الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المرشح الرئاسي المحتمل حازم عمر: برنامجنا يخرج بمصر من أزمتها الاقتصادية.. ونحتاج عامًا واحدًا للإصلاح السياسي | حوار (2-2)

حازم عمر أثناء الحوار
سياسة
حازم عمر أثناء الحوار مع القاهرة 24
الأربعاء 16/أغسطس/2023 - 06:22 م

- سنسلم رؤيتنا وبرنامجنا للمرشح الفائز في حال لم يحالفنا التوفيق

- لا نحتاج أكثر من عام واحد فقط لبناء نسيج سياسي قوي ومترابط

- الوضع الاقتصادي الحالي أصبح شديد الصعوبة ومرشح لمزيد من التفاقم

- برنامجنا يخرج بمصر من عثرتها الاقتصادية في النصف الثاني من عام 2026

- سنجني ثمار برنامجنا المقترح في انفراجة اقتصادية في مطلع عام 2027

- لدينا خطة سريعة وعاجلة لجلب الاستثمارات الأجنبية خلال عام ونصف

- الشارع المصرى بالفعل يطمح إلى رؤية تغييرات في الحقائب الوزارية

 

عن تفاصيل البرنامج الانتخابي وأفكار حزب الشعب الجمهوري  للملف الاقتصادي والسياسي والتعامل مع الأزمات الحالية، يستكمل القاهرة 24 حواره مع المرشح الرئاسي المحتمل، المهندس حازم عمر، مرشح حزب الشعب الجمهوري، إذ أفصح عمر في بداية حديثه بالجزء الأول من الحوار عن تصوراته للمرحلة المقبلة والخطوات الأولى في حالة فوزه في انتخابات رئاسة الجمهورية، إلى جانب تشديده على جدية خوض الانتخابات باعتماده على قواعد الحزب الجماهيرية، رافضا فكرة أن يكون المرشح «الديكور».

ويكشف عمر خلال حديثه عن توجهات الحزب الفكرية، كما يجيب على دعاوى التأييد والمعارضة التي شابت الحزب، وعن موقفه من تغيير الحكومة أو بعض أفرادها، وكيف يفكر لجذب الاستثمارات إلى الدولة المصرية.  

وفيما يلي الجزء الثاني من الحوار:

أنتم الحزب الثاني في مصر وأنت رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ولديك كتلة برلمانية كبيرة.. فلو أن السبب فقط أنكم تملكون عصا سحرية لحل الأزمات الاقتصادية.. لماذا لم تمنحوا الدولة هذه العصا وأنتم لديكم قنوات اتصال مع متخذي القرار.. وتكتفون بذلك ولا يتطور الأمر لفكرة الترشح لانتخابات الرئاسة؟

البعض ينظر للأمر بتبسيط شديد ويظن أن الحلول تكمن فقط في مجموعة أفكار وأوراق مكتوبة، بينما حقيقة الأمر أن الجزء الأكبر من الحلول والمعالجات يكمن في الخبرات المتراكمة التي ستقوم بالتطبيق والمتابعة اليومية للبرامج المختلفة، ولذلك فإن الهدف الأساسي من وجود الأحزاب في أي مكان في العالم هو صقل وفرز الكوادر القادرة على تطبيق برامجها وأدوات الحكم الرشيد، وأن تكون تلك الكوادر مؤمنة بتلك البرامج وآثارها على قطاعات المجتمع باختلاف طبقاته.

أود أن أوضح لك أننا لا نبخل على الدولة، حيث كنا في مقدمة الأحزاب التي تقدمت بتوصيات شاملة للحوار الوطني.. ونؤكد مرارا وتكرارا أننا حزب يقوم على فكرة المشاركة لا المغالبة.

ولكن عندما تميل رؤية الحكومة إلى البرامج اليمينية وبرامجنا تمثل يسار الوسط، فإن مقدار ما تأخذه الحكومة من برامج يسار الوسط ولو من باب المواءمة السياسية لن يكون كافيا لتحقيق نتائج البرنامج كاملا؛ نتيجة اختلاف التوجهات وببساطة شديدة لو أنك أعددت خطة لعمل ما.. هل هناك من يقدر على تنفيذها مثلما ستنفذها أنت.. بكل ما لديك من شغف وطموح؟ 

أؤكد لك أن حزب الشعب الجمهوري هو حزب شديد الرصانة ويدرس خطواته جيدًا، ولم يقدم على خطوة الترشح للرئاسة إلا بعد أن تيقن تماما أنه أصبح حزبا قادرا على تحمل المسئولية خلال المرحلة المقبلة، وإن كتب لنا التوفيق وتولينا المسئولية سيكون لدينا الفرصة كاملة لتطبيق كافة برامجنا السياسية والاقتصادية والمجتمعية بحرفية شديدة وبمشاركة الجميع في صنع واتخاذ القرار.. وإن لم يحالفنا التوفيق سنسلم رؤيتنا وبرنامجنا للمرشح الفائز ونتمنى له التوفيق والسداد في القيام بمسئوليته تجاه الشعب.. لأننا كما قلت لك، نحن رجال دولة وطنيين وداعمين للارتقاء بالدولة المصرية والشعب المصري هو هدفنا ومبتغانا وحريصين كل الحرص على مصالحه.

 

حازم عمر

 

موضوع التأييد للدولة والمعارضة سيأخذني لنقطة مثيرة داخل حزبكم.. فكثيرون يسمعونكم تقولون إن توجهكم ليبرالي ويسار الوسط.. هل التوجهان شيء واحد؟

قولا واحدا نحن توجهنا وأيديولوچيتنا هي يسار الوسط (ليبرالي اجتماعي) ونؤمن بأن هذا التوجه هو الأنسب حاليا للمجتمع المصري، باعتباراته الواقعية، من حيث نسبة الفقر ومتوسط دخل الفرد ونسبة البطالة وحجم الطبقات الضعيفة من الفلاحين والعمال ومحدودي الدخل، حيث إن سياسات وبرامج يسار الوسط تعتمد على دور فعال للدولة في حماية تلك الطبقات الضعيفة من توحش  الليبرالية الرأسمالية، ولذلك عارضنا سياسات الحكومة الضريبية الحالية بشأن التوسع في الضرائب غير المباشرة والتي لا تفرق بين غني وفقير، بينما يدعم تلك الضرائب غير المباشرة التيار الليبرالي الرأسمالي الذي يحمي مصالح الرأسماليين ورجال الأعمال بالدرجة الأولى والتيار الليبرالي الرأسمالي يعارض بشدة التوسع في الضرائب المباشرة المعتمدة على حجم الربح والتي يدعم تطبيقها تيار يسار الوسط الليبرالي الاجتماعي، ولكن يتشارك التياران في العديد من المبادئ والقيم، مثل حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة.

البرامج الليبرالية الرأسمالية تؤمن بدور حكومة الدولة المحدود والتدخل الاقتصادي المحدود، وتشجع على الحرية الفردية والتنافس الاقتصادي الحر والتجارة الحرة وترفض التدخل الحكومي في الاقتصاد.
أما برامج يسار الوسط الليبرالية الاجتماعية فتلزم الحكومة بدور ومسؤولية في توفير الرعاية الاجتماعية مثل دعم التعليم والصحة والحد من الفقر والتمييز، ويعتبر هذا التوجه أن العدالة الاجتماعية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من الحقوق الأساسية التي يجب على الدولة رعايتها وحمايتها.

طبعا هناك زخم مختلف في السباق الانتخابي المقبل عما قبله من انتخابات.. فهناك بعض الأسماء طرحت نفسها وهناك البعض الآخر تحدث عن مرشحين ربما يراودهم الحلم كأبناء مبارك.. كيف ترى ذلك؟

مبدأنا الثابت في حزب الشعب الجمهوري والذي نعمل على ترسيخه منذ إنشاء الحزب هو أن لا نتعرض بأي شكل من الأشكال إيجابا أو سلبا لأي منافسين مهما اختلفت توجهاتهم، نستعد للمنافسة الجادة ونكثف جهودنا في رفع جودة أدائنا وواقعية برامجنا الإصلاحية وسعينا الجاد لإقناع المواطنين بالتصويت لنا، ولا ننزلق إلى افتعال معارك جانبية أو التعليق ولو من باب إبداء الرأي في كل من ينافسونا، وهذا هو منهجنا الذي لن نحيد عنه.

هل تعرضت قبل ذلك لوضعك أو احتسابك على قائمة نظام مبارك؟

لم أتولَ موقعا حكومية في عهد الرئيس مبارك ولم أكن عضوا بأي حزب سياسي باستثناء حزب الشعب الجمهوري الذي أسسته في سبتمبر من عام ٢٠١٢، وبالتالي فأنا محسوب فقط على حزب الشعب الجمهوري. ولكن جميع أهل الخبرة التنفيذيين البالغين من العمر حاليا بين الخمسين والسبعين عاما اكتسبوا معظم خبراتهم التنفيذية أثناء حكم الرئيس مبارك وأنا دائم الاستعانة بتلك الخبرات، لقد حكم الرئيس مبارك البلاد ثلاثين عاما، أي أن هذا الجيل من الخبرات عاش أكثر من نصف عمره تحت حكم الرئيس مبارك، فإذا احتجت أن تستعين بأهل الخبرة في التخصصات المختلفة فمن أين ستأتي بهم؟ دعك من هذه الأقاويل الجوفاء فمن يعد نفسه لتولي المسئولية لا يلتفت إلى مثل هذا الاستقطاب وضيق الأفق السياسي، علاوة على أن أحد أهدافنا الاستراتيجية هو تخفيف حدة الاستقطاب السياسي الذي عانى منه الشعب المصري طوال العقد الماضي وهدفنا هو إعادة لحمة الجبهة الداخلية المصرية ونبذ التنمر السياسي.

حازم عمر أثناء الحوار مع القاهرة 24

هل هناك زعيم مصري سابق يمكن حال نجاحك الاقتداء به والسير على خطاه؟ فهل مثلا تفضل نموذج عبد الناصر أم السادات في الحكم؟

أقدر كثيرا جميع الرؤساء الوطنيين الذين حكموا مصر في تاريخها المعاصر دون استثناء، ودرست جيدا وبعمق شديد تجربة كل حاكم لمصر وكل حقبة في تاريخ مصر كان لها إيجابياتها وسلبياتها وكل قيادة كان لها ما يميزها عن غيرها في مناحي مختلفة، ونحن نعيش عصرا له ظروف مختلفة عن العصور أخرى، ولذلك مسألة إعادة استنساخ حقبة ليست واردة في ذهني وإنما فقط نستلهم تجارب العصور الماضية وعلى من يتولى المسئولية أن يقتدي بإيجابيات كل حقبة وأن يتجنب سلبياتها.

أرى خلفك لوحة بها تقريبا كافة طوائف الشعب.. هل الأمر صدفة أم مقصود التنوع الموجود بها؟


لا يوجد في العمل السياسي ومظاهره وإشاراته مجال للصدف ولو كانت هذه اللوحة صدفة فلن تجذب انتباهك.. بالفعل هذه اللوحة لها دلالة سياسية لدينا فنحن في حزب الشعب الجمهوري نؤمن بالمشاركة.. ونحن بالفعل منفتحين على كافة التيارات السياسية والأحزاب باختلاف توجهاتهم ونتعامل سياسيا وبود واحترام مع الجميع باستثناء من خرج عن القانون والدستور أو من لجأ إلى العنف وتلطخت أيديهم بالدماء واتخذوا من العنف سبيلا.. لدينا تعاون مستمر مع كافة الكيانات السياسية ونتقبل الرأي الآخر بصدر رحب ونؤمن بأن من يطرح نفسه لتولي المسئولية يجب أن يتقبل الجميع باختلاف اتجاهاتهم السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فنحن نعمل من أجل كل المصريين.  

ما المدة التي تعتقد أنك ستحتاجها حال نجاحك لكي تحدث فرقًا حقيقيا ملموسًا؟

على صعيد الإصلاح السياسي لا نحتاج أكثر من عام واحد فقط لبناء نسيج سياسي قوي ومترابط، أما على الصعيد الاقتصادي فالوضع الحالي أصبح شديد الصعوبة ومرشح لمزيد من التفاقم، ولذلك سأكون صادقا مع الشعب وأقول إننا نحتاج إلى 3 سنوات سوف نطبق من خلالها إصلاحات جذرية وهيكلية من خلال برنامج إصلاح اقتصادي يعتمد في جانب منه على التقشف وترشيد الإنفاق الحكومي، ولكن في نفس الوقت سنعمل من السنة الأولى على السيطرة على التضخم ومعدلات الدين العام الخارجي والداخلي وتشديد السياسات النقدية والانضباط في الإصدارات النقدية الجديدة وإعادة هيكلة أعباء المواطنين بغرض تخفيف الضغط على الطبقة المتوسطة وحمايتها من التآكل ومساندة الطبقات الضعيفة ومحدودي الدخل ورفع بعض الأعباء الضريبية من على كاهلهم خلال تلك الفترة، وهذا هو السبيل الوحيد حتى تخرج مصر من عثرتها الاقتصادية الصعبة في النصف الثاني من عام 2026 وسنجني ثمار برنامجنا المقترح في انفراجة اقتصادية في مطلع عام 2027 وأي وعود براقة خلاف ذلك ستكون غير صادقة وغير دقيقة.

 

حازم عمر

بمناسبة الاستثمار.. في رأيك كيف سيتم جذب الاستثمار الدولي نحو مصر؟ 

لدينا خطة سريعة وعاجلة لجلب الاستثمارات الأجنبية خلال عام ونصف تعتمد في جزء منها على الإصلاح السياسي وتخفيف حدة الاستقطاب السياسي والجزء الآخر يعتمد على الخطوات الاولية في الإصلاح الاقتصادي وتوحيد سعر الصرف للعملات الأجنبية داخل وخارج النظام المصرفي وتقليص عجز ميزان المدفوعات بالعملات الأجنبية والسيطرة على الفجوة الدولارية وتحسين مناخ الاستثمار والتوجه نحو الاستثمار الإنتاجي بدلا من الاستثمار الاستهلاكي عن طريق منح حوافز ضريبية إضافية للإستثمار الإنتاجي في القطاعات الزراعية والصناعية والاتصالات وتكنولوچيا المعلومات.    

لو نجحت.. هل ستغير الحكومة؟

لا أفضل استباق الأحداث.. ولكن إذا ما اعتبرنا هذا السؤال مجرد نقل لنبض الشارع المصري وطموحاته، يمكنني إجابتك بأن الشارع المصري بالفعل يطمح إلى أن يرى تغييرات فى الحقائب الوزارية نتيجة معاناة المواطنين الاقتصادية وفقدانهم الثقة في الوعود الحكومية المتكررة التي لم تتحقق، وأصبح المواطن لديه تخوفات من تفاقم الأزمة الاقتصادية ويريد أن يرى بصيص أمل في حكومة جديدة ذات رؤية اقتصادية ثاقبة ومؤلفة من خبراء اقتصاديين مرموقين مشهود لهم بالكفاءة والقدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة، وأن يشعر بأن حكومته على قدر كبير من التناغم والتوافق في السياسات الاقتصادية والنقدية لكي يستعيد ثقته في الحكومة مرة أخرى، ولكن يجب التأكيد أن تغيير السياسات يأتي في أولويته قبل تغيير الكوادر.

حازم عمر أثناء الحوار مع القاهرة 24

هل أنت راضٍ عن أداء الحزب منذ التأسيس حتى هذه اللحظة؟

بكل تأكيد، لقد أكمل حزب الشعب الجمهوري عامه العاشر، ومر بمرحلتين مرحلة التأسيس ومرحلة التوسع.. وفي كلا المرحلتين أدينا أداء جيدا.. بناء الأحزاب يأخذ وقتا كبيرا وجهدا أكبر وتكلفة ضخمة، ونحن نسير وفق استراتيجيات واضحة، فعقب التأسيس وفي اختبارات الانتخابات النيابية. لقد وضعنا استراتيجية في انتخابات عام 2015 بأن نحجز لأنفسنا مكانا بين الأحزاب الخمسة الكبار، وحققنا تلك الاستراتيچية، وفى الاستحقاق الانتخابى الثاني في عام 2020 ورغم أن البناء التنظيمي لم يكن مكتملًا بالشكل الكافي وقتها.. إلا أننا حققنا استراتيچيتنا بنجاح كبير وأصبحنا ثاني أكبر حزب مصري بعدد 67 عضوا نيابيا، ونحن نعمل على مدار الساعة، وطوال الوقت ننظر إلى ما سوف نحققه فيما هو قادم، ونعمل على حصد مزيد من القبول الشعبي، وماضون في التوسع الإداري والتنظيمي، والحزب يكبر بشكل كبير ورصين، وأخيرا ننافس الآن على الحكم من خلال الترشح لرئاسة الجمهورية.

في نهاية الحوار.. ما هي رسالتك للشعب المصري وخاصة الشباب؟

التحية والتقدير واجبة للشعب المصري على ما تحمله من ضغوط وصعوبات خلال الفترة الماضية.. ولم يدخر يومًا جهدًا لدعم بلده وهذا ما يعرف عن المصري منذ فجر التاريخ.. أنتم دائما حصن الأمان.. مشاركتكم في الانتخابات المقبلة نقطة تحول فارقة.. انزل وشارك في مستقبل بلادك. وللشباب أقول لهم دعونا ننتقل من مرحلة الدولة ذات الحضارات والخبرات المتقطعة إلى مرحلة الدولة ذات الخبرات المتصلة لنرتقي بوطننا عن طريق أجيال في موقع المسئولية تصقل أجيال صاعدة بخبرات وقدرات مؤهلة للحكم والإدارة فأنتم الأمل والمستقبل ومستقبلكم ملككم وحدكم، لم تدخروا جهدًا فيما مضى وأثق أنكم لن تدخروا جهدا فيما هو آت.. اصنعوا مستقبلكم بأيديكم من خلال أصواتكم واختياراتكم في صناديق الاقتراع.   
حفظ الله مصر وشعبها.

تابع مواقعنا