خوفا من حبسهم في لون واحد.. فنانون خلعوا ثوب الكوميديا واتجهوا لـ التراجيديا | تقرير
يحرص دائما الفنانون على تجسيد لقب الممثل الشامل، الذي يستطيع التلون بمختلف الشخصيات، حسب متطلبات الدور المطلوب منه، ولكن أيضًا، الممثل كأي شخص، يهوى أن يظل بمنطقة الأمان الخاصة به، وأن يبقى في نوعية الأدوار التي اعتاد جمهوره عليها وأحبه فيها، ولكن خوفه من أن يظل حبيسًا لنوعية واحدة من الأدوار، يدفعه دائمًا للتخلي عن منطقة الأمان، ويتحدى نفسه ويغير من جلده، لعل وعسى، ينجح بتلك النوعيات الجديدة والمختلفة عليه.
ونستعرض في هذا التقرير، أبرز الفنانين الذين خرجوا عن جلدهم، وخلعوا ثوب الكوميديا بعد فترة طويلة، واتجهوا لنوعية التراجيدي لأول مرة، مما فاجأ جمهورهم بشكل واضح، وهذا بالتزامن مع عرض مسلسل سفاح الجيزة، وخروج أحمد فهمي عن الكوميديا.
أحمد عيد
اعتاد جمهور أحمد عيد عليه في ثوب الكوميديا، الإفيهات والمرح، وتعلقوا بأعماله السينمائية والدرامية منذ بداياته، ومنذ أدواره الصغيرة التي بدأ بها، حتى أعمال البطولة المطلقة، مثل دوره في فيلم أفريكانو، شورت وفانلة وكاب، وكذلك بطولاته، في مسلسل أزمة سكر، وفيلم ياباني أصلي، خليك في حالك، وغيرهم من الأعمال الكوميدية، وبشكل مفاجئ وبعد ما يقرب من 23 عامًا من الكوميديا، قرر عيد العودة لجمهوره بثوب جديد، وقدم لأول مرة التراجيديا، في مسلسل عملة نادرة، بطولة الفنانة نيللي كريم، والذي عرض في موسم رمضان الماضي 2023، وجسد شخصية مسعود عبد الجبار، الذي صدم الجمهور بمهاراته في التراجيدي والدراما، برغم أنها أولى تجاربه.
سامح حسين
من منا لم تتعلق طفولته بـ رمزي ابن عم دولا؟، الذي عذّب الجميع معه بسبب قلة ذكائه في الحياة، وصغر عقله، وأحبه الأطفال لقرب أفعاله منهم، فكان صاحب الإفيهات الأبرز في هذا المسلسل، راجل وست ستات، بأجزائه العديدة، هو القبطان عزوز، وعيسوي صاحب اللازمة الشهيرة: ها؟ في فيلم الدادا دودي، وكذلك أدواره العديدة، الذي ظهر بها كضيف شرف، مثل مشاركته في مسلسل مبروك جالك قلق، وفيلم أريد خلعًا، وغيرهم، حيث صُنف كممثل كوميدي درجة أولى، ولكنه فاجأ جمهوره في عام 2010، من خلال دور ميشو النصاب، الذي جسده في مسلسل اللص والكتاب، فبالرغم من أنه كان يجسد بنفس العمل دور فطين توأم ميشو، الدور اللايت والاجتماعي، فكان ميشو على النقيض، ولأول مرة رأينا نظرات الشر والجدية في عيون سامح حسين.
أحمد فهمي
عُرف الفنان أحمد فهمي منذ اليوم الأول، أنه ممثل كوميدي بجدارة، منذ أن ظهر ضمن الثلاثي، هو وشيكو وهشام ماجد، في فيلم ورقة شفرة، مرورًا بـ بنات العم وسمير وشهير وبهير، وحتى الأعمال التي انفصل فيها عنهما، كانت تصب في الجانب الكوميدي أيضًا، إلا أنه قرر الخروج خارج هذا الإطار، الذي خاف أن يظل حبيسًا له، وخاض التراجيديا في فيلم العارف، في عام 2021، ولكن لم يلقَ العمل رواجًا كثيرًا، فقرر إعادة التجربة في مسلسل سره الباتع، الذي عرض في موسم رمضان 2023، وأخيرًا، كرر التجربة في مسلسل سفاح الجيزة، الذي يعرض حاليًا، وجدير بالذكر أنه ألقَ بعد عرض أول حلقتين من هذا العمل، إشادات واسعة بأدائه الدرامي، أكثر من العملين السابقين، فبذلك نستطيع القول بأن فهمي حجز لنفسه مكانًا خاص بهذه النوعية من الأعمال.
أحمد أمين
ابن الدادة، المُصلح لما يُفسده إبّو، في مسلسل الوصية، صاحب الاسكتشات الكوميدية المميزة، في برنامج البلاتوه، وغيرهم من أدوار ضيف الشرف، الذي شارك بها في عدد من الأعمال، فعُرف بالإفيه السهل الممتنع، وكان من أكبر المفاجآت التي طرقت أبواب الفن منذ سنوات، هو دخول أحمد أمين عالم التراجيديا، بعمل رعب، مثل مسلسل ما وراء الطبيعة، عام 2020، الذي اتخذه المخرج عمرو سلامة كتحدي، وأظهر أمين بشكل جديد تمامًا، وأظهر مهارات جديدة لديه، حتى أن عجبه الأمر، وقرر تكرار التجربة في مسلسل جزيرة غمام، في رمضان عام 2022، وحقق نجاحات واسعة بهذا المجال، لكنه عاد مرة أخرى للكوميديا، في موسم رمضان الماضي 2023، من خلال مسلسل الصفارة.
أحمد حلمي
عبر لحياة الفن من بوابة الكوميديا، وبدأ بأدوار صغيرة، مثل دوره الشهير في فيلم الناظر، عبود على الحدود، ليه خلتني أحبك، السلم والثعبان، ثم زاد حجم دوره في فيلم 55 إسعاف، واتجه للبطولة المطلقة في فيلم ميدو مشاكل، كل هذا وأكثر، كان تحت مظلة الكوميديا، حتى أن خرج من جلده، مع المخرج هاني خليفة، وقام بدور تراجيدي، في فيلم سهر الليالي، عام 2003، ثم عاد مرة أخرى لتقديم عدد كبير من الأعمال الكوميدية، التي رسّخت في عقول جمهوره أنه نجم كوميدي فقط، ليفاجئ الجميع بدور المريض النفسي، في عام 2008، من خلال فيلم آسف على الإزعاج، مما عدّ تحديا كبيرا بالنسبة له، وكذلك مؤلف العمل أيمن بهجت قمر، الذي قال في وقت سابق، إنه فوجئ بأداء حلمي في هذا العمل.