أزهري: الطلاق لأسباب واقعية وأذى لاحق ليس خرابًا للبيوت
أجاب الشيخ أحمد الصباغ، أحد العلماء بالأزهر الشريف على سؤال ورد من إحدى السائلات: دلوقتي حصلت مشكلة بيني وبين جوزي وتصالحنا، وبعد ما عملت عملية حصلت خناقة وعايرني جوزي بمرضي وقال لي أنت لسه ربنا هيشيل ويحط عليكِ، ومش بيحترمني فقدام ولادي، وأنا كارهاه تمامًا ومش قادرة أسامحه وأنا طالبة الطلاق وهو رافض وعاوزني اتنازل عن كل حقوقي، وأنا كارهاه ومش طايقاه ومش قادرة أفتح معاه صفحة جديدة، فهل حرام لو اتطلقت منه، ولا اسكت واقبل أذيته ليه؟
المشكلة إن الراجل دا اعتبر سُكاتك أمر طبيعي
وقال أحمد الصباغ: أنا هعلق على كلام السائلة هي وأمثالها وهو أن السائلة بتقول بابا بيقولي يا بنتِ بلاش طلاق وبلاش خراب بيت، والسائلة بتقول لو أن كنت عاوزة أخرب بيتي كنت خربته من زمان.
واستنكر الصباغ قائلًا: مين اللي قال يا جماعة، ويا أمة محمد عليه الصلاة والسلام مين قالكم إن الطلاق خراب بيوت؟ فالذي حلل الطلاق، هو هو من حلل الزواج، وهذا لا يُعد تشجيعًا على الطلاق؛ فنحن نقول آخر الدواء الكي يعني بنخليه آخر الحلول، فالطلاق مش خراب بيوت.
واستكمل: فطالما الطلاق له أسباب واقعية، وله أضرار واقعة، وبه إيذاء ولا تحل هذه الأمور إلا بالطلاق، فالطلاق لن يكون في هذا الوقت خراب، إلا إذا كان دلع، واستهبال من الناس، وإنما إذا كان الطلاق دواء؛ فهذا ليس خراب بل عمار.
ونوه: وأنتِ ايه اللي مسكتك كل ده فأنتِ خاطئة، وأحملك المسؤولية، لأنه اعتبر أن هذا الموضوع عادي، وأمر طبيعي جدًا، وهذا نداء للسيدات المقهورات، المساكين، لما زوجك يشتمك أقفليه ودا مش معناه تردي عليه، بل تقومي بتشهيد أهله عليه وتجيبي أهلك واهله وعرفي كبيره، واللي مالوش كبير بيشتري ليه كبير، لأن بعد كدا لو معنلتيش كده هيشتمك، وبكره، هيضربك، وبعده هيطردك من البيت ومحدش هيصدقك ساعتها، فأنتِ قومي بتشهيد الناس.
وواصل: والمشكلة إن الراجل دا اعتبر سُكاتك أمر طبيعي، وأن كل اللي بيعمله ده طبيعي، واعلموا أن الضرب للحيوانات، والناس فاهمة واضربوهن دي غلط؛ فالضرب في الإسلام للزوجة، أو للأبن، أو حتى للحيوان؛ يكون للتأنيب لا للتعذيب؛ يعني مثلًا لما يبقى عندك قطة وتضربيها براحة تقوليها كخ، أو عندك عيل صغير ماسك حاجة مش نظيفة فتضربه براحه على ايده وتقوله كخة، فهذا هو التأنيب، لكن أضربها اكسرلهاضلعة، ولا أفتح دماغها فهذا لا يجوز.
واختتم: فمتسكتيش على حقك، وعندي سؤال وهو إن هل كل اتنين متجوزين تحت سقف واحد بيحبوا بعض فالمفروض ده اللي يكون موجود، بس من واقع الحياة إن مش كل اتنين متجوزين بيحبوا بعض، والإسلام لم يقر بذلك، فالله سبحانه وتعالى عندما تحدث عن الزواج الذي هو أحد المعجزات في القرآن الكريم، قال: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا".