروا يحاربوا بالدعاء.. قسوة الشعور بالعجز أساسها إنك غصب عنك بتحمل نفسك ذنب عجزك رغم إنه خارج عن إرادتك، لكن ورغم كده بيظل الدعاء هو الحل إلى حين.. الأهم إن الخوف من الناس أو الظروف مايبقاش هو المسيطر، وإن القلوب تتملي باليقين في ربنا.. ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ﴾.. مفيش حق بيتجري وراه مش بيرجع، ومفيش سارق حق شجاع، ومفيش صاحب حق مش قوي، ولا أرض مش بترجع في النهاية لأصحابها.