الابن في روسيا والأم بفلسطين.. قصة أسرة مصرية حاصرتها الحروب: بنتونس بمكالمة التليفون
عبر شرفتها الكائنة بمنطقة غزة الفلسطينية، استيقظت السيدة المصرية إيمان البيك على أصوات طوفان الأقصى والتي جعلتها تنتفض من سريرها لتشاهد وتراقب النيران التي تصاعدت فجأة دون سابق إنذار بعد يومين فقط من وصولها إلى هناك، فلم يطرأ على بالها أي تصرف في هذا الوقت غير أنها تمسك بهاتفها وتجري اتصالًا بنجلها المقيم في روسيا، لتستأنس به: «بقعد معاها على التليفون بالساعات».. هكذا قال نجلها.
حاله الهلع والخوف التي عاشها خالد وليد نجل المصرية إيمان البيك لم تكن الأولى من نوعها، فمنذ أكثر من عام عاشتها هي أيضًا معه بالتزامن مع اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية، فالبرغم من اختلاف الأماكن والظروف المحيطة، إلا أن صوت أمه يُناديه دومًا للاطمئنان عليها أو بها، وفق قوله.
أسرة مصرية حاصرتها الحروب العالمية
قرر خالد وليد نجل السيدة المصرية، أن يخبئ خوفه وقلقه على والدته، ويكون مصدرا لبث الأمان والاطمئنان لها، فنصحها بأن تذهب إلى الحدود وهي على الهاتف معه، قائلًا في حديثه مع القاهرة 24: بدأت تتحرك بسرعة وتدور على عربية لأن كل المواصلات وقفت بعد الضرب.
هناك استقبلها أحد الأهالي في بيته للمكوث فيه حتى صباح اليوم التالي، ورغم ذلك إلا أنها لم تذق طعم النوم فكانت تستأنس بصوت نجلها وهو يطمئنها، مُردفًا: معرفتش تنام من الخوف بسبب عودة الضرب تاني، وأهل البيت دخلوا عليها تفتح الإزاز عشان مينفجرش ويأذيها، طول الليل البيت بيتهز.
اتحركوا من هنا بسرعة.. في صباح اليوم التالي كانت تلك الجملة هي أول ما سمعت أذناها، لتجري مُسرعة على قدميها التي خضعت لعملية بها منذ فترة قصيرة، فهي بطلة العالم ببطولة رمي الرمح، ذاهبة إلى معبر رفح الفلسطيني.
وهناك حصلت على ختم الخروج بالباسبور، ولكنها لم تستطيع بسبب بدء أعمال الضرب والعنف، الأمر الذي جعلها بعد محاولات عدة في الصحراء وحدها، أن تأخذ طريقها لتعود إلى فلسطين.
منذ بداية طوفان الأقصى لم يترك الابن في روسيا والأم في فلسطين لحظة دون معايشتها سويًا، مُسترسلًا: أمي اتصلت بيا وهي بتستشهد، وشوفت في الفيديو معاها ناس اتضربت وطلعت على نقالات.
وحتى حينما فقدت الشبكة بهاتفها بحثت للعثور على هاتف آخر تحدث نجلها منه.
وتابع: حاليًا أمي في مكان آمن بنسبة ما، ولكنها تعاني من التعب وقلة الطعام، بطمن عليها من صاحب البيت الذي يستضيفها حاليًا ويهديها طول الوقت.