الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وكيل الأزهر: الفضاء الإلكتروني قد يتحول إلى نقمة بسبب سوء استخدامه

وكيل الأزهر الشريف
دين وفتوى
وكيل الأزهر الشريف
السبت 09/سبتمبر/2023 - 12:11 م

نقل الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وتمنياته للحضور الكريم بالتوفيق والسداد، والخروج بتوصيات جادة تعمل على توطين العمل البناء والاجتهاد المثمر في ظل ما تتعرض له أوطاننا من محاولات تستهدف قوتها وقيمها، وذلك على هامش كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين تحت عنوان: الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وأشار الدكتور محمد الضويني إلى أن هذا المؤتمر الذي يحظى برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية يأتي في إطار رعاية الرئيس الدائمة للفكر الوسطي وتجديد أدواته، معربًا عن سعادته بهذا التوفيق الذي حالف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف في طرح قضية في غاية الأهمية، حيث يجمع المؤتمر في عنوانه بين واجبات مجتمعية وضوابط ضرورية، فأما الواجبات المجتمعية فهي تلك المستجدات المتسارعة، ومنها هذا الفضاء الإلكتروني الذي أصبح أداة فاعلة في أيدي الأمم لتعظيم الثروة وتمكين السلطة وتحقيق المجد وترسيخ الهوية.

مؤتمر الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني

وأضاف: أما عن الضوابط الضرورية فهي تحقيق المصلحة ودرء المفسدة، وهذه التحديات المفروضة علينا إما أن ندير لها ظهورنا، وإما أن نتلقاها بأكف العمل فنكون إيجابيين بحسن الاستثمار والتفاعل المثمر للحياة ونكون أهلًا للخيرية التي وصف الله بها الأمة، ومع إقرارنا بأن الفضاء الإلكتروني يحمل من الإمكانيات ما يساعد المؤسسات والحكومات والمجتمعات على تحقيق أهدافها، فإن من تمام الوعي أن ندرك ما يحمله هذا الفضاء من تحديات توجب علينا حماية فكرنا وثقافتنا وقيمنا من محاولات الاختطاف من قبل أفكار مغلوطة ومشروعات منحرفة تبث سمومها عبر هذا الفضاء الإلكتروني.

 

وأكد وكيل الأزهر أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بقياداته الواعية، وفق في اختيار موضوع المؤتمر لهذا العام، وهذا إنما يؤكد الوعي التام للمؤسسات الدينية بما يحمله الواقع من إمكانيات، وما يمكن أن يمثله الفضاء التكنولوجي من تنوع.

الضويني: الواقع يحمل العديد من التحولات العميقة نتيجة النمو المتشعب

وأضاف أن الواقع يحمل العديد من التحولات العميقة نتيجة النمو المتشعب والتي أدت بدورها إلى ظهور نشاطات مختلفة على المستوى العالمي، ومن أبرز هذه التحولات التكنولوجيا الحديثة التي جعلت العصر الحالي عصر الثورة الرقمية والإلكترونية، التي تمارس نشاطها عبر فضاء إلكتروني يجب أن نجعل له قواعد حازمة حتى نتمكن من استثماره، ولعلنا لا نكون مبالغين إذا قلنا إن التعامل مع لوحة مفاتيح الحاسوب بضغطة أزرار هو ضغط على مكانة مجتمعات وهوية أمم ومقدرات شعوب، كما يعد هذا العطاء الحاضر من آثار التكنولوجيا الحديثة في أحد أوجهه نعمة من نعم الله على الخلق، وحق النعمة أن تشكر، وشكرها يكون باستعمالها استعمالًا صحيحًا ويوصل الإنسانية إلى سعادتها دنيا وآخرة.

الضويني: الإسلام لم يجعل وسائل الدعوة محدودة ولا جامدة

وتابع: إحدى آليات شكر هذه النعمة توظيفها في الخطاب الديني بما يؤكد أن التجديد ليس أمرًا مقبولًا فحسب بل هو حق من حقوق العقل المسلم وضرورة حياتية، ومن هنا فإن الداعية بحكم وظيفته والأمانة التي تحملها مطالب بأن ينوع أساليب دعوته وأن يتبنى من الأدوات ما يعينه على أداء رسالته، فالإسلام لم يجعل وسائل الدعوة محدودة ولا جامدة بل جاء بالإطار العام للمنهج قال تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، فالمطلوب في الدعوة الحكمة ومن ضمنها استخدام الوسيلة المناسبة التي تؤدي إلى الغرض المطلوب.

وأشار الضويني إلى أن الفضاء الإلكتروني قد يتحول إلى نقمة إذا أسيء استخدامه وما الإرهاب الإلكتروني منا ببعيد، وهو نوع خطير يصعب تعقب منشئه ومروجه وخاصة حين يعمل على نشر الشائعات وتحريف المفاهيم وبث الأكاذيب والأباطيل والشبهات التي تشوه جمال الإسلام وتأخذ الشباب بعيدًا عن سعته إلى ضيق فهم وأحادية فكر وضلال رأي وما الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في أذهان الغرب عنا ببعيد، والجميع يعلم أن هذا الضلال المبين الذي ألصق بالإسلام زورا وبهتانًا هو نتيجة عملت عليها التكنولوجيا غير المنضبطة والأقلام المسمومة والألسنة الزائفة والعقول المستأجرة وقد جرأ هذا الفضاء غير المؤهلين من الناس أن يتصدروا على غير علم فيأخذوا الناس إما إلى التطرف وإما إلى الانحراف، وهذا الواقع المر يضعنا أمام أمانة عظيمة تحتاج إلى جهد كبير من المؤسسات الدينية كافة لوضع خطط عمل محكمة تخدم قضايا الإسلام.


واختتم الضويني حديثه بعدد من الرسائل، منها أن الشعوب الواعية هي التي لا تضع رأسها في الرمال خوفًا بل هي التي تقتحم المستقبل بمنهجية مدروسة، والثانية أن ما تتيحه الرقمنة من إمكانيات لهو فرصة حقيقية لإعادة النظر في كثير من الأنشطة وحسن استثمار الموارد واتخاذ القرارات الصائبة، والثالثة أن تحقيق نهضة الأمة لا يتحقق إلا بالسير في خطين متوازيين خط ينطلق من الهوية المستقرة إلى مكونات واضحة والثاني خط ينفتح على تطورات العصر يمكننا من الاستفادة به، الرابعة علينا أن نعمل على زيادة الوعي بما يواجهنا من تحديات لنعرف ما يراد بأمتنا وأوطاننا وأن نقوى ثقة الناس بمؤسساته.

تابع مواقعنا