ما هي الأوقات التي يجوز فيها صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة يوم الجمعة.. هل تتعارض مع ساعة الاستجابة في هذا التوقيت
هناك عدة أمور يجب أن يعلمها كل مسلم عن صلاة الاستخارة يوم الجمعة، فإنها لها ضوابط تتماشى مع طبيعة هذا اليوم العظيم وقد لا تتناسب مع ساعة الاستجابة التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم، فهل تجوز في أي وقت من الجمعة، أم أن هناك ما لا ننتبه له من مكروهات ومحظورات يجب الاعتبار بها، هذا ما سنتناوله عبر القاهرة 24 في السطور التالية.
صلاة الاستخارة يوم الجمعة
أداء صلاة الاستخارة يوم الجمعة جائز كسائر أيام الأسبوع في غير أوقات الكراهة، ولكن هناك ميزة تمنح للمسلم في يوم الجمعة لا تتوافر في باقي الأيام وهي كون يوم الجمعة فيه ساعة استجابة لا يرد فيها دعاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "فيهِ ساعةُ لا يُوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلّي يسألُ الله شيئا إلا أعطاهُ إياهُ".
ووجود هذه الميزة يوم الجمعة هو ما يجعل صلاة الاستخارة والتي توافق ساعة الاستجابة لها خصوصية وفضل أكبر، لكنها لا تعجل نتيجة الاستخارة كما يظن البعض، ويمكنك الاطلاع على رأي العلماء في تحديد وقت هذه الساعة يوم الجمعة بالضغط هـــنــــا.
ولكن هناك إشكالية ستواجه من يرغب في صلاة الاستخارة يوم الجمعة، أن من بين الآراء التي تحدد ساعة الاستجابة يوم الجمعة، تحصرها في الفترة من بعد صلاة العصر وحتى أذان المغرب، وهذا الوقت تحديدًا ضمن الأوقات المنهي الصلاة فيها، لذلك على المستخير إذا أراد صلاة الاستخارة يوم الجمعة أن يصليها ما بين أذان الظهر إلى أذان العصر ليتجنب أوقات الكراهة أو من بعد أذان المغرب.
ويكون دعاء الاستخارة كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كالتالي:
"اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به".
هل يجوز صلاة الاستخارة يوم الجمعة؟
حسمت دار الإفتاء إجابة سؤال هل يجوز صلاة الاستخارة يوم الجمعة؟، في أكثر من فتوى عبر موقعها الرسمي وصفحتها الرسمية، حيث أكدت جواز صلاة الاستخارة في أي يوم وأي وقت من الليل والنهار ماعدا أوقات الكراهة، لذلك لا تستحب صلاة الاستخارة في الفترة التي تسبق أذان الظهر، والفترة التي تلي صلاة العصر حتى غروب الشمس.
كما بينت أن من اضطر لصلاتها أوقات الكراهة فهي صحيحة ولكن مع الكراهة والأفضل له أن يترقب انتهاء أوقات الكراهة.
ويرى الشافعية أنه لا تجوز صلاة الفوائت والنوافل ومنها صلاة الاستخارة يوم الجمعة وقت خطبة الجمعة بمجرد جلوس الخطيب على المنبر، وكذلك تعمد صلاة نافلة أو فرض في أوقات الكراهة بخصوصها.
ما هي الأوقات التي يجوز فيها صلاة الاستخارة؟
أوضحت دار الإفتاء ما هي الأوقات التي يجوز فيها صلاة الاستخارة، وهي كل الأوقات من النهار والليل ما عدا أوقات الكراهة الثلاثة التالية:
- بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
- قبل الظهر بمقدار ربع ساعة تقريبًا.
- بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب.
ويستدل الفقهاء في كراهة الصلاة في هذه الأوقات إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس" وفي رواية مسلم "لا صلاة بعد صلاة الفجر"، وكذلك ما رواه مسلم عن عقبة بن عامر الجُهَني قوله: "ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلِّي فيهن، وأن نقبُر فيهن موتانا: حين تطلعُ الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تزول الشمس، وحين تتضيَّف الشمس للغروب".
وتكمن الحكمة في النهي عن الصلاة عمومًا في هذه الأوقات فيما يلي:
- الشمس عند طلوعها تطلع بين قرني شيطان، فيصلي لها الكفار.
- عند قيام قائم الظهيرة توقد جهنم وتفتح أبوابها.
- عند الغروب تغرب بين قرني شيطان، فيصلي لها الكفار.
كيف أعرف أن الأمر خير لي بعد صلاة الاستخارة؟
ومن الأسئلة الهامة، كيف أعرف أن الأمر خير لي بعد صلاة الاستخارة؟، فقد نفت دار الإفتاء وجود علامة محددة واحدة للاستخارة بقولها "الاستخارة ليس لها علامات تعلم" ولكنها أكدت أن التيسير علامة الإذن، أي الإذن الإلهي لاستكمال الأمر من عدمه، وأن نتيجة الاستخارة هي التوفيق إلى ما فيه الخير؛ سواء بتمام الأمر أو عدمه.
ونصحت دار الإفتاء من لم يصل إلى مرحلة الاطمئنان والاستقرار على قرار بخصوص أمره بعد الاستخارة أن يكررها حتى تزول حيرته، كما أوضحت أن هناك بعض الأشياء التي تكشف نتيجة دعاء الاستخارة ويمكن الاعتماد عليها أو تكرار الاستخارة بعدها للتأكد من أنها أمر بالاستمرار فيما استخار من أجله أو الانصراف عنه وتركه، وهي:
- رؤيا في المنام.
- شعور بالارتياح لخيار ما.
- تيسير الأمر وسرعة حدوثه أو الحصول عليه.
وشددت دار الإفتاء على أن رؤية منام ما بعد صلاة الاستخارة ليست شرطًا لمعرفة النتيجة كما يظن البعض ولكنها من العلامات التي إن حدثت يتخذ بها وإن لم تحدث فهناك غيرها.
هل يجوز أداء صلاة الاستخارة كل يوم؟
ويتساءل البعض هل يجوز أداء صلاة الاستخارة كل يوم؟، ومما ورد عن السلف يتأكد جواز صلاة الاستخارة كل يوم حتى حدوث اطمئنان مؤكد نحو اختيار ما هو خير للإنسان، فقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه عندما أراد أن يكتب الحديث "ظل يستخير الله تعالى شهرًا كاملًا"، كما استخار ابن الزبير ربه 3 أيام ليستقر على هدم الكعبة وبنائها من جديد، أو ترميمها كما بعد هي "فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها".
وفي ردها على أحد الأسئلة، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من لم يستطع الاختيار بعد الاستخارة له أن يكرر صلاة الاستخارة بعدد الخيارات المتاحة أمامه، وقالت "يستحب أن يكرر المستخير الاستخارة سبع مرات حتى ينشرح صدره لما هو مقبلٌ عليه".
واستدلت الإفتاء بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنس رضي الله عنه: "يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ"، وأضافت أنه "يصح التكرار أكثر من ذلك لمن أراد من غير وسوسة".