بطولات غير منسية.. من هو الربان الراحل محمود سعد بطل عملية تدمير الحفار الإسرائيلي؟
حكايات ومواقف بطولية يحتفظ بها سجل المخابرات المصرية أثناء فترة الحرب مع العدو الإسرائيلي، وكان لأبطال الضفادع البشرية نصيب كبير من هذه البطولات، بفضل العمليات المتتالية التي قسمت ظهر العدو قبل أن تبدأ الضربة القاسية في حرب أكتوبر.
أبطال تبقى سيرتهم ومواقفهم المشرفة حية، حتى إن رحلوا، وسجل تاريخ اليوم وداع لبطل منهم وهو الربان محمود سعد؛ أحد أبطال عملية تدمير الحفار الإسرائيلي كينتيج 1، في أبيدجان.
الربان الراحل محمود سعد وافته المنية اليوم، عقب تعرضه لحالة مرضية ووجوده في مستشفى مصطفى كامل بالإسكندرية، ومن المقرر تشييع جثمانه غدا الجمعة من مسجد المواساة بالإسكندرية.
وفاة الربان محمود سعد
الربان الراحل حصل على وسام النجمة العسكرية، وحصل على عدة وتكريمات من رؤساء مصر بمختلف عصورها، وكان من أبرز الأبطال الذين لم يبخلوا حتى أيامه الأخيرة عن المشاركة في عرض العمل البطولي الذي قام به صحبة زملائه، حتى تظل سيرة أعمالهم باقية من الأجيال.
والريان محمود سعد من أبناء مدينة طنطا، ولكنه درس في القوات البحرية وعاش بالإسكندرية، ووافته المنية فيها.
وعن العملية الأشهر التي شارك فيها البطل الراحل، هي تدمير الحفار الإسرائيلي كينتيج 1، فكان اختياره فيها ليس بصدفة، لكن لجدراته وحماسه الذي شاهده قدرًا اللواء الراحل أنور عطية؛ قائد التنظيم لهذه العملية، والذي روى في عدة مذكرات ولقاءات تليفزيونية هذا الاختيار، قائلا إنه أثناء اختيار أبطال العملية وبعد إصرار اللواء محمود فهمي قائد القوات البحرية حينها، اختيار 3 رجال فقط للقيام بالعملية بدلا من 6، خوفا من فقدانهم.
وروى الراحل قائد العملية اللواء أنور عطية، أنه كان يجلس بين الضباط بلواء الضفادع البشرية، يفكر في اختيار الـ3 رجال، وفوجئ بأحد الضباط يدخل إلى الميس غاضبا لعدم اختياره في عملية إيلات، وأنه لم تتح له فرصة الاستشهاد، وكان هو الملازم محمود سعد، فذهب على الفور لقائد العملية خليفة جودت وطلب اختيار الملازم محمود سعد فيها.
وعن تدمير الحفار، وطبقا لما رواه البطل الراحل الربان محمود سعد في لقاءات سابقة له، فكانت بداية الفكرة لدى القوات البحرية المصرية من عام 1969، بعد أن اكتشفت المخابرات المصرية أن إسرائيل أنشأت شركة اسمها منبار في إنجلترا، واستأجرت حفارًا من كندا كي يبحثوا عن البترول في خليج السويس، اسمه كينيتج 1، وعلى الفور تم عرض العملية على الراحل جمال عبد الناصر الذي أمر بتدمير الحفار، قبل أن يصل البحر الأحمر.
العملية أشرف عليها أمين هويدي رئيس جهاز المخابرات العامة؛ وترأس قيادتها الرائد خليفة جودت، وقام بها ثلاثة أفراد هم: الملازم أول حسني الشراكي،والملازم أول محمود سعد، وضابط الصف أحمد المصريب.
تدمير الحفار الإسرائيلي وقع قرب شواطئ ساحل العاج، وذلك في الساعة الخامسة فجر يوم 7 مارس 1970.
وتم تنفيذ العملية عند وصول القوات المكلفة لمدينة داكار عاصمة السنغال مكان وجود الحفار، وبدأ تجهيز الألغام وذهب المجموعة المكلفة إلى الميناء في سيارة ومعهم الألغام؛ حيث كان الضفادع يرتدون ملابس الغوص وفوقها الملابس المدنية، وبشكل غير ملفت نزلوا للمياه حتى وصلوا بالسباحة لمكان الحفار وضبطوا توقيت الانفجار.
ثم عادوا لمكانهم على أن يعودوا في الطائرة التي تغادر أبيدجان في الساعة الثامنة والثلث؛ ليضمنوا سفرهم قبل أن ينتبه أحدهم ويشك في أمرهم، وسافروا إلى باريس ومنها إلى مصر، حاملين معهم مشاعر الفرحة والانتصار.