شيخ الأزهر: التدخل الأجنبي في شؤون بعض الدول العربية حولها إلى سوق لتجارة الأسلحة
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في كلمته الافتتاحية باللقاء الدولي من أجل السلام بألمانيا، إنَّ الحوادثَ الأخيرة قد أكَّدت للجميع -ومع بالغ الأسف- حالةً غير مسبوقة من كراهية الأديان، والاعتداء على رموزها ومقدَّساتها، وغنيٌّ عن البيان حوادثُ حرقِ المصحف الشَّريف في بعضِ دول الغرب، والتي كنَّا -في الشرق- نعدُّها عملًا فرديًّا طائشًا يُعبِّر عن مِزاجٍ شخصيٍّ مُنحرفٍ أو مرضٍ عصبي، لولا ما تُطالعنا به الأنباء، من دعمِ بعض الحكومات لهذا الاجتراء المستفزِّ لملياري إنسان يُقدِّسون هذا الكتابَ الكريم، وذلك تحت ستار: «حُريَّة التَّعبير»، وهو استخفافٌ ساذجٌ بالعقولِ وبدائهِ الأذهان، وما تعارفت عليه الإنسانيَّةُ من التفرقةِ الحاسمة بين حريةِ التعبير وحريةِ الفوضى في الاعتداء على الآخَرين وعلى مُقدَّساتِهم.
وخلال كلمته، استعرض الإمام الأكبر أهمية الأديان في حل مشاكل العالم المعاصر فقال": لست من المتشائمين ولا من المتطيرين، ولكن أصارحكم القول -ومن وجهة نظري، وفيما أرى- أنه لا أمل في الخروج من أزمة عالمنا المعاصر إلا بالاستنارة بهدي الدين الإلهي كما أنزله الله، هدى ورحمة للناس، لا كما يتاجر به بعض أبنائه في سوق السياسات وبورصة الانتخابات، ومن أجل ذلك شددت الرحال إلى الصديق العزيز البابا فرنسيس –بابا الفاتيكان-، وتواصلت معه فترة طويلة، توجت بإعلان وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعناها في أبو ظبي عام 2019م، وهي وثيقة تنطلق -أصولا وفروعا- من القيم الإنسانية، ومن مقاصد الأديان.
التدخل الأجنبي في شؤون بعض الدول العربية وإثارة الفتن والنزاعات فيها حولها إلى سوقٍ لتجارة الأسلحة
ولفت شيخ الأزهر إلى قراءاته وقراءة كل العقلاء والحكماء لواقع عالمنا المعاصر فذكر أنه بقراءة الواقع قراءة أمينة تأكدنا أن منطق «القوة» و«الظلم» أصبح هو الأساس الحاكم للعلاقات بين الدول، بديلا عن منطق التراحم والتعاون والعدالة، ويكفي أن نعلم أن ما نسبته 1% من سكان العالم يمثل الفئة الأغنى التي تتمتع بثروات الآخرين، وهنا أتذكر الحكمة الإسلامية التي تقول: «إن الله تعالى فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما متع به غني»، وكذلك أكدت لنا قراءة الواقع حقيقة بالغة المرارة هي: التدخل الأجنبي في شؤون بعض الدول -وبخاصة الدول العربية- لتحويلها إلى سوق رائجة لتجارة الأسلحة، وما يلزم هذه التجارة من إثارة الفتن، وبعث النعرات العرقية والنزاعات؛ الدينية والطائفية، وإيقاظها من مراقدها، كما أكدت جشع الأغنياء والقادرين والمترفين ممن يفسدون في الأرض ويدمرون البيئة، ويحملون الدول الفقيرة تبعات جرائمهم.