الذكاء الاصطناعي واﻹبداع

كم نحن في بداية عقود مدهشة، بدأت منذ عام 2000 وقت أن كنا نعتمد على ذاكرتنا فى استحضار الأفكار والأحداث وكذلك الأرقام وتفاصيل الحياة اليومية.. أصبحنا نلجأ ﺇلى الآلة الرقمية بافراط. 

اليوم راج بالذكاء الاصطناعي، وقد أرخوا للمرحلة الجديدة بمعطياتها المدهشة؛ حيث تم الإعلان في نوفمبر 2022م عن برنامجا للشات أو الدردشة عن مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي (أوبن أى open AI) بأمريكا، يسمى البرنامح (شات جي بي تي ChatGPT) والهام لنا نحن أرباب حرفة الكتابة والابداع، أنه يمكن تنفيذ أي عمل كتابى (إبداعي) يطرح عليه كسؤال.. وقد تم تطويرة بحيث أصبح البرنامج باسم ((GPT-4  ما دفع العالمة في الأعصاب "آنا أبراهام، مؤلفة كتاب الإبداع من منظور علم الأعصاب، نقول: أعرّف الإبداع بأنه التوصل إلى أفكار مبتكرة تجلب الرضا، لكن جانب الرضا سيختفي كليًا.

بعدها أرسل إيلون ماسك رسالة مفتوحة مثيرة تدعو إلى فرض مهلة ستة أشهر على تجارب الذكاء الاصطناعي الضخمة من أجل الإنسانية؟

وتقول أبراهام: لو سلكنا الطريق السهل وأوكلنا مهمة التواصل إلى جهة أخرى، قد نضيع فعليًا القدرة على إدراك صوتنا الخاص، وهو أمر أساسي للإبداع.. يقلقني أثر الذكاء الاصطناعي على التعلم بشكل عام، والاستيعاب العام، وكل ذلك سيؤثر في الإبداع.

كما هو الحال بالنسبة إلى كل مراحل الثورات التكنولوجية، من المهم النظر إلى السياق التاريخي. مر الإبداع بمراحل صعبة قبلًا: ظهور الكتابة في المقام الأول قضى على تقليد شفوي، فيه يسرد الشعر والقصص المحكية. أما آلات الطباعة، فغيرت هي أيضًا وجه الإبداع. كما فعل الراديو والتلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن إبداعنا لم يخف، وأصبحنا نستخدمها كأدوات نشارك عملنا على نطاق أوسع.

ومع ذلك، نحن في البدايات، ويلزم الحذر، حتى أن أبراهام شبيه قالت: إن التواصل مع شات جي بي تي، كأننا نطلب من جنّي أن يحقق لك أمنية.

إذا كان الإبداع تشكّل وبز مع تقنيات جوهرية ما؛ الشفهية ثم الآلة الكاتبة، فمع التكنولوجيا الرقمية يستطيع عصر الذكاء الاصطناعي أن يضعف قدرتنا على الابتكار والتأمل والتواصل.. وليس في وسعنا سوى التمهل وتصحيح المسار أولا بأول.