السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الفارس موسى والمهرة جيني

الجمعة 11/أغسطس/2023 - 05:49 م

من أسبوعين صحي العالم كله على حادثة في قمة البشاعة حصلت في العراق وتحديدًا في منطقة الخطيب التابعة لمدينة الشعلة في بغداد.. مقتل الطفل العراقي موسى ولاء اللي عنده 7 سنين على إيد زوجة والده بمنتهى القسوة والغِل!.. المشكلة الحقيقية واللي حسست معظم الناس في المدينة بالذنب إن القتل ماحصلش مرة واحدة لكن على مرات وبالبطيء وقدام عيون كل الناس وأولهم الأب!.. والسبب؟.. غيرة من السيدة عذراء الجنابي تجاه ابن الزوج اللي كان محبوب من الجيران والقرايب بشكل ملحوظ وكبير!.. بس الغيرة؟.. لأ.. حسب التحريات اللي تمت والأقوال المتناثرة للي شهدوا الواقعة هيبقى التعبير الأدق "الغيرة المسببة".. يعني إيه؟.. واحدة جارتهم تشوفها في الشارع فتقول لها على فكرة موسى ابن جوزك شافني وأنا راجعة من السوق وشايلة أكياس كتيرة فجه ساعدني وشال عني بدون ما أطلب منه.. واحدة تانية تقول لها على فكرة موسى شافني وأنا شايلة بنتي الصغيرة اللي كانت بتبكي وعاملالي لخمة وأنا واقفة بيها في الشارع فالولد ييجي ويشيلها مني ويفضل يلاعبها ويضحك معاها لحد ما البنت تهدى خالص وتضحك!.. والدة طفل مع موسى في المدرسة تيجي مخصوص لبيت السيدة عذراء عشان تشكر موسى لإنه كتب الدروس اللي فاتت ابنها العيان وجابهالوا لحد البيت لما كان عيان وغاب عن الحضور!.. قصص وتفاصيل في قمة النُبل والجمال كانت بتتقال عن الولد وبتخليك واثق إن الكلام عن ملاك ماشي على رجلين مش عن طفل عنده يادوب 7 سنين.. مين يا موسى اللي علمك رقة القلب والحنية واللُطف دول!.. للأسف كل ده كان بيخلي زوجة الأب تشيل في نفسها أكتر وأكتر من الولد.. بدأت تعذبه بطرق عنيفة على غلطات بسيطة وتافهة.. تلكيك يعني.. تكهربه بالسلك العريان في رجليه وضهره!.. تلسعه بمعلقة سخنة على جلده.. تجبره يلبس لبس شتوي في عز الصيف وهو في المدرسة، ويلبس لبس صيفي في عز الشتا –(هتلاقوا تحت صورة له وهو لابس لبس شتوي في عز الصيف وعلى وشه آثار تعذيب)-!.. الشيء الغريب إن الولد كان بيستقبل كل التعذيب ده بابتسامة بريئة هتشوفوها برضه في الصورة اللي تحت!.. يا ابني أنت وشك متخرشم ومفيش فيه حتة سليمة جايب القوة دي منين!.. طب والأستاذة بتاعتك اللي صورتك أو زمايلك أو أهاليهم محدش منهم قرر يتدخل عشان يسألك أو يقف جنبك أو يحميك؟.. للأسف لأ، وكل واحد كان بيقول وأنا مالي وليه أتدخل في شيء مايخصنيش.. زادت الأمور سوء وبمنتهى الوحشية كانت قسوة عذراء بتزيد أكتر وأكتر لدرجة إنها حطت كيلو جرام من الملح في عين موسى وكيلو جرام تاني من الملح خلته يبلعه كله وخبطت راسه في زجاج شباك كذا مرة لحد ما الولد مات!.. أخو موسى الصغير كان شاهد على الحادثة وبيقول إن لما أخوه وقع فاقد النطق جرى عليه عشان يشوفه فلقاه قاطع النفس فقال لـ عذراء اللي ردت عليه ببرود ولا مات ولا حاجة تلاقيه بيمثل!.. أخو موسى فضل يصرخ بعلوا صوته لحد ما الجيران أخدوا بالهم وشافوا جثة الطفل البريء وبلغوا الشرطة اللي جت وقبضت على زوجة الأب بس للأسف جاتلهم الشجاعة بعد فوات الأوان!.. الكشف الطبي كان أول خطوة عملتها الشرطة على عذراء عشان يشوفوا السيدة دي بكامل قواها العقلية ولا عندها خلل ولحسن الحظ إنهم لقوها سليمة تمامًا وده بيخليها عرضة إنها تتعدم بسرعة بعد محاكمتها اللي بدأت وقربت تنتهي.

 

لو كنت من سكان أو حتى في زيارة لمدينة فرانكفورت الألمانية وتحديدًا في شوارع حي فيشنهايم فأنت غالبًا هتقابل الآنسة جيني اللي بتقضي طول النهار بتلف في الشوارع رايحة جاية والناس بيعاملوها بمنتهى اللُطف وهي كمان!.. قبل ما دماغك تروح لبعيد جيني دي هي فرسة عربية لونها أبيض مربيها راجل ألماني عايش في المدينة وكان بيهتم بيها وبيراعيها كأنها كل أفراد أسرته أساسا خصوصا إنه عايش لوحده معاها.. كان متعود وهي صغيرة ياخدها يتمشي بيها في الشوارع لكن للأسف ولأنه كبير في السن أصيب بمجموعة أمراض ورا بعض أجبرته على القعدة في البيت لكن فضلت جيني حابة العادة اليومية اللي صاحبها عودها عليها!.. تخرج تتمشي في الشوارع!.. الفكرة إن من 18 سنة ولحد دلوقتي جيني بتتمشى كل يوم الصبح في شوارع فيشنهايم.. تشوف راجل بيزق عربية الأطفال اللي فيها طفله فتروح جيني تميل راسها جوه عربية الأطفال كإنها بتبوس النونو وتمشي!.. تدخل محل مخبوزات مشهور في الحي وتدور وشها في كل الموجودين كإنها بتوجه لهم التحية وتخرج تاني!.. تلاقي سيدة عجوزة بتحاول تعدي الشارع وكده كده أصلًا الإشارة لما تفتح السيدة هتقدر تعدي لوحدها والعربيات هتكون واقفة ليها حتى لو طولت شوية لكن "جيني" تظهر في الصورة وتقف زي الحائل بين السيدة وبين العربيات وتعدي الطريق جنبها كأنها بتعديها واحدة واحدة لحد ما توصل للرصيف التاني بسلام!.. مواقف كتير إنسانية بتعملها جيني بمنتهى السلاسة بدون ما شخص واحد يعترضها أو يغلس عليها.. فيه طبيبة بيطرية موجودة في الحي بتتولى مهمة الكشف عليها كل أسبوع مرة عشان لو لقيتها تعبانة أو بتعاني من أي حاجة تعالجها!.. تروح ناس وتيجي ناس، تموت ناس وتتولد ناس، يعدي على المدينة سكان أو حتى سياح ما فيه شخص واحد ضايقها طول الـ 18 سنة بإستثناء مرتين بس بالعدد.. منهم مرة حاول فيها سائح أجنبي إنه يستخف دمه معاها ويتصور غصب وهي ماشية وهي بمنتهى الذكاء وقفت واتصورت معاه بالفعل بس مسكها من شعرها عشان يجبرها تقف يتصوروا تاني والحقيقة إنها طاوعته ووقفت لكن الشدة القاسية بتاعته لشعرها لفتت نظر اللي كانوا حاضرين الموقف فقرروا يمسكوا الشخص ده ويضربوه علقة محترمة!.. المرة التانية كانت لسيدة ألمانية لكن من مدينة تانية وكانت في زيارة لـ فرانكفورت ولما شافت جيني كان في إيديها عصاية فعشان السيدة بتخاف من الحيوانات هشت الفرسة بالعصاية هشة من بعيد لبعيد ويادوب لمستها بيها فالمنظر استفذ الناس وبهدلوا السيدة إن إزاى تضربي جيني اللطيفة بالعصاية حتى لو ضربة خفيفة وحتى لو مجرد تهويش!.. بالمناسبة الناس أطلقوا عليها اسم جيني اللطيفة وقرروا بدون اتفاق بينهم إنهم يتعاملوا معاها بـ لُطف وفيه منهم أصحاب محلات أو حتى سكان عاديين اتعودوا يحطوا ليها جرادل فيها ميه أو قفف فيها أكل طول خط سيرها عشان لو عازت تاكل أو تشرب.. بالمناسبة كمان جيني متعلق على رقبتها ورقة صغيرة مكتوب عليها: (اسمي جيني، وأنا لست هاربة من صاحبي بل أتنزه لوحدي فقط!، شكرًا).. بس الحقيقة إن حتى لو الورقة ماكانتش موجودة أساسًا ماكنش فيه حد هيعترضها لإن فلسفة الحشرية والرخامة ورمي الجتة والغلاسة مش موجودة عند الناس دي.

كتير من الناس عندهم خلل نابع من الحيرة اللي بيقعوا فيها بين اختيار التوقيت المناسب اللي يتدخلوا فيه ويكون تدخلهم ده سبب في إنقاذ حد، وبين إنهم يتداروا ويستخبوا ويقولوا وإحنا مالنا.. صحيح إن فيه ناس حياتهم اتدمرت بسبب حشرية غيرهم في أمورهم الخاصة بس في نفس الوقت فيه تدّخل منك في مسألة معينة ممكن يمنع مشكلة أو يساهم في حل.. محدش غبي والكل فاهم إمتى التدّخل بيكون رخامة وفضول ورمى جتة، وإمتى بيكون إيجابية وجدعنة وأصول.. سهل إنك تتدارى وتعمل نفسك مش شايف، بس الأصعب والأنبل إنك تقدر تقول كلمة صح في توقيت صح تنصف وتنقذ وتصحح.

تابع مواقعنا