بعد المد لـ شوقي علام.. مستشار مفتي الجمهورية يكشف خطة دار الإفتاء خلال الولاية الجديدة| خاص
للمرة الثالثة على التوالي، قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، المدِّ للدكتور شوقي علام، مفتيًا للجمهورية لمدة عام بدأت من يوم 12 أغسطس الجاري، وذلك بعد أن مد له مرتين سابقًا، حيث بلغ علام سن المعاش في 12 أغسطس 2021.
وأوضح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خطوات وخطة دار الإفتاء المصرية، خلال الولاية الجديدة، بعد المد للدكتور شوقي علام عامًا جديدًا.
وقال مستشار مفتي الجمهورية، لـ القاهرة 24، إن دار الإفتاء المصرية تحرص دائما على مواجهة التحديات ومواكبة التغيرات وملاحقة المستجدات التي تمر بالمجتمع المصري والأمة الإسلامية، بمنظومة متكاملة من الخطط الاستراتيجية المناسبة لمقتضيات تجديد الخطاب الديني.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية: فالتحديات التي تواجهنا كثيرة ومتلاحقة يأتي على رأسها قضايا تجديد الخطاب الديني من أجل مكافحة التطرف والإرهاب والقضاء على ظاهرة استغلال الدين في نشر العنف والفوضى وإثارة الفتن بين الشعوب، واستغلال العاطفة الدينية لدى بعض الشباب في دفعهم إلى سلوك سبيل العنف والتشدد وكذلك تعرية المتطرفين والمتأسلمين أمام العالم أجمع.
الوقوف سدًّا منيعا لحماية مصر والأمة الإسلامية
وأوضح: ومن هنا فإن دار الإفتاء المصرية قد أخذت على عاتقها الوقوف سدًّا منيعا لحماية مصر والأمة الإسلامية من موجات العنف والإرهاب التي تبدأ فكرة شاذة وتنتهي تفجيرا وقتلا، وانطلاقا من هذا المبدأ كان لابد من تفعيل منظومة العمل المؤسسي الجاد، وإعداد الخطط المستقبلية الطموحة، التي تساهم في تصحيح المفاهيم ومواجهة الإشكالات الدينية المعاصرة ودفع قاطرة المنهج الوسطي إلى الأمام والمساهمة في إرساء قيم التعايش والتسامح بين بني البشر جميعا، مردفا: وقد أعدت دار الإفتاء المصرية من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم العديد من المشروعات والخطط الجديدة، من أهم هذه الخطط الطموحة ما سيشهده هذا العام من جولات شديدة الأهمية لفضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام وعلماء الدار في إطار السعي للتواصل مع المسلمين في شتى بقاع المعمورة لتصحيح صورة الإسلام وتقديم الدعم والمساعدة للمسلمين هناك حول أهمية إرساء قيم التعايش والاندماج الكامل في المجتمع وإعلاء قيمة المواطنة.
وأكمل مستشار مفتي الجمهورية: وسوف تقوم دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بتبني مجموعة من الإجراءات التي تعزز التواصل مع الخارج من أهمها إرسال قوافل إفتائية علمية مشتركة تهدف إلى تبصير الجماهير في ربوع المعمورة بقيم دين الإسلام الحنيف ومدى ما تميز به من يسر وسهولة تناقض تماما مع عليه جماعات التطرف والإرهاب من فساد وتشدد.
ونوه مستشار مفتي الجمهورية: وقد بدأت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في تأسيس مكاتب تمثيل حول العالم تكون فروعًا لمقرها الرئيسي بالقاهرة تعمل على تطوير منظومة الإفتاء في هذه البلاد، وتسهم في نشر رسالة الأمانة العامة وأهدافها السامية، وأما على صعيد مواجهة جماعات التطرف والإرهاب فسوف تقوم دار الإفتاء المصرية في الفترة المقبلة، برصد جميع أفكار الجماعات المتطرفة المنبثقة عن جماعة الإخوان الأم الإرهابية، والقيام بتحليل هذه الأفكار والمفاهيم الجامدة، التي تسعى تلك الجماعات لنشرها، واختزال الإسلام في مظاهر بعينها، ومحاولاتهم إعلاء قيمة المظهر على قيمة الجوهر، وتبني فكرا عنيفا يناهض الدولة ويعمل على خلخلة الأمن والاستقرار المجتمعي، وتبني مبدأ العمل السري.
وأردف: ومن خلال الرؤية الجديدة لدار الإفتاء المصرية سوف تقوم الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بالاستمرار في دعم منظومة الاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية، وقد أصدت الأمانة في عامها الماضي عددا من الإصدارات الهامة في هذا الصدد وهي: الدليل الإرشادي لتأسيس الهيئات الإفتائية – إدارة الجودة في المؤسسات الإفتائية– إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الإفتائية، وتهدف هذه الرؤية إلى تأهيل دور وهيئات ومكاتب الإفتاء في العالم معرفيا وإداريا بهدف الارتقاء بصناعة الفتوى علميا وعمليا، وفي إطار مواكبة ثورة التطور الرقمي التي يشهدها العالم، سوف تمضي الأمانة العامة للإفتاء في السير قدما نحو تطوير البنية التكنولوجية لدور الإفتاء في العالم، ولأجل هذا الغرض سوف تستحدث حزمة من البرامج لدعم دور وهيئات الإفتاء القائمة، بحيث تصبح الأمانة مرجعًا تكنولوجيًّا لتلك الدور، وسوف يتم تقديم برامج جاهزة لهذه المؤسسات في إدارة الفتاوي الهاتفية والإلكترونية وتراث الفتاوي، وكذلك المواقع الإلكترونية وربطها بموقع الأمانة، انطلاقًا من أن الفتوى هي منتج دور الإفتاء، ومن ثم يجب أن يتميز هذا المنتج بجودة عالية يتناسب مع مستخدم هذا العصر، وفي إطار تأهيل وتدريب الأئمة والدعاة في مجال ممارسة الإفتاء سوف تعلن الأمانة العامة عن إقامة دورات للأئمة من خارج مصر ستكون الأولى من نوعها باللغتين العربية والإنجليزية.
واختتم مستشار مفتي الجمهورية: وأما عن موضوعات التدريب فسوف تسير وفق ثلاثة محاور؛ الأول: صناعة الفتوى، أما الثاني فسيكون حول مواجهة التطرف، والثالث في إطار سبل مواجهة الإسلاموفوبيا، ويأتي ذلك انطلاقًا من مبادرة الأمانة العامة بوضع برنامج تدريبي لإكساب مجموعة من المتدربين المشتغلين بالعلوم الشرعية المهارات الإفتائية، والعلمية، والفنية اللازمة لرفع كفاءة وجودة الأداء الإفتائي لديهم، هذه بعض الطموحات والرؤى الاستراتيجية لدار الإفتاء المصرية التي عودت جماهير الأمة المصرية والإسلامية على الوقوف سدا منيعا وحصنا حاميا للثوابت الإسلامية والقضايا الوطنية.
